أول هولوكوست فرنسي في الجزائر
 حيطان المبكى الصهيونية وثقافة التباكي على محرقة الأكاذيب
 
( محارق الاستعمار والصهيونية من الجزائر الى فلسطين )

 
 
 

شبكة المنصور

ملف أعده :
أ.د. عبد الكاظم العبودي
منتصر اوبترون
خالدة مختار بوريجي

[ العالم  والكثير من أهلنا لا يعرفون  أن محرقة  اولاد رياح بالظهرة 1845 سبقت الهولوكوست اليهودي بقرن وإن أول ابادة   بالاسلحة الكيمياوية  تمت الاغواط  عام 1852 ثم جرب الصهاينة نفس الاسلحة على أهلنا في فلسطين. ان الوثائق الفرنسية لجنرالات الحرب قد إعترفت  عن لسان أصحابها  بارتكاب المحرقة في الجزائر بل أنهم وثقوها بتكرار بمصطلح (الهولوكوست) نفسه قبل 100 سنة من الهولوكوست اليهودي1945 على يد النازيين ].

 

في الجزائر حدث أكثر من هولوكوست منسي:

 

هذا الموضوع يثير في نفوسنا الشجن ويكشف لنا وللناس عن مدى تمادينا في النسيان والجهل المعرفي والعلمي لمئآسي أوطاننا. ولا بد للاعلام الوطني والقومي الالتفات لهذا الموضوع الذي يحتاج الى تفصيل وتعريف  أكبر به . ولا يمكن إيفاء حقه من الاجابة  على سؤال واحد. وأهمية هذا الموضوع تتجلى باختصار: إن  أول إستخدام  لكلمة "هولوكوست" أي المحرقة في تاريخ الابادات الاستعمارية. ورد في كتابات ومذكرات القادة الفرنسيين عامي 1845 و 1852. ووردت الكلمة (هولوكوست) بلفظها ومعناها صريحة يفتخر بها المجرمون في مذكرات بعضهم وفي تقاريرهم العسكرية، وتحدث عنها من رافقهم كشهود لواحدة من اكبر المجازر بالاسلحة الكيمياوية في التاريخ الحديث،  ونفذها جيش محترف بتقنياته، وتعداده  كان أكثر من عشرة أضعاف سكان مدينة الاغواط  المحاصرة بين 22 نوفمبر و 2 ديسمبر من عام 1852. في الاغواط جرب الفرنسيون أسلحتهم الكيمياوية باستعمال الغازات الخانقة لأول مرة في التاريخ وتسببوا بقتل اكثر من 3637 من مجموع 4800  . كل سكان مدينة الاغواط  الشهيدة قتلوا وتشردوا  آنذاك على يد السفاح الجنرال بيليسي وضباطه.

 

قبلها نفذ  نفس هذا المجرم الجنرال بيليسي وبإشراف سيده الجنرال بيجو محرقة (هولوكوست) ضد ابناء وبنات وحيوانات قبيلة اولاد رياح في غار الفراشيش في هولوكوست في السابع عشر من جوان 1845 بالحرق والخنق بالنار والغازات الخانقة للآلاف من الأنفس.

 

جاء وصف "الهولوكوست" بتقارير جنرالات الحرب وبمصطلح "الهولوكوست" حرفيا ونطقا. وما بين "هولوكوست" الجزائر في مغارة الفراشيش بالظهرة غرب ولاية تنس أين تم تنفيذ الاعدام الجماعي حرقا لقبيلة أولاد رياح بكاملها،  وما بعدها أستخدمت وسائل القتل الأحدث بالغازات الخانقة والكلوروفورم لإبادة مدينة  الاغواط 1852.

 

هل كان على البشرية الانتظار 100 سنة كاملة كي تذهب بها السنوات الى النسيان ليظهر لنا ما يسمى " الهولوكوست اليهودي" واتهام  النازية به وهو مضخما بالارقام ومدعما بالشهادات والكتب المزورة والمبالغ بها، كي يوظف الحدث بشكل بارع من قبل الصهاينة حتى هذه اللحظة. في حين تراجعنا نحن عن حقنا التاريخي في مقاضاة المجرمين، من المدعين اليوم  بالدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية والدفاع عن السامية.

 

بعد محرقة غزة كثر زوار المشرق العربي من البابا الى اوباما وزراء ووفود الدول الاوربية، وظل القاسم المشترك لكل خطاب هو التذكير بالهولوكوست والترحم على ( قتلى اليهود)؛ بل وحتى تطاول البعض الى الاعتذار بالنيابة عن الانسانية كلها والعالم المسيحي عن ذلك الفعل الشنيع الذي ينسب الى المانيا النازية وهتلر. من اجل ذلك مهدت الكنيسة في عهدة البابوات المتأخرين خاصة الى إسقاط  نص يشير إلى نفي مسؤولية اليهود في صلب المسيح. ثم جرى تحميل الأوربيين، وخصوصا الألمان مسؤولية المحرقة أو ما أُطلق عليه بالهولوكوست. ثم إلزام رجال الدين المسيحي بالطاعة المطلقة للكنيسة المتصهينة ورجالها.

 

ويتضح لنا بشكل جلي  أن 50 عاما من ما يسمى  الحوار المسيحي اليهودي حول تلك القضايا، لم يكن في الواقع إلا تغطية إيهامية ومضللة لإخفاء حجم التغلغل الصهيوني في كيان الديانة المسيحية وصانعي طقوسها الدينية وقراراتها السياسية أيضا. وقد عبر الموقف الرسمي للبابا الأخير عن ذلك  قبل وخلال زيارته الاخيرة للقدس. بإعادة إعتذاره الشديد ليهود العالم عن تصريحات احد أساقفته المشكك في الرقم المعروف عن عدد الضحايا اليهود في المعتقلات النازية، والكيفيات التي تم إعدامهم بها. إلى درجة أنه ربط –صراحة- رضا الله بالاعتراف باسطورة محرقة النازيين ضد اليهود المزعومة، هذا البابا وغيره رفضوا الاعتذار للمسلمين عن كل الويلات التي حلت وتحل بهم من طرف المسيحيين والصهاينة عبر مختلف نقاط العالم، وعبر محطات هامة من التاريخ الاستعماري الأوربي للمنطقة العربية، عبر مختلف الأزمنة، التي بدأت بمحرقة أولاد رياح  وتستمر حتى هذه اللحظة من خلال محرقة غزة الفظيعة، التي راح ضحيتها أكثر من ألف شهيد خلال أيام معدودات فقط كان السلاح والتكنولوجيا المستخدمة صنيعة الأيدي الأوربية والصهيونية معا...

 

إن الأغرب  هو ما نقرأه حول الموضوع يصل الى حد الشرك بالطاعة الى الله عندما أعطى الأب فيديركو لومباردي الله صبغة إيمان مطلق باليهودية، وجعله "ينحاز" -هو الآخر- إلى التضامن مع اليهود بقوله: ( ...إن من ينكر حقيقة الهولوكوست لا يفقه شيئا في سرّ الله، ولا يعلم عن صليب المسيح).. وقبل ذلك، قام باباوات الكنيسة الروحية بإسقاط نص تاريخي وديني ثابت، يدين اليهود في مقتل السيد المسيح عليه السلام، دون تحديد مسؤولية من فعل ذلك، بالرغم من تحدث كل الأناجيل عن ذلك.. ولعلنا سنفاجأ به يوما (أي الله، حسب الرؤية المسيحية الفاتيكانية الجديدة)-في نصوص إنجيلية جديدة- منكرا على البشر (المسلمين على وجه التحديد) حقهم في ثواب الآخرة؛ ما لم يعترفوا بمحرقة اليهود المزعومة، وبإسرائيل قبل كل شيء. لقد شدد مدير دار الصحافة الفاتيكانية على أن (هذه هي القضايا الأعمق والأكثر تحديدا بالنسبة للإنسان وللمؤمن حيال العالم والتاريخ، ولا يمكننا وليس علينا تجنبها أو نكرانها وإلا كان إيماننا مزيفا وفارغا).  وصار كل من يخالف الفكر اليهودي الأسطوري أو السياسي صار [أصوليا]؛ وخصوصا عند ذكر قصة المحرقة النازية المزعومة، بل إن الأحكام العالمية على الأشخاص والحكومات تكاد تختزل في السنوات الأخيرة في تحديد مواقفهم من المحرقة اليهودية، رغم أنف كل الدلائل الداحضة لها من الناحية المادية أو المعنوية التي قدمنا عنها بحثنا هذا الاسبوع في المؤتمر العالمي الثالث لنصرة القدس الذي تجدون وثائقه الكاملة على الموقع الفلسطيني المتميز القدس نت.

 

بيان بابوي للتضامن مع الصهاينة:

 

إن [بيان التضامن مع اليهود] الذي صدر عن حضيرة الفاتيكان منذ سنوات قليلة ، صار أحدث وثيقة فاتيكانية تدل دلالة واسعة على التبعية الروحية للكنيسة للسياسة الصهيونية العالمية، وقد شدد هذا البيان الاعتذاري: على أن البادرة التي قام بها بدافع (الرحمة الأبوية) حيال(الأساقفة الأصوليين) الذين حرمهم البابا يوحنا بولس الثاني عام  1988 من الاستمرار في عملهم عندما أنكروا  عليه موقفه  بتبرئة اليهود من دم المسيح. ومن خلال وثيقة الاعتذار  تلك،  أدمجت نصوص عدم إنتقاد إسرائيل أو الصهيونية العالمية –بأي شكل من الأشكال- في التقاليد الكنسية الفاتيكانية. ولم يكن الموقف الكنسي هذا معبرا عن موقف حيادي نابع من الإرادة المسيحية الكاملة، فقد سبقه –بيوم واحد- تنديد حاخام روما بالحركة [الأصولية] التي لا تقبل بالمواقف اللاهوتية الصادرة عن المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن اليهود.

 

إضافة الى ذلك سبق أن  أكد البابا،  وفي ضجة عالمية مفتعلة، [تضامنه] مع اليهود وندد بإنكار وقوع المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية، وعبر عن "دعمه التام والثابت" لليهود، قائلا إن إنكار المحرقة لا يسيء فقط إلى الضحايا ولكنه يسيء إلى الناجين أيضا، كما يسيء إلى الأشخاص الصالحين الذين أنقذوهم، فضلا عن أنه يمثل تجنيا على الحقيقة.

 

إكذوبة الهولوكوست تتحول الى وهم وتتسلق جدر الحقائق:

 

قبل سنوات مضت، نشرت صحيفة اكسبريس الفرنسية مقالات اعترف أصحابها بأن غرفة الغاز المعروضة للسياح في أوشفيتز ما هي إلا تزييف، بناها الشيوعيون البولنديون بعد نهاية الحرب بثلاث سنوات، وأوضحت أن أبنية أوشفيتز لم تكن غرفا للغاز، بل ملاجئ ضد الغارات الجوية. وفي 1997 قال آرثر بوتز أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة نورث ويسترن بولاية إلينوي، أن المحرقتين 02 و 03 ببيركيناو كانتا "مثاليتين للتكيف كملاجئ للغارات الجوية ... لم يكن هناك بديل أفضل في أوشفيتز."

 

وجدير بالاهتمام أن [ المركز العالمي للوثائق اليهودية المعاصرة] يقرر أن عدد اليهود الذين ماتوا خلال الحرب من جراء كل أسباب الموت – الهولوكوست (Holocaust) وغيرها – هو مليون و 485 الف  و 292  شخصا.  وبالتأكيد فإن هذا الرقم مبالغ فيه، ولكنه على الرغم من ذلك،  يكذب أسطورة الستة ملايين، في حين يقدر المؤرخ اليهودى بول هيلبرت Raul Hilberg الرقم بـحدود   896 ألف و 892 شخصا  فقط.

 

فى سنة 1955 قامت هيئة سويسرية، هي Die Tat of Zurich – وهى هيئة محايدة – قامت بعمل بحث إحصائي لعدد ضحايا الحرب العالمية الثانية جميعهم بناء على أرقام مؤسسة الصليب الأحمر، وقدرت أن عدد الضحايا نتيجة الاضطهاد السياسي والعرقي والديني في السجون وفى معسكرات الاعتقال بين سنة 1939 و 1945 –وهى سنوات الحرب– بحدود  300.000 . ومعروف أنهم ليسوا جميعا من اليهود. وهذا الرقم يبدو الأقرب إلى الصحة.

 

وبهذا يتضح بالتأكيد أن عدد الضحايا اليهود خلال الحرب العالمية الثانية يمكن تقديره بالآلاف فقط! ولا يتجاوز في أكثر المبالغات رقم المليون وهو بعيد كل البعد عن رقم 6 ملايين كما يطرحه الهاينة وأنصارهم.

 

في سبتمبر 1935 تفاوض الألمان مع الإنجليز لترحيل اليهود الألمان إلى فلسطين، بناء على وعد بلفور الانجليزي؛ ولكن المفاوضات فشلت بسبب الخلاف على قيمة التعويض الذي تدفعه ألمانيا لإنجلترا مقابل ذلك، فسعت ألمانيا لدى دول أخرى لتأخذهم، ولكن هذه الدول رفضت. ترجع رغبة ألمانيا التخلص من اليهود الألمان إلى أن الأخيرين كانوا قد بدأوا منذ 1933 في محاربة الحكومة الألمانية اقتصاديا. كانوا قد سيطروا على الاقتصاد الألماني، فأرادوا أن يفرضوا إرادتهم على سياسة الحكومة التي كانت برئاسة هتلر في ذلك الوقت، ومن هنا بدأت العداوة العلنية والصراع بين الطرفين.

 

وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية سنة 1939، لجأت ألمانيا إلى اعتقال اليهود في معسكرات اعتقال – كما تفعل كل الدول مع أعدائها ومعارضيها في حالات الحرب.

 

وفى 1941 بعد نجاح ألمانيا في غزو روسيا، تقرر تجميع اليهود المعتقلين في معسكرات عمل قريبة من الحدود الروسية البولندية – وهى المعسكرات المشهورة: Auschwitz، Chelmno، Belzec، Maidanek، Treblink، وغيرها. وكان تجميعهم هناك كمرحلة مؤقتة لحين انتهاء الحرب ليتم بعدئذ إعادة البحث والمناقشة الدولية للاتفاق على حل نهائي بخصوص مستقبلهم.

 

تفعيل إسطورة المحرقة للإبتزاز السياسي والاخلاقي :

 

حساسية أسطورة "المحرقة اليهودية"، تنبع من عوامل كثيرة أهمها: إن إثارة ما يسمى بالمحرقة أو "الهولوكوست" بشكل يومي وواسع في وسائل الإعلام والترفيه والتعليم الغربية، رغم مرور اكثر من 64 عاما على ما زعموا، يطرح ويبرر ضرورة إيجاد ملجأ آمن لليهود في مكان ما من هذا العالم. حتى أن الاعتراف بالمحرقة أصبح يعادل الاعتراف بضرورة وجود "إسرائيل"، وليس فقط حقها بالوجود.وتجاوز الى حد قبول السكون إزاء جرائمها ومحارقها المستمرة ضد العرب والفلسطينيين.

 

المؤرخون المراجعون الموضوعيون وكشف الحقائق:

كتب عن بطلان المحرقة النازية لليهود عدد كبير من اشهر كتاب وصحافيي ومؤرخي العالم، منهم: الكاتب الأمريكى سميت برادلي Bradley Smith، والأكاديمي الفرنسي روبير فوريسون Professor Robert Faurisson، والأكاديمى الأمريكى آرثر باتز Arthur Butz، والمؤلف البريطانى "دافيد إيرفينغ" David Irving، ولعل أهمهم هو المؤرخ الفرنسى بول راسينييه Professor Paul Rassinier . يطلق على العديد منهم اسم ( المؤرخون المراجعون)، وهم المؤرخون الذين تناولوا نصوص التاريخ القديم والحديث بمراجعات حديثة على ضوء الأدلة والقرائن المتوصل إليها حديثا.

 

والمؤرخون المراجعون في أوروبا والولايات المتحدة، وهم غير المؤرخين المراجعين في الكيان الصهيوني، هم مجموعة من المثقفين والعلماء والمناضلين الذين يذهبون مذاهب إيديولوجية مختلفة، لكنهم يجتمعون على موقف مشترك هو دحض الأساطير المؤسسة للصهيونية وعلى رأسها المحرقة، أو "الهولوكوست" اليهودية.

 

المؤرخون المراجعون لا يقولون إن اليهود لم يذبحوا في الحرب العالمية الثانية في أوروبا، ولكنهم يفندون المزاعم الصهيونية التي تدّعي بأن قتل اليهود ليس له مثيل في التاريخ البشري، وبأن قتلهم جاء ضمن سياق برنامج نازي ألماني منهجي لإبادتهم. وعلى العكس من ذلك، اثبت العلماء المراجعون بطلان الإدعاءات الصهيونية حول قضاء ملايين اليهود حتفهم في غرف غاز مزعومة محكمة الإغلاق.

 

كما كشف الباحثون المراجعون زيف الأرقام التي تقدمها مؤسسات مثل مركز سيمون وايزنثال الصهيوني في الولايات المتحدة حول الذبح الخيالي لستة ملايين يهودي، وأوضح الكتّاب المراجعون كيف مات بضع مئات الآلاف من اليهود في الحرب العالمية الثانية، كما مات غيرهم، في حرب وصل عدد ضحاياها إلى خمس وأربعين مليون قتيل، منهم اثنين وعشرين مليون سوفياتي مثلا، ما عدا الجرحى والمشردين والمشوهين.

 

تأتي أهمية أعمال Rassinier من أنه كان معتقلا في معسكرات النازي، وأنه كعالم اشتراكى مناهض للنازية لايمكن أن يـُتهم بأنه ميال للدفاع عن هتلر أو الإشتراكية النازية؛ ولكنه  أنفق من أجل العدالة والحقيقة التاريخية سنوات مهمة من عمره، ما بعد الحرب إلى أن توفى في 1966 – أي 21 سنة – في إجراء البحوث التي هدمت أسطورة الـ  6 مليون وخرافة وحشية النازي.

 

وبالتأكيد فإن أهم حقيقة برزت من أبحاث Rassinier، والتي لا تحتمل ذرة من الشك، هي خدعة [غرف الغاز].

من التحقيقات الجدية التي أجريت في مواقع هذه الغرف تبين بما لا يدع مجالا للشك عدم صحة ما ادعاه الشهود الأحياء من أنه كانت توجد غرف الإعدام بالغاز في معسكرات الاعتقال في Buchenwald، Bergen-Belsen، Ravensbruck، Dachau، Dora، ، Mauthausen في النمسا. وقد شهد بصحة هذه الحقيقة Stephen Pinter من U.S War Office – [ إدارة الحرب الأمريكية]،، كما أقرت بصحتها واعترفت بها رسميا Contemporary History at Munich –[ مؤسسة التاريخ المعاصر في ميونخ ].

 

يقول Rassinier أنه على الرغم من هذه الحقيقة فإن شهودا في محاكمة إيخمان Eichman شهدوا أنهم رأوا سجناء في معتقل Bergen-Belsen يساقون إلى غرف الغاز فيها. أيضا يجذب Rassinier الانتباه إلى اعتراف الدكتور كوبوفي Kubovy، مدير المركز العالمي للوثائق اليهودية المعاصرة في تل أبيب، الذي نـُشر في جريدة La Terre Retrouvee في 15 ديسمبر 1960، والذي يعترف فيه أنه لم يصدر أمر واحد بالإعدام من زعماء النازي هتلر أو هملر أو هايدريك أو جورنج.

 

مؤرخون ألمان وشهود يهود يفندون أيضا

 

اعترف أدولف ايخمان أثناء محاكمته بالاتفاق الذي عقد بين الصهيونية العالمية وجهاز المخابرات الألمانية، والذي نص على ضمان سلامة الأثرياء اليهود وحرق الفقراء والمتشردين منهم، مقابل أموال وضمانات إسرائيلية لهم، من اجل المساعدة في إنشاء الوطن القومي لليهود والتعجيل به في فلسطين. أما الكاتب اليهودي بان هيكيت فيقول إن مئات اليهود كان يتم تجميعهم في غيتوهات لإرسالهم إلى معسكرات(أوشفينتسيم) دون أن يعرفوا المصير الذي كان ينتظرهم، بمباركة صهيونية تامة. وكان رودلف كيستنر اليهودي هو المنسق مع المخابرات الألمانية في ضبط قوائم اليهود الأثرياء في ألمانيا من اجل ضمان سلامتهم وتحديد الفقراء الواجب التخلص منهم، وقد اغتاله الموساد عام 1958 عندما كشف أمره اليهود الناجون من الموت النازي، وفضحوا أمره، ليس خوفا من انكشاف هويته، بل خوفا من أن يضعف ويفشي أسماء القادة الإسرائيليين الآخرين الذين ساعدوه في مهمته.

 

ويؤكد الكاتب الألماني "يوليوس مادير" أن من الزعماء الذين شاركوا النازيين في قتل اليهود: حاييم وايزمن، موشي شاريت، دافيد بن غوريون وإسحاق شامير.


إرهاب إسرائيلي شرس للمؤرخين الشرفاء

لإجبارهم على الكذب أو السكوت

 

 

دفع المؤرخون المراجعون مقابل موقفهم هذا أثماناً غالية، كما دفع من قبلهم كل من وهب حياته لنشر الحقيقة، فتعرضوا لعمليات اغتيال، وللطرد من العمل في مراكز أبحاثهم وجامعاتهم، ولدفع غرامات مجحفة، ولحملات تشهير، ولحصار اجتماعي، واضطهاد سياسي مريع، لأنهم تجرأوا على المس بالأساطير الصهيونية التي تبرر وجود دولة "إسرائيل" والسياسات التي تنتهجها هذه الدولة.

 

قضى الكاتب النمساوي جيرو هونسيك 18 شهرا من السجن لسبب مقالات في مجلة هولت (Hult) تنفي وجود غرف الغاز النازية بالطريقة التي وصفت بها، كما واجه الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي دعاوى قضائية من طرف جمعيات دينية يهودية عقب نشر كتابه [الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية] عام 1995، مفندا أسطورة الهولوكوست، بدليل أنها فكرة مستحيلة التنفيذ من الناحية الفنية، وان أحدا لم يوضح حتى الآن كيف كانت تلك الأفران تعمل؟ أو يورد دليلا واجدا على ثبوت وجودها، متحديا المتشدقين بأكذوبة المحرقة اليهودية بأن يبرهنوا على ذلك.

 

ومن أجل ذلك أيضا تم سحب شهادة الدكتوراه من المؤرخ الفرنسي هنري روك  الذي تقدم برسالته إلى جامعة (نانت) عام 1977 والتي حاول فيها أن ينفي وجود غرف الغاز في معسكرات الاعتقال النازية بهدف حرف اليهود، ثم إصدار وزير البحث والتعليم العالي الفرنسي في ذلك الوقت  آلان ديفاكيه  قرار رسميا بمنع مناقشة الرسالة المذكورة في جامعات فرنسا، مبررا أن هناك أخطاء في إجراءات التقديم والمناقشة ارتكبها المؤرخ. ولم يقتصر الأمر عند ذلك، فقد حوكم هنري روك وسجن، وغرّم رؤساء تحرير الجرائد التي قبلت نشر مقالاته بـ100 ألف فرنك، بمقتضى قانون صدر بفرنسا يجرّم أي شخص يشك في المجازر العالمية.

 

وقبل ثلاث سنوات، أي في عام 2006، انتهت محاكمة المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينغ (67 عاماً)، في فيينا بالحكم عليه بالسجن 03 سنوات بعد إدانته بإنكار حصول المحرقة النازية، وكان ايرفينغ قد تراجع سلفاً عن [الخطأ] الذي ارتكبه قبل أكثر من 10 أعوام حين أعلن عدم تصديقه للروايات التاريخية القائلة بأن 06 ملايين يهودي قضوا في محرقة الزعيم النازي أدولف هتلر.

 

لضمان انحياز العالم إليها ..

إسرائيل أجهضت مؤتمر التضامن مع ضحايا إسرائيل في بيروت

 

عقد المؤرخون المراجعون العزم على القيام بمؤتمر لهم في بيروت بين  31 مارس  و 3 أفريل عام 2001، فاجتمعت عليهم كل الحركة الصهيونية بيمينها ويسارها وحكومة الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية وبعض الحكومات العربية بهدف وأد مؤتمر تم اختيار مكانه لإبداء التضامن مع الشعب اللبناني بعد تحرير جنوبه، ومع الانتفاضة الفلسطينية.

 

إن أسوأ ما في قصة إلغاء مؤتمر المؤرخين المراجعين المؤيدين للقضية العربية في بيروت هو البيان الذي أصدرته حفنة من المثقفين العرب الطامحين بالعالمية واللاهثين وراء جائزة نوبل والمدعين الدفاع عن حرية الرأي والتعبير. هؤلاء أصدروا بياناً هللت له وباركته وسائل الإعلام الغربية والصهيونية، طالبوا فيه الحكومة اللبنانية بالتدخل لمنع مؤتمر المؤرخين المراجعين "المعادي للسامية وغير المقبول."

 

بعد مجازر ومذابح الجزائر خلال حقبة الاحتلال، خصوصا جرائم 8 ماي 1945  سجلت الأحداث منذ ذلك التاريخ أيضا على ارض فلسطين أزيد من 34 مذبحة مروعة اقترفتها القوات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين النازحين تم تسجيلها رسميا، قبل توسعات ما قبل 1967 (استأثر الجليل وحده بأكبر عدد من المذابح، وذلك بأكثر من 15 مذبحة على الأقل)، لم تعاقب إسرائيل على أية منها، وظل المجال مفتوحا أمامها لاقتراف المزيد.. لقد نجا سفاحو الجماعتين الصهيونيتين الإرهابيتين: أرغون و شتيرن، صناع مذبحة دير ياسين، التي تقع غربي القدس، في 9  أبريل عام 1948 وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان تم قتلهم ببرودة دم وبسرعة، واستفاد مجرموها من اللاعقاب وفازوا بأكبر قدر من الحماية ضد القرارات الدولية التي صدرت في حق إسرائيل والتي رمت بها عرض الحائط دون أن يكون هناك ما يلزمها فعليا مثل دول أخرى طبق عليها القانون الدولي وبصرامة بالغة.

 

وفي حين نجا القادة العسكريون الذين كانوا وراء احتلال اللدّ والرملة، وقد كان سقوطهما من الفصول المأساوية في تاريخ فلسطين؛ إذ استيقظ سكان المدينتين على أخبار هجوم القوات الإسرائيلية من الشمال والشرق.. فقُتل كل من خرج من منزله أو لجأ إلى المساجد والكنائس، وطرد من تبقى من الأهالي بقوة السلاح وبترويع المذابح.وفي الاشهر التي سبقت اعلان الكيان الصهيوني كانت حرب الابادة بالاسلحة الجرثومية والتفجيرات والقتل العشوائي والمبرمج تجبر مئات الالوف من الفلسطينيين على إخلاء اراضيهم لكي يستوطنها الغزاة والمستوطنون اليهود.

 

ومع ذلك، فإن الفاتيكان ظل غير آبه البتة.. ولو بموقف صارم إزاء معاناة  ألمسيحيين في فلسطين على الأقل.. أن الكنيسة التي لم تعتذر للمسلمين ودول العالم الثالث عن كل ما اقترفه في حقهم مواطنوها الاستعماريون (المسيحيون) طوال قرون طويلة جدا من السيطرة الاستعمارية،  ومنها الجزائر على مدى 132 عاما. نراها وعلى لسان البابا  متشددة  بموقف الفاتيكان (عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وحدها) على أن [الكنيسة تشجع أبناءها وبناتها على تطهير قلوبهم نادمين على أخطاء وكفر الماضي]، ويقول: (الكنيسة تنادينا للوقوف بتواضع أمام الله ومراجعة مسؤولياتنا عن الشر الذي وقع في أيامنا... في عدة مناسبات خلال بابويتي تذكرت وبشعور عميق بالأسف معاناة الشعب اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية، الجريمة التي أصبحت معروفة باسم "SHOAH" "المحرقـة" تبقى بقعة لن تمحى من ذاكرة هذا القرن الذي شارف على الانتهاء).

 

وفي مقابل رفض الدول الاستعمارية (المسيحية) الاعتذار عن جرائمها للشعوب المحتلة عن ماضيها الدموي، وتغاضي الفاتيكان عن ذلك، يقول البابا بكثير من الحماس: (عندما طردت النازية من أراضيها جموع اليهود ووحشية الحركات العنيفة التي أصابت أناساً عُـزَّلا من السلاح، كل هذا كان يجب أن يحرّك الشك بما هو أسوأ، هل قدم النصارى كل مساعدة ممكنة للمطاردين وبخاصة اليهود ؟ لا نستطيع أن نعرف كم عدد النصارى في الدول التي احتلتها أو حكمتها القوى النازية أو حلفاؤها، احتجوا بغضب على فقدان جيرانهم اليهود ولم يكونوا شجعاناً بما فيه الكفاية لسماع أصواتهم المعارضة، وللنصارى أقول: إن هذا الحمل الثقيل الجاثم على ضمائرهم بخصوص إخوانهم وأخواتهم خلال الحرب العالمية الأخيرة يجب أن يكون مدعاة للندم)..

 

إن المحرقة المزعومة أصبحت كنزاً لا يفنى بالنسبة للحركة الصهيونية من حيث كونها أداة لابتزاز الدعم العاطفي والمالي والسياسي لدولة الكيان الصهيوني ولمواقف الحركة الصهيونية. إذ لولا أموال التعويضات لما استمرت الحركة الصهيونية. وما زالت عمليات الابتزاز باسم ضحايا اليهود في المحرقة المزعومة مستمرة.. في حين يستمر الحصار على الشعب الفلسطيني المسلوب في هويته ووطنه وشخصيته إلى ابعد حد ويجوع ويحرم من ابسط الحقوق، داخل فلسطين أو خارجها..

 

ولا يعتقد أحد بأن أسطورة المحرقة مهمة بالنسبة للحركة الصهيونية وحدها؛ فهي لا تقل أهمية بالنسبة لمراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي في الغرب لتبرير السياسات الداعمة للصهيونية أمام شعوبها، ولا يمكن أن نبرأ قوى الهيمنة الخارجية من الجرائم التي ترتكبها لتحقيق مصالحها في بلداننا  تحت حجة أن الصهيونية ساقتها إلى هذه السياسات وأنها مغلوب على أمرها. فالعكس هو الصحيح، فأسطورة المحرقة تساعد حكومات الغرب وشركاته الكبرى على تبرير سياساتها الإجرامية في بلداننا  أمام شعوبها، ومن هنا تأتي خطورة المؤرخين المراجعين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م