كان وما زال للعراق دور كبير ... في مجابهة المشروع الامريكي الغربي في المنطقة

 
 
 

شبكة المنصور

نسيم الزاب
كان للعراق دور كبير وفاعل في المنطقة في اتخاذ القرارت بل وتنفيذها بما يريد طوال تلك الفترة ومايشكله من ثقل عسكريا ومعنويا وماديا على صعيد الامن القومي للامة.


بالوقف امام المخطط والمشروع الغربي في المنطقة,وبالفعل كان له اثر كبير وهيبة في مخيلتة كل من له نواية استعمارية واستيلائية على المنطقة,ولم يستشعر العرب بذلك الا بعد ما وقعت النكبة واحتل العراق.


فكان العراق يخطو خطوات كبيرة, مخاطب بها الامة العربية معتمدا, القاعدة الجماهيرية ,للنهوض بها من واقعها المزري والابتعاد عن كل مظاهر الضعف والخنوع والاستسلام,وفق المخطط الذي يرسمه الامريكان والغرب اليوم في المنطقة واجبارها عليها, ابتداء من فلسطين ولبنان والعراق والصومال وانتهاء بالسودان, تحت مبادئ المبدئية الزائفة التي ينادون بها وادعائهم المصداقية في سياستهم المتبعة في تجزئة المجزء وتشرذم الموحد وتمزيق الشعب العربي وتقسيمه وتحويله الى دويلات يسهل عليهم ابتلاعها واستغلالها وادارتها,ضمن سياستها الاستعمارية.

 

وتمكنت امريكا بتأمرها مع الغرب من اصطياد بعض الشخصيات والمثقفين العرب المتخاذلين والمتآمرين على أمتهم (الطابور الخامس) وانضمت الحكم وبعض دور الطباعة والنشر والمؤسسات العلمية ومراكز القرار لتسويق( ادلجتها ) ومشروعها الاستعماري التغريبي في المنطقة, وخصوصا حين ما نصبت امريكا نفسها رسولا مبعوثا للديمقراطية الدموية الاستعمارية, لنشرها على الشعوب وإلزامهم بها تحت مسميات الحرية والحداثة والعصرنة الزائفة.

 
ومن خلال هذا المنفذ والذي غفل عنه الكثيرمن ابناء الامة العربية منقادين ورائهم, تجرأت  امريكا وعملاءها التلاعب بمقدرات الامة والمساس بها,في تبنيها مواقف تحت طائلة الديمقراطية والحرية ,لخداع الراي العام والشارع العربي.

 
ومثال ذلك حينما تحشدت امريكا بكل ثقلها الاعلامي والعسكري والمادي, لاحتلال العراق دون أي مبرر او ذريعة.واستخدامها ابشع الاسلحة المحرمة دوليا ,لآمحاء  الشعب العراقي من الوجود,بارتكابها جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب العراقي الصابر المجاهد,والعرب يتفرجون ,ومع كل هذا امريكا  تبرر افعال قواتها الهمجية الغاشمة ضد المواطنين المدنيين العزل, مباركا لها الغرب ذلك.


مبيضة وجهها بالازدواجية آلا أخلاقية, وفرضها على الشعوب بما تراه مناسب لها وفق رؤواها وغرورها ,بما يتنافى مع القيم والاخلاق واحترام الامم والشعوب.

 
ودليل على ذلك ما يدور اليوم في العالم والامة العربية, خصوصا من تلاعب وابتزاز من قبل امريكا وتجاوزاتها متعدية الخطوط الحمراء, ضد الشعوب العربية,وتعمدت امريكا على بث الحساسية في نفس المواطن العربي, بقتل روح المجابهة عنده وحب الوطن والاعتزاز به وبالامة ,فلما يطرح له موضوع الهيمنة والاحتلال وتحاول تعبئته على الوحدة والنضال وتوحيد الامة تجده يتنفرز ويتململ من هكذا مواضيع لها علاقة بمصلحة الامة فهو  يميل الى الانفرادية والانانية والذاتية بل يعيش في جو ضيق, بيئة الاسرة غير متطلع الى التحديات التي تواجه أمته التي يتقوى بها.

 
فالامة العربية, اليوم منجرفة وراء المشروع الغربي تحت مسميات التسوية والسلام ,وباسلوب طمس الحقائق التي يدعيه الغرب لتسهيل مهمته ومصالحه في المنطقة.فلا بد من القول انه ( لاسلام بوجود الاحتلال على أي شبر من اراضي الوطن العربي من اقصاه الى اقصاه تحت أي شعار وطاولة ينادون بها ).

 
متناسين دور الامة العربية, ومالها من ثقل ودور حضاري غني وموغل في القدم, منذ بزوغ فجر التاريخ ,ان للامة العربية معطياتها وتطلعاتها الخاصة وضوابطها, ومدارها الخاص بها فهي لايمكن ان تتاثر بأي قوى وتاثير خارجي ,ولها منهجيتها التي تسير عليها وفق منظورها الحضاري عبر التاريخ,باعتبارها الجسر الرابط بين قارات العالم القديم الثلاث اسيا اوربا افريقيا,وتشهد لها الامم بذلك.

 
وما نراه اليوم من وقفة شرسة للمقاومة العراقية, والتي ولدت من رحم الشعب العراقي الغيور وهي تستهدف المحتل وتمرغ رأسه بالتراب العراقي في كل جزء من العراق ,وما ألحقته من اضرار وخسائر فادحة تكبد بها الاحتلال الامريكي في الارواح وترسانته العسكرية في الميدان والتي لاتزال مستمرة وستبقى وباستمرار عصية على المحتل حتى النصر والتحرير وطرد الغزاة بلا عودة.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م