١٧٣٠ تموز ١٩٦٨ إرادة شعب وأمل أمه

 
 
 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

استذكر أبناء العراق الغيارى ثورة البعث الخالد ( ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 المجيدة ) التي قادت العراق وشعبه المجاهد إلى التقدم والرقي العلمي والعسكري والاجتماعي والخدمات التي نعم بها شعبنا المجاهد ، فأصبح العراق بؤرة إشعاع وقبلة الباحثين عن الحرية والسعادة مما أدى إلى تكالب كل قوى الشـــــــــر والرذيلة والخيانة المتمثلة بثالوث الحقد والكراهية  والعدوان ( الامبريا صهيوني صفوي ) على هذه الثورة وانجازاتها وقيادتها القومية الوطنية التاريخية واستذكارنا لهذا الحدث ألتأريخي يدعونا العودة إلى الأسباب والمسببات التي أوجبت وقوعه كي تنعم الأمة أولا بكل المفردات التي تجعلها مقتدرة على مجابهة التحديات الجسيمة التي  كانت وما زالت تستهدف كيانها وتراثها وموروثها الحضاري من القوى العدوانية  الظالمة المتعيشة على آلام ومعانات وحرمان الشعوب

 

العراق وبفعل القوى القومية والوطنية التي التقت إرادتها في وجوب التغيير الثوري الشامل تمكن من التخلص من القيود التي أوجبتها المعاهدات والاتفاقات المفروضة عليه بفعل الأدوار التي أدتها الحكومات العراقية في مرحلة النظام الملكي المشبوه ومن أبرزها حلف بغداد بانبثاق ثورة 14 تموز 1958 المجيدة حيث ارتقى إلى عتبة القدرة على فعل التغيير في كافة المسارات  السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في محيطه العربي والإقليمي  وان يكون بؤرة إشعاع تتوافق مع المعطيات التي  طرحتها الثورة المصرية في تأميم قناة السويس و إعلاء الحس القومي العربي وانبعاث الروح مجددا" في القضية المركزية العربية الأولى  فلسطين  ولكن التيار الشعوبي المهيمن على بعض الأحزاب والتيارات السياسية تمكن من تغيير المسار الحقيقي والواجب الاستمرار عليه للثورة وتحولت الشوارع والساحات العراقية إلى ميدان للشعارات الغريبة والبعيدة كل البعد عن الثقافة العربية والقيم السامية التي  ترعرع عليها المجتمع العربي والقوميات والأقليات المتآخية في الوطن العربي فكانت هناك المجازر والحرمان والتهميش وإلغاء الدور الأخر  ومن هذه الحقائق التي لا نريد أن تكون مجالا" للإثارة بل للتبيان  بالوصف الذي نحن فيه في ظل الغزو والاحتلال الذي ساهمت فيه  ذات القوى أو بقاياها ،  أحداث كركوك والمجازر التي شهدتها شوارعها ، والجرائم البشعة التي شهدتها شوارع الموصل الحدباء وكيف علق القوميون المناضلون بجنسيهم على أعمدة الكهرباء والهاتف لأيام وكيف وضعت الحبال برقاب الرجال الرجال وسحبت جثامينهم في الشوارع لا لذنب اقترفوه سوى إنهم عروبيون ينادون بالأمة العربية  وحرية العراق وكيف الرعاع المهووسون يجوبون القرى والأرياف وحبالهم بأيديهم وشعاراتهم تتعالى( حبالنا موجودة ودار السيد مهدودة  ، والمايصفق عفلقي) وغيرها من  التعابير التي تنم عن  محاربة أهم شيئين في حياة الإنسان المحتوى والإطار  أي الدين كجوهر لشخصية ألامه والنواة الأساسية بانبعاثها وارتقائها ودورها القيادي الرسالي الإنساني  والإطار الفكر القومي المتنور الواعي المتجدد بتجدد الحاجة والإنسان العربي  والشمولية التي تجعله فكرا إنسانيا يتفاعل مع كل الأمم والشعوب المضطهدة المعانية بذا الإمراض والعلل التي ابتليت بها الأمة العربية ، في خضم هذه الأجواء والتردي الحاصل في الواقع العربي وتمكن العدو الصهيوني بفعل  من يسانده وتخاذل الأنظمة العربية وكرد فعل واعي  ونضالي  على ما خطط له بفعل الردة التشرينية السوداء التي استهدفت أساسا الفكر ، لان التمكن من الفكر سيجعل كل الأعداء  على مقربة من أهدافهم ونواياهم والتطبيق المباشر لأجندتهم ، فكان القرار لدى قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي لابد من الرد الميداني  بتغيير  النظام السياسي في العراقي ثوريا  بدون إراقة الدماء فكانت الثورة البيضاء بتخطيطها المحكم  بالرغم من بعض الأحداث التي أوجبت أن يكون هناك القرار الثوري والفعل الحاسم كي تتخلص الثورة من الشوائب التي أريد لها أن تكون فيها وكان الحسم في  اليوم المبارك 30 من تموز 1968 حيث تمكن الفتية المؤمنة بالله الواحد الأحد وبقدر أمتها  والدور الذي لابد من النهوض به من تصفية الثورة من  ما علق بها كي ينطلق ببرنامجها المعهود ورسالتها القومية الوطنية لأنها ليس عراقية الهوى و التوجه بل هي الميدان الأرحب الذي يجد فيه الإنسان العربي ضالته وكل الخيرين الأحرار  من أبناء القوميات والأقليات المتآخية في العراق والوطن العربي فكانت بحق هي فيصل التحول  في هذا الميدان  ، 

 

فكانت من أولى المهام والواجبات التي لابد من القيام بها تطهير ارض العراق من الدرن الذي تمكن  الأعداء من زرعه  آلا وهم الجواسيس والخونة وذلك لحرمان الأعداء من التمكن والوصول إلى العمق العراقي كي تتمكن الثورة من تحقيق أهدافها والمفاجئات التي  تجعل العدو في حيرة من أمره وأعقب هذا القرار الجريء  القرار الذي جعل العراق في  الاستقلالية الحقيقية من خلال إنهاء النفوذ السياسي الامبريالي في الحياة السياسية العراقية  بقرار التأميم  الخالد الذي حقق المعادلة الثورية القائلة بأنه لايمكن أن يكون هناك استقلالا" سياسيا بدون  الاستقلال الاقتصادي  وامتلاك الإرادة الوطنية في  استثمار واستخدام الثروة الوطنية ، وهذه من أساسيا الفعل الثوري الميداني الذي يؤمن به ويعمل عليه حزب البعث العربي الاشتراكي كونه حزب ألامه بجماهيرها المعذبة المستغلة المنهوبة الطاقات المحرومة من ثروات أرضها    من خلال هكذا قراءة للحدث نجد أن  ثورة 17 – 30 تموز 1968 كانت  استجابة واعية لحاجة الإنسان العربي ورد واعي  للواقع المرير الذي تمر به ألامه بل هي تصويب  حي  لطريق الثورة  الأولى في 14 تموز 1958 التي انحرفت بفعل الأشرار والشعوبيون عن مسارها ومنهجها وبرنامجها الذي  اقر قبل تفجيرها والهادف إلى  الارتقاء بالعراق إلى الموقع الذي يمكنه من  تحقيق التغيير العربي والإقليمي لصالح الشعوب وإنهاء كل  مظاهر العدوان التي أدت إلى التراجع العربي أمام قوى العدوان إضافة إلى تنقية  الأرض العربية من ركائز العدوان وأقطابه  ،  بتمكن القيادة القومية الوطنية للثورة  من الوصول إلى أهدافها بالرغم من كل الأجواء التي أريد لها أن تؤثر على المسار وانحرافه عن منهاجه القومي الثوري التحرري المؤدي إلى تحقيق المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد نجد أن قوى الظلام والعدوان أخذت تمارس جل إمكاناتها المتاحة وقدراتها  من اجل إيقاف هذا النمو القومي الوطني الذي اخذ يؤثر ايجابيا في محيطه حتى وان كان بالحد الأدنى كي تتماسك الأمة أمام الخطوب التي تمر بها  وتهددها ، فكانت أفعالهم  تتخذ المنازلة بالنيابة أو  المنازلة المباشرة وبالتدريج ولكن العراق بفعل قيادته المؤمنة الصادقة تمكن من  خوض غمارها والصمود أمامها وهو يفاجئ الأعداء بما يعزز اليقين لدى الشعب بأنه هو المنتصر فازداد الحقد على التجربة الوطنية القومية واخذ الأعداء يكشرون عن أنيابهم من اجل قتل الولادة القومية

 

فتم تحريك أدواتهم في شمال عراقنا الحبيب ولكن الرؤية الإنسانية للحزب والثورة  جعلت الأعداء  ينتكسون بغيهم فكان الرد بيان  الحادي عشر من آذار  والحقوق الممنوحة لأبناء شعبنا الكردي وانهيار الجيب العميل وانكشاف زيف دعواتهم وعدم  توافقهم مع إرادة الفرد الكردي المؤمن بترابه الوطني العراق الواحد من شماله  لجنوبه وامتزاج فعل الخير  والولاء الوطني ، وتمكن الثورة بقيادتها الحكيمة المؤمنة من التصدي  للمؤامرة  نزل الأعداء إلى ساحة  الصراع والتصدي  من خلال  الدمى التي جاء بها تحت مسمى الثورة الإسلامية في إيران والشعار المقيت الذي رفعه خميني تصدير الثورة الإسلامية إلى العراق وكان من نتاجه العدوان المسلح والتدخل بالشؤون الداخلية للعراق وتهديد أمنه القومي  بواسطة عملائه وأذنابه المنضوين تحت يافطة الأحزاب الدينية والتيارات والحركات التي تمثل وبدون منازع التوجهات العدوانية للملا لي وتطلعاتهم التوسعية على حساب الأمة العربية وبوابتها الشرقية العراق  ، فكانت حرب ألثمان سنوات التي أبلى بها أبناء العراق  وحولوها إلى امتداد شرعي للقادسية الأولى وردوا الريح الصفراء كابحين الهوس الذي الم بالفرس المجوس والنهج ألصفوي الجديد فكان يوم الأيام 8 / 8/1988 وكيف تجرع خميني كأس السم الزؤام ، فتم إيكال الدور إلى من هم يضمرون الحقد والكراهية ويعملون بكل إمكاناتهم لإيذاء العراق وشعبه ألا وهم حكام الكويت بالرغم من الوقفة البطولية التي وقفها رجال العراق كي يحموهم من الزحف الفارسي ألصفوي الجديد وما يوم السمتيات ببعيد عن الذاكرة وكانت هذه الخطوة الأولى لنزول العدو الصهيوني  بالجلباب الأمريكي البريطاني إلى ساحة المعركة مباشره فكانت أم المعارك الباسلة والصبر والمطاولة العراقية فيها والتحمل الغير اعتيادي لأهل العراق بالرغم من الحصار الجائر ، واستمر  المد والجز في  آلية الصراع ولحين زحف الجيوش الغازية لاحتلال العراق وإزالة كل مؤسسات الدولة العراقية وتدمير البني التحتية كي يحققوا وعدهم بإعادة العراق إلى ماقبل الثورة الصناعية  وكان  من يدعون الاستلام والجهاد والوطنية هم الأدوات المساعدة لتحقيق جريمة العصر خلافا لكل الشرائع والمقاييس الإنسانية والوطنية والدينية

 

الذي نتج من جراء ذلك أن  الفرز فيما بين الخبيث والطيب حصل فأصبح الوطني الغيور في مكان التضحية والصبر والمطاولة والخبيث من حيث المنشأ والنوايا في درك الخيانة والتردي والانهيار ملعون من الله الواحد الأحد والشعب المتضجر  لما لحق به من قتل وتهجير وحرمان لأنهم الأيادي الخبيثة التي حملت سكين العدو وابداعة بجرائمها تنفيذا لأجندته

 

المجد والخلود للأكرم منا شهداء البعث صانعي ثورة تموز ومفجريها يتقدمهم شهيد الضحى الرفيق القائد صدام حسين تغمده الله برحمته ورضوانه في عليين

 

مد الله رهط الجهاد والتضحية والوفاء  بمدده وعزه واقتداره لقيادة مسيرة الجهاد والنصر حتى التحرير والاستقلال الكامل يحدوا بهم الرفيق  المجاهد خادم الجهاد وشيخ المجاهدين عزة إبراهيم  حفظه الله ورعاه

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

لاثنين  / ١٢ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أب / ٢٠٠٩ م