في سبيل البعث : مقتطفات من '' القومية حب قبل كل شيء ''

 
 
 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
أخشى أن تسف القومية  عندنا إلى المعرفة الذهنية   والبحث الكلامي فتفقد بذلك قوة العصب وحرارة العاطفة. القومية التي ننادي بها هي حب قبل كل شيء. هي نفس العاطفة التي تربط الفرد بأهل بيته،لان الوطن الكبير والأمة أسرة واسعة والقومية ككل حب، تفهم القلب فرحا وتشيع الأمل في جوانب النفس، ويود من يشعر بها لو إن الناس يشاركونه في الغبطة التي تسمو فوق كل أنانيته الضيقة وتقربه من أفق الخير والكمال، وهي لذلك غريبة عن ارادةالشر وابعد ما تكون عن البغضاء. إذ إن الذي يشعر بقدسيتها ينقاد في الوقت نفسه إلى تقديسها عند سائر الشعوب فتكون هكذا خير طريق إلى الإنسانية الصحيحة...وكما إن الحب لايوجد إلا مقرونا بالتضحية فكذلك القومية، والتضحية في سبيلها تقود إلى البطولة. إذ إن الذي يضحي من اجل أمته، دفاعا عن مجدها الغابر وسعادة مستقبلها ،لأرفع نفسا وأخصب حياة من الذي يحصر التضحية في شخص واحد.
فكيف يجوز لبعض الشباب أن يتساءلوا عن الحجة الدامغة تقنعهم بان حبهم لامتهم العربية يجب أن يغلب حبهم لأي شخص آخر، ويرجح على كل ميل لهم نحو طائفة آو عشيرة أو إقليم؟
وكيف يجوز لهم أن يتساءلوا فيما إذا كان للعرب فضائل جديرة بالحب؟ إن الذي لايحب أمته إلا إذا كانت خالية من العيوب لايعرف الحب الحقيقي. الحب أيها الشباب، قبل كل شيء. الحب أولا والتعريف يأتي بعده إذا كان وبمعنى إنها تفتح صدرها وتظلل بجناحيها كل الذين شاركوا العرب في تاريخهم وعاشوا في جو لغتهم وثقافتهم أجيالا فأصبحوا عربا في الفكرة والعاطفة. ولا خوف أن تصطدم القومية بالدين. فهي مثله تنبع من معين القلب وتصدر عن إرادة الله، وهما يسيران متآزرين متعاونين، خاصة إذا كان الدين يمثل عبقرية  القومية وينسجم مع طبيعتها.
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٦ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢١ / حزيران / ٢٠٠٩ م