رسالة مفتوحة موجهة للسيد فاضل عبد الحسين الحسيني الهاشمي المحترم مؤسس حزب الداعي

﴿ الحلقة الثانية

 
 

شبكة المنصور

رسالة لكاتبها
السلام عليكم ورحمة منه وبركاته


لغرض الوقوف على أفكار وتوجهات ونوايا حزبكم الذي لم يجاز لأنه لا يوجد قانون في ألعراق الجديد يحدد الأحزاب التي يتم إنشائها أو زرعها من أطراف أجنبية لتكون موطئ قدم لها على الساحة العراقية تمهيدا لتمرير وتحقيق أجندتها التي وبالمنطق العقلاني تتعارض مع أهداف وغايات المجتمع العراقي ولخير مثال اطرحه الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة كون أفكارهما مستوردة من خارج الأرض العربية وزرعت بين صفوف أبناء الأمة لظروف الاســـــــــــــتغلال والاســـــتحواذ أو المظلومية كما يقال والتي أوجدتها القوى المستعمرة للوطن العربي وما أشبه اليوم بالبارحة


أقول من اجل الوقوف على نوايا وأفكار حزبكم وهل هو نتاج الساحة العراقية العربية وأقول عربية لان الإسلام بشر به عربيا وثبت عربيا وانتشر عربيا والأمة العربية الأمة الوسط التي حباها الله بالتكريم هذا وهنا تحضرني فقرة من خطبة لرجل دين مجاهد ضد نظام الشاه وله دور رسالي هو أية الله الطالقاني حيث قال قوله المشهور(( إن كانت الثورة الإيرانية إسلامية حقيقة فإنها ثورة عربية لابد وان تتفاعل مع كل إحساس عربي أصيل يؤمن بأمة العرب لان الإسلام عربي المنشأ إنساني التوجه أممي الساحة )) ولابد يا سماحة السيد تعرف مصير هذا العالم الجليل والمرجع الواعي الأصيل أين احتجز وأين أصبح وما حل به بأ مر الملا لي في إيران الذين جاءوا بأجندة أعداء الأمة العربية والواقع العراقي اليوم لخير بيان لكل لبيب حليم ، أحذت ابحث عن الأعداد الصادرة من صحيفتكم وبعد جهد متواضع احمد الله على حصولي على بعضا" منها وفي الوقت الذي اثني فيه على التبويب في الصفحات وما يعرض فيها من مواضيع أجد أن الغرض منها التوعية الخاصة والعامة في إن واحد وهذا أسلوب من أساليب التبشير بالفكرة والكسب لها ولبيان توجهات الحزب المستقبلية وهنا لابد من الوقفة من قبلي وأرجو أن يكون صدركم واسع ويتحمل القول حتى وان كان ترونه ليس حق لان الأفكار لايمكن أن تكون مؤطرة بالكمال وهذا هو واقع الحياة الدنيوية والأحزاب جزء فاعل فيها اى إن كل الإشكالات الشرعية تكون فيها وارجوا أن لا تكون الحجة التي يرد فيها علي إن حزب الله هم الغالبون أي يراد الدفع من خلالها بان الأحزاب الدينية شرعا قائمة وان السياسة والإسلام متلازمان وان حصل هذا فانه جوهر الخداع والتضليل ولخير سند اتخذه لتوثيق ما اتجهت إليه الفتوى الصادرة عن الإمام المرجع الأعلى المرحوم سيد محسن الحكيم قدس الله سره بترك العمل في حزب الدعوة لأنه خرج عن المنظور الشرعي وكانت هذه الفتوى مبلغ بها كل من كان في موقع متقدم في التنظيم المذكور الذي انشأ أساسا تحت عنوان لجنة التوعية الإسلامية لتحصين الشباب أمام الفكر الشيوعي الذي كانت له حركة واسعة في الوسط الطلابي وخص بالفتوى طلبا لترك العمل ( المرحوم محمد باقر الصدر ، المرحوم محمد باقر الحكيم ، المرحـــــــــــــوم مهدي الحكيم ، نهدي الاصفي ، مرتضى العسكري ، المدرسي وغيرهم ) ولإثبات إن عشق الدنيا وأهوائها جعل كل المذكورين ماعدا المرحوم محمد باقر الصدر يتمسكون بقناعاتهم وعدم ترك العمل السياسي الدنيوي بل غير قسما منهم المســـــــــــــــــــميات أمثال جند الإمام ، وأنصار الحجة ، مجموعة العلماء المجاهدين ..... )


ومن أولى ملاحظاتي التي وجدتها وكما ذكرت برسالتي الأولى الإيحاء بان حزبكم هو البديل لحزب الدعوة تيار المالكي لان الإشارة والإشادة والتأكيد على كل خطوة يخطوها السيد نوري المالكي وكأنها نور وهداية وبيان جديد يراد منه الحق وهذا من حيث الواقع الملموس تجافي للحقيقة وهروب إلى الامام من الواقع تاركين المأساة والآلام والمجهول يصولان ويجولان في الواقع العراقي والحمد لله على كل حال ، لم يكن من الوزراء العلمانيين من سرق والذين بنو الأبراج اللندنية وفي الخليج وسرقوا ونهبوا ممن نشر غسيلهم القذر كما هو الحال نراهم من الملتزمين والدعاة ؟ وألم يكن هذا هو نتاج الديمقراطية الأمريكية التي أجد هنا وهناك مما كتب في جريدتكم الداعي تبشيرا بها ومن المبكي أن غزو المجرم الملعون دنيا وآخرة بوش وفكره المسيحي المتصهين لأرض الرسالات والأنبياء والأولياء والصالحين تعد وتطرح من الدعاة المصلحين هي إرادة ألاهية ويالها من مصادفة أن المعتوه بوش يدعي بذات الحجة بأنه نفذ الأمر الرباني بإسقاط النظام العراقي ونشر الديمقراطية في العراق ، نعم هكذا نفهم من مفردات صحيفتكم الغراء وإلا ما هو تفسير التمجيد بالدستور والإشادة به والربط فيما بينه والحرية المزعومة التي أصبح عليها العراق بعد ليل طويل كما ورد في خطبة الجمعة التي ألقيتموها بتاريخ 17 نيسان 2009 في بغداد والذي جاء النص الأتي ( حياة الدستور وحياة الحرية تزدهر في العراق إذا ولى وزال أهل الإرهاب ولى دين الأوهام والظنون ) وهل الدستور الذي تمجدونه وتعتبرونه مرحلة من مراحل الحرية والانطلاق هل اكتسب الوجهة الشرعية وهل مضمونه توحيدي إنساني أخلاقي أم مواد مدسوسة يراد منها الفرقة والتمزق والاقتتال من خلال زرع التعارض والتناقض وهذه بمجموعها أداة العبودية والقتل بمفهومه الأبعد من إزهاق روح إنسان حي أو أي مخلوق مسالم غير عدواني السلوك والتصرف ، وبتواضع وبدون تجني أرى عدم التوافق فيما بين الإيمان الذي يتردد بمفردات في سطور صحيفتكم وخطبكم وما تشيدون به وتبشرون به وتدعون ولا ادري الحرمان أصبح بضلال الديمقراطية الأمريكية عطاء وإشباع وقضاء على الفقر ، والقتل إعطاء الحياة الامنه ، والتهجير بناء وإسكان واستقرار نفسي وكل هذا وقع ويقع في ضل حكومة الاحتلال وقبل هذا وذك هناك سؤال لم أجد إشارة في كل ما نشر في صحيفتكم إليه ألا وهو ما هو الحكم الشرعي بحق من قام بتحريض الغازي المحتل ودلالته على احتلال الوطن ونهب وسلب خيراته وان المفسدين الموجودين في سلم السلطة من أعلاها إلى أسفلها هم من رعايا الغازي المحتل لأنهم متجنسين بجنسيته وجنسية الدول المتحالفة معه على دمار العراق وإرجاعه إلى ماقبل الثورة الصناعية وحســـــــــبما هدد به الملعون بوش وهنا سؤال متداخل هل هؤلاء حقا هم المصلحون الذين يقومون ببناء العراق كما يدعي الدعاة الناعقون لهم والحقيقة هم الأشرار المفسدون المدمرون لكل معالم الحياة لأنهم لا يحبون الحياة إلا لأنفسهم ومن يتوافق معهم على نكران الحق والحقيقة


أما القانون الذي تشـــيرون إليه كونه عنوان الدولة وركيزتها فانه مغيب ولأدور له في التعاملات اليومية وما تظهره وسائل الأعلام وهو القليل القليل لدلاله واضحة على إن الدولة هي ليست دولة قانون بل مجموعة من المليشيات المتوافقة المتجانسة على إرهاب المواطنين وإيذائهم وتدمير مقتنياتهم بدون وجهة حق وأمر من القضاء الذي جرد من حصانته واستقلاليته ، فأين الإنصاف والحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الم تكن هذه الوظائف الواجبة للدعاة المتجردين من العواطف الدنيوية الراجين لقضاء الله بالرحمة والتوفيق ؟ ولنا رأي وحوار في الحلقة القادمة مكررا أملي بقبول قولي بصدر مفتوح وتقبل حسن لما فيه خير العباد والبلاد والسلام عليكم ورحمة من الله وبركاته .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٨ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / حزيران / ٢٠٠٩ م