خاطرة عروبة الخليج إلى أين ؟

 
 
 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد
شاءت الفرصة أن تطىء قدمي ارض الشارقة وان أتواجد في مطارها 12 ساعة خالية من الضيافة العربية ومن أي خدمات تقدم إلى مسافر أجبرته شركة الطيران العربي الناقلة أن يتواجد في المطار أعلاه اضطرارا"خلاف ما كان يجوش في مخيلتي  لما اعرفه  عن أبناء الإمارات العربية كونهم من أصول عربية والتقاليد السامية هي التي تحكم كل تحركاتهم وعلاقاتهم وان المسيرة التي اتسمت بها مرحلة المرحوم الشيخ  زايد لخير دليل على ذلك ولكن وهذه الكلمة لها مغزاها في التعبير الذي  ينبع من الألم والمعانات أو الوجل من شيء لايعرف المصير أو الأيام الآتيات فيه ،  ومن خلال المعايشة الميدانية وما شاهدته على ارض الواقع حز في نفسي كل شيء لان استثمار العمالة الأجنبية بالشكل الواسع أراه يضر ضررا" غير اعتيادي في طبائع وسلوك أبناء البلد إضافة إلى التأثير على أهم شيء في البلد وهي اللغة الأم لان الفرد وهنا أقول الفرد الإماراتي  ومن أبناء الشارقة العامل في المطار سوف يكون مضطرا" طيلة وقت عمله بان يغادر لغته العربية وان يتحدث باللغة التي هي مسيطرة وسائدة في المطار حيث لم  أجد سوى التايلندي والفلبيني والصيني والسريلانكي والهندي والماليزي وغيرهم من أبناء المجتمعات الإسلامية وغيرها ، وأقولها إني لم أجد سوى فردا واحدا لباسه عربي  أي الكوفية والعقال علاماته إماراتيه فكان لي معه الحوار الأتي ( أخي أنا عربي من العراق كنت أتوقع باني أتواجد على ارض عربيه ولكن الملموس من خلال ما نحن فيه ليس كذلك بالإضافة إلى إننا ضيوفكم ولكن لا ضيافة ) فما كان له إلا الاشاره على قسم من المبنى أراد أن يرشدني كي اطرح معاناتنا  فقلت لصاحبي  الحمد لله سنكون متفاهمين مع أبناء جلدتنا  ولكن العجيب الغريب أن نستقبل من فتاة لا تنطق العربية واعتقدها صينية الجنسية والعاملين جميعهم من شاكلتها أو غير ذلك لان الأجناس يتشابهون


إشارتي إلى الواقعة لا اعني بها  عدم التعامل مع المجتمعات الأخرى والتواصل الإنساني  وسد احتياج البلد من الأيادي العاملة بل  الذي اثأر بي الخوف والخشية على عروبة البلد المنفتح هكذا  التأثير الذي سيحصل سلبا على مقومات البلد وهنا لابد من الإشارة إلى  النوايا المبطنة لدى الغير من حيث التوسع على حساب  أقطار الخليج العربي وأقولها بالدرجة الأساس إيران وليس ببعيد  دولة البحرين  والدعوات التي تأتي من هنا وهناك  في مؤسسات الدولة الإيرانية والتي أوصلت البعض منهم يعدها محافظة من محافظات  الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وارجوا أن لا تفهم إشارتي هذه  بالتجانس فيما بين الحالتين بل أردت أن أتوصل من خلالها إلى  مكمن الخطر المستقبلي على البلد وأبنائه والمتغيرات التي تحصل وخاصة الرمزية الأساسية وهي اللغة لان الفرد أو الإفراد المعدودين المتواجدين في  مبنى المطار لابد وان يغادر لغته ويكون تفاهمه باللغات التي هي أساس التعامل  وهنا يظهر التأثير في متانة اللغة والتحاور بها وحتى التطبع بطبائع الآخرين وينتقل هذا  إلى البيت وهنا لابد من الإشارة إلى  موضوع الخادم أو الخادمة الذين يهتما برعاية الأطفال  والمحادثة معهما والى غير ذلك وبمرور الزمن سيكون هنا جيل  بل أجيال  تشوبه الكثير من الأمور التي أراها تضعف روحية المواطنة لديه لا سامح الله ،

 

وهذه الملاحظة لم تكن محصورة في بلد واحد من بلدان الخليج العربي  لان  البحث عن  الأجر الأدنى للأيادي العاملة دعا الاخوه المعنيين والمواطنين يتجهون بالاتجاهات التي لابد من الوقوف عندها حماية للأمن الوطني والسيادة الوطنية و التكوين البشري للوطن وخاصة إلى  تعمد البعض إلى  الارتباط وهذا الأمر واضح وجلي في  المنطقة وبهذا النشا الأتي أراه إن لم أكن خاطا يبتعد كثيرا عن جوهر المواطنة  وعليه لابد من وقفه  ودراسة جليه للموضوع من قبل السلطات في أقطار الخليج العربي حماية لعروبتها  ودرأ" للمخاطر المستقبلية التي تواجهها  ، وارجوا أن لا تعد خاطرتي هذه تدخلا  في الشأن الداخلي للشارقة إلا أن حرصي وخشيتي المستقبلية جعلتني اكتب هذه السطور  ولا يفوتني أن أشير بان  الأمة العربية  والأرض العربي هي عرضة للاستهداف بكافة الأوجه والمجالات من قوى إقليمية وغيرها ناهيك عن  البعد الأمني والاختراقات التي إن حصلت ماهو نتاجها وتأثيرها في الحياة اليومية إن كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو علمية وبهذا  لا ادعوا إلى الانغلاق بل إلى وجوب التحصن والاستفادة من الطاقة البشرية العربية وصولا إلى  الحكمة القائلة ( البيت لا يحميه إلا أهله )

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أب / ٢٠٠٩ م