ثقافة المهزومين والانهزاميين

 
 
 

شبكة المنصور

نبو خذ نصر
كم يحلو للبعض من المتطفلين أن يوصفوا بالمثقفين وماهم بمثقفين.. فتراهم يكثرون بالأدلاء بآرائهم في كل مجال من مجالات الحياة...في الفكر والأدب والسياسة والاجتماع وغيرها, ولا ضير من ان يعبر المرءعن وجهات نظره المختلفه تجاه ماتفرزه  الحياة الاجتماعية ولكن هذا التعبير عن وجهات النظر يبقى دائمآ محكومآ بشرط  القرب من الحقيقة و الاتساق مع المنطق؛فكل ثقافة لاتتسق ولاتتناغم مع المنطق ولا تحاكيه تبقى ثقافة معدومة ؛ والمنطق هو كل ماتعارفت عليه الأمم وقيمها الأجتماعية على أنه هو الصحيح وليس غيره وان عدم اتصاف الثقافة بالصفة المنطقية فمن شأن عدم الاتصاف هذا أن ينسف صفة الثقافة وتتحول الى مجرد سفسطة لايفهم لها معنى ولا تتضح لها غاية فالمتابع لما ينشر في الصحف الصادرة في وطننا المحتل وفي بعض ماينشر على المواقع  الألكترونية من مواضيع  يرى أن أسماءآ ممن كانت محسوبة يومآ ما على الثقافة والمثقفين تصول وتجول على الساحات الثقافية هذه ولكن مايؤخذ على الكثير من هذه الاسماء ومواضيعهم انهم غير منطقيين في طروحاتهم وافكارهم وارائهم , والا فأي منطق هذا الذي يقوم على نسف حق الشعوب في تقرير مصيها ومصادرة حقها في مقاومة الاحتلال والمحتلين ؟؟؟


ان هذه الاشكالية السائدة في ثقافتنا العراقية خاصة والعربية عموما ماهي الا واحدة من مساوئ افرازات عصر الاحتلال ومايمثله من الانحطاط الثقافي الذي يتحفنا كل يوم بعشرات المواضيع التي تمجد الاحتلال والمحتلين وتحارب اية توجهات تحررية ويسارية وقومية  


على ان هذه الاشكالية تشكل بأتحادها مع عوامل سياسية اخرى تناقضا واضحا وصارخا مع الاطر السياسية التي تحددها وتتعامل بها جهات الاحتلال ومنفذي خططه , ذلك ان الاحتلال والحكومات المنصبة من قبله تراهم يتعاملون ويتناغمون مع التوجهات القوميةومن يدعي اليسارية ايضا حتى في العملية السياسية الواحدة (من جهة) وهناك امثلة كثيرة على هذا التعامل مع الاحزاب الكردية العميلة ذات الاصول والتوجهات القومية والتعامل مع ايران ذات التوجهات القومية الشوفينية) ومن جهة اخرى يناصبون العداء لهذه التوجهات وكأنهم وضعوا انفسهم مطايا للاحتلال يحملون له مايريد ومايشتهي


أن هذه الاسماء ومهما زعقت في اي من المجالات التي تدعيها تبقى بعيدة عن الثقافة بعدا شاسعا يكاد يصل بها الى الحافات السفلى للجهل والتخلف طالما كانت هي مبتعدة عن المنطق وعن سماته


فماذا يريد اؤلئك (المثقفون) من المحتل أكثر من ان يصرح قادته على أنه لو أحتل بلدهم فأنهم سينخرطون في صفوف مقاومة الاحتلال .. ورغم ذلك يخرج علينا من ابتلينا به وبثقافته التي يدعيها لينكروا علينا المقاومة نكرانا قاطعا ويشوهوا صورتها ويلصقوا بها ماشاؤا من التهم التي لادليل لهم فيها فمثلا دأب اذناب ومطايا الاحتلال على التصريح وعقب كل تدهور امني على ان هذه العمليات من فعل البعثيين والارهابيين والقاعدة وهم عندما يقرنون البعثيين مع الارهابيين والقاعدة فأنهم بهذا يجمعون كل ماهو متناقض تماما فأين المناضلين البعثيين من القاعدة ؟؟؟ وأين المجاهدين المناضلين الذين يحملون الوطن في حنايا القلوب من الارهاب؟؟؟


أنهم في عملية الجمع المتناقضة هذه انما ينسون ويتناسون كل الدلائل التي تشير الى تعاون ايران (الحقد والشر) مع القاعدة وقيامها بتدريب الارهابيين من المليشيات الطائفية وعناصرها المسلحة والمجاميع الخاصة


فأي منطق هذا الذي تتسم به ثقافة مطايا الاحتلال ... فوالله ماهي الا عقدة نفسية تعاني منها نفوسهم المريضة وهي عقدة الهزيمة ... فأنهم مهزومون بأذن الله


وتبقى المقاومة هي وساما وحيدا للعز والشرف يزين صدور المناضلين المجاهدين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / حزيران / ٢٠٠٩ م