زوارنا في ظل الاحتلال .... موضوع مطروح للنقاش

 
 
 

شبكة المنصور

المهندس معن باسم عجاج
كان في عهد مضى عندما يزورك شخصا تشعر بالراحه والفرح والامان وتشعر انك مهم ومحبوب بين محبيك...وهذا هو الواقع لكل المجتمعات الراقيه والسويه وخصوصا العربيه منها . ولعل هذه الزيارات ناتجه عن عمق العلاقات الراقيه بينك وبين محبيك في مجتمعك ....ولكن هيهات ما يفعل وفعل المحتل البغيض بنا ...


صديق كردي كان زميلا لي في الجامعه قبل عشرون عاما زارني ليسال عن احوالي وبين سيارته الفاخره ولهجته الكرديه حيث يسال عن داري الجيران وابناء المحله والتي تشير الى انه كردي جعلني امام علامات استفهام كبيره ..لما جاء؟ ومن هو ؟ وماذا يريد من معن ؟..

 

انه كردي وكان يوم وكانت ليله واذا بسياره الاحدث والافخم من من يستخدمها كبار المسوؤلين بالدوله واذ بها اربع اشخاص تحوم في محلتي تسال عن بيت المهندس معن ابو زيد وهم يحملون اجهزه الاتصالات واسلحه امريكيه شخصيه لم ارى منها ....ابن الجيران يخاف علي ونكر معرفته بي وقال لا اعرف شخص اسمه معن هنا ولكن طفلا صغير يدليهم الى بيتي ليقول لهم ادخلوا ذاك الباب المفتوح بيت معن ...وحيث ياتي ولدي مسرعا يحمل بين طيات وتعابير وجهه الخوف والغرب والاستغراب ليقول لي بابا مسلحيين وسياره مدنيه مصفحه ..خرجت مسرعا لم اعرف كيف ارتديت ملابسي لارى صديق قديم انه العقيد ش الذي يعمل في ارفع موؤسسه امنيه زار الموصل وتذكر ان له اخ وصديق ورفيق خدم معه قبل احد عشر سنه وكنا حينها نقباء ...محبته العفويه جعلته يستاذن من من معه ليرى صديقه ولانه طيب لم يفكر مدى تاثير هذه الزياره سلبيا على صديقه.الجميع تسائل ودمدم مسوؤل امني كبير دخل بيت معن ...نعم انه مسوؤل ومعه حمايته


ويوم اصطدمت سيارتي جائني اخوه لي واصدقاء لي من كان منهم امري وقائدي ورفيق سلاح ليسال عن اخا له لانهم يحبونه ولم يكفهم الاسف على مصابه فقرروا ان يواسوه عن قرب وبزياره شخصيه لبيته ...لقد جائني هؤلاء الرجال اصحاب الجاه والمكانه في المدينه وحال دخولهم باب الكراج تهامست افواه الجيران انهم صداميون ورجال امن ومسوؤلين في النظام السابق ...وتناسى الجيران ان هؤلاء من كانوا يخدمونهم يوما واليوم اصبحت زيارتهم لصديقهم مخيفه لانهم من رجال النظام السابق


وبين هؤلاء الناس المخلصين ومحبتهم التي تصر على ان يزوروني في البيت والرعب الذي يصيبني ان يخطا احد في اعتقاد قد ينقله لاحد المليشيات التي تجاوزت اصابع اليد في المدينه والتي قد تؤدي بي الى طريق الموت.


وبين حاله ان اهلي واقاربي يقصرون في زياراتي وعندما يسالهم البعض في ضروره زياره صديقكم او ابن عمكم المريض يقفون ليقولوا لا لا نستطيع ..لدينا اشغال..لاوقت لدينا ...حتى يعترف احدهم انه يخاف ان يزور صديقه معن لانه كان ضابطا في الجيش العراقي السابق .ولربما الحكومه لاتتقبله او الامريكان قد يضعوه تحت المراقبه وبين هذه المعتقدات السخيفه.


وهكذا بين خوف هؤلاء الذي يخلق منك انسانا مهمشا وبين اندفاع الاوائل من المحبين التي تقودك الى حاله فيها من الخطوره على حياتك الشيئ الكثير .


انظروا يا اخوتي ماذا حصل بالعراقيين وباهل الموصل وكيف لهم ان ياخذوا الفيز العائليه والموافقات وتجميع الشجاعات لزياره اهلهم


تقبلوا تحياتي والله يبارككم

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٦ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / حزيران / ٢٠٠٩ م