فشل الطالب والمعلم أم هي سياسة النظام ؟

 
 
 

شبكة المنصور

كامل المحمود

لم نسمع في كل تأريخ وزارة التربية العراقية ..منذ أن كانت وزارة المعارف ..في العهد الملكي أو في زمن رؤوساء العراق عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف وأحمد حسن البكر وصدام حسين رحمهم الله جميعا أن تظهر نتائج الإمتحانات الوزارية للدراسة الثانوية والتي سُميت لاحقا بالإعدادية ويكون هنالك رسوب جماعي لكل الطلاب في محافظة من محافظات العراق حصرا!..

لم نسمع بذلك سواءا كانت هذه المحافظة كردية أم عربية ..

سنية او شيعية..

ثائرة ومقاومة ..أم مستكينة ومسالمة ومسايرة!..

 

نقول لم نسمع او نقرأ..ولكننا امام حالة اليوم في محافظة الأنبار حيث خرجت مظاهرات صاخبة في عموم المحافظة بعد الاعلان رسميا عن نتائج الامتحانات الوزارية للصفوف الاعدادية المنتهية والتي أشارت الى أن هذه النتائج حملت معها الرسوب الجماعي لطلبة أربع وعشرين إعدادية بالكامل !..

 

قد يدلي المتحدث بإسم وزارة التربية ببيان يوضّح فيه بأن هناك عدد من الطلبة الناجحين!..

وإن ما أثير بصدد هذا الموضوع عار عن الصحة (لأنه لا توجد حالة رسوب جماعية !)..

وقد يعقبه المتحدث بإسم مجلس الوزراء واصفا المظاهرات الإحتجاجية  التي تعبر عن الإستياء العام بين سكان المحافظة بأنها مفتعلة ويقف ورائها (مَن يَقِف)!..

 

ويضيف أيضا إن (ترويج احاديث العابثين) من ذلك يُمثل عملية تخريب علمي ممنهجة جاءت بهذه النتائج وإن إتهام وزير التربية العراقي خضير الخزاعي بتنفيذ مخطط ايراني لتدمير البنية الاجتماعية التحتية للشعب العراقي بموجب تخطيط ستراتيجي الهدف منه خلق تخلف وتدهور علمي في العراق ما هو (إلا مؤامرة تقف ورائها مصادر ممولة من الخارج تستهدف زعزعة الإستقرار الأمني الملحوظ والتطور الكبير في العملية السياسية)!.

 

وسوف لن نناقش تعقيب المتحدث بإسم مجلس الوزراء وبيان وزارة التربية (المفترضان)!..

 

ولكننا نسأل التربويين والمشرفين المختصين والمدرسين والخبراء في وزارة التربية وحتى في التعليم العالي من الموجودين اليوم في الخدمة أو من المطرودين والمُهمشين والمُجتثين منهم عن التفسير العلمي لهذه النتائج الغريبة..

 

وبإفتراض (عدم وجود أي توَجّه حكومي أو حزبي )!..

هل تعود هذه النتائج لسبب (إنشغال الطلاب بالصحوات ومحاربة القاعدة) أم (لإنشغالهم بالأعمال الإرهابية) والمقاومة (تاركين الدراسة والمتابعة والمذاكرة وتطوير الذات!)؟..

 

وإذا كان أحد هذين الإحتمالين صحيحا ..

فهل من المعقول إن كل طلاب وطالبات إعداديات محافظة الأنبار مشتركين بذلك ؟..

وإذا كان جميعهم مشتركين بذلك..

فأين موقع معلميهم وأساتذتهم من أفعالهم؟..

وهل هذا يعني أن طلاب وطالبات الجامعات والكليات في محافظة الأنبار يعيشون في عالم آخر بحيث إن أغلب نتائجهم جيدة ومتفوقة لأنهم (بعيدين عن الصحوات والقاعدة والإرهاب والمقاومة)؟..

 

رحم الله المتوفين من وزراء المعارف سابقا والتربية لاحقا في كل العهود الملكية منها والجمهورية في العراق لغاية يوم الإحتلال ..

والتحية لمن لازال منهم على قيد الحياة ..

ورحم الله المتوفين من وكلاء الوزارة والمدراء العامين ومدراء التربية والمشرفين التربويين في كل تلك العهود لغاية يوم الإحتلال ..

وتحيتنا لمن لازال على قيد الحياة ..

وهم يرون ما آلت إليه الأمور في الوزارة وتربية المحافظات!..

وهم مذهولون بما يجري في العراق اليوم ..

 

حيث وصل الأمر الى رسوب جماعي لكل طلاب محافظة مشهودة من محافظات العراق التي قاومت المحتل وأنهت القاعدة بسبب (عدم جدية الطلاب في المذاكرة)!..

 

( بعيدا عن السياسة والمناهج الإقليمية وما تم تزويره في كتب التأريخ والمفردات والتربية الوطنية والإسلامية والتخطيط والإشراف والإعداد !)..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٥ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / تمــوز / ٢٠٠٩ م