ازدهار التربية والتعليم في ظل نظام البعث وثورة ١٧-٣٠ تموز الخالدة

﴿ الجزء الاول ﴾

 
 

شبكة المنصور

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس   و    الاستاذ الدكتور اياد عبد الله

               أكاديمي عراقي                              أكاديمي عراقي

توطئة

 

تطرح عملية التشويه المنظمة التي تعرضت لها التجربة الوطنية العراقية 1968- 2003 جملة اشكالات سياسية واخلاقية ليس فقط في كونها عملية تبشيع مقننة لتزوير التاريخ لان ضرورات التبشيع هذه قد اقتضت انقضاضا شرسا من الاحتلال وادواته المحلية والاقليمية لاغراق انجازات الشعب العراقي ودولته الوطنية في بحر من ظلمات لا قرار له. لقد قامت القوات الغازية ومجاميع اقليمية مرافقة لها بتدمير المصانع العراقية العملاقة وازالتها من على وجه الارض ونقلت واحرقت معظم دوائر الدولة ودمرت المستشفيات بما فيها الاجهزة الطبية الحديثة ودمرت محطات الماء والكهرباء تدميرا كاملا. ويمكن حصر أهم الاضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم نتيجـة الحصار والغـزو بأهـم مظاهرها بما يأتي:

 

أولاً: تدمير (2751) بناية من بنايات المدارس الابتدائية والثانوية والثانويات المهنية وفقا لاحصائيات حكومة الاحتلال.

 

ثانياً: تدمير واحراق تجهيزات هذه المدارس من قرطاسية وكراسي وسبورات ومكتبات ومختبرات علمية (فيزياء؛ كيمياء؛ بايولوجي) ومختبرات حاسوب ومختبرات لغة بكل اجهزتها الحديثة.

 

ثالثا: سرقة اكثر من (2400) مدرسة بكل محتوياتها وتجهيزاتها العلمية المشار اليها اعلاه من قبل العصابات المجرمة التي ادخلها المحتل من جهة الشرق. (5)

 

رابعا: استخدام العديد من أبنية المدارس والمعاهد والكليات والجامعات كمقرات للمعتدين والقيادات العسكرية الغازية وكذلك مقرات للاحزاب الطائفية والمليشيات وخاصة خلال عام الغزو وعامي 2004 و2005..

 

خامسا: نهب الاجهزة العملية واجهزة الحاسوب ومخازن الكليات والمعاهد المختلفة ونقلها الى ايران مع المصانع ومراكز البحوث النووية العراقية .

 

سادساً: شمول مئات الآلاف من المعلمين والمدرسين واساتذة الجامعات بقانون اجتثاث البعث وتطبيقه اعتباراً من شهر مارس 2003 الامر الذي حرم قطاع التربية والتعليم من كوادره الاساسية ذوي الخبرة والمراس التربوي من الكادر التدريسي والاداري.

 

سابعاً: سيطرة الاحزاب الطائفية والعرقية ومليشياتها على مقدرات المدارس والمعاهد والجامعات لاغراض سياسية صرفة وخلق فوضى عارمة اغرقت العملية التربوية والتعليمية بعد ان حولتها الى مراكز للكسب والانتشار والتعريف بكياناتها الدخيلة.

 

ثامناً: تدهور مستوى التعليم عموماً بعد ان كان باعتراف المنظمات الدولية واحدا من بين افضل النظم في المنطقة كلها واكفأها واعظمها مخرجات .

 

المبحث الاول :  جوانب من النظرية والتطبيق

 

لم يكن اهتمام حزب البعث العربي الاشتراكي ونظامه الوطني العروبي بالعملية التربوية والتعليمية مرتبطا بقيادته للنظام كمهمة سياسية مرتبطة بزمن معين بل ان هذا الاهتمام مقر ومنصوص عليه في دستور الحزب حيث ان العملية التربوية هي الطريق الاساسي لبناء جيل عربي جديد قادر من خلال العلم والمعرفة على عبور حواجز التخلف والنكوص وعلى ذلك نص دستور الحزب عام 1947 على ضرورة خلق جيل جديد مؤمن بوحدة امتة وخلود رسالتها اخذ بالتفكير العلمي طليق من قيود الخرافات والتقاليد الرجعية مشبع بروح التفاؤل والنضال مع مواطنيه في سبيل تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الانسانية (8) .

 

وقد كان المحور التربوي حاضراً في العديد من مؤتمرات الحزب القومية والقطرية ففي المؤتمر القومي السادس مثلا  يؤكد الحزب على (ان نهضة الامة وتحقيق اهدافها لا تكون الا بتربية المواطن تربية اشتراكية وعلمية تعتقه من كافة الاطر والتقاليد الاجتماعية الموروثة والمتأخرة ؛ لكي يمكن خلق انسان عربي جديد بعقل علمي متفتح ؛ ويتمتع بأخلاق اشتراكية جديدة ، ويؤمن بقيم جماعية) (7).

 

وقد خاض الرئيس الشهيد صدام حسين نضالا واسعا وعميقا في اطار نظرية العمل البعثية في مرحلة الحكم القومي البعثي العروبي المسلم للعراق مستنداً على مبادى عامة واساسية اطلقها في مقولته الشهيرة (ان النظريات الفرعية كنظرية التربية انما تنطلق من قاعدة فلسفية خاصة ونظرية أعم متصلة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي ). (9)

 

ان من بين اهم المرتكزات الفكرية والفلسفية للنهضة التربوية وعلى ضوء منطلقات الفكر القومي البعثي هي المبدأ القومي- الوطني ومبدأ الشمولية حيث ترى الفلسفة البعثية بشمولية النظرة الى الانسان كوجود وكصلة بالخالق سبحانه وتعالى وان التربية الصحيحه تتأسس على نحو متوازي ومتكامل قادرة على ربط الصلة بين متطلبات الروح من جهة والجسد من جهه اخرى وبين العمل الدنيوي والعمل المتجه لضمان الاخرة اما مبدأ التكامل فانه قد وضع كمبدأ فلسفي للتربية ويراد منه تجذير الصلة بين تنمية القدرات جميعها العلمية والوجدانية والجسدية والفكرية وفقا لقناعات راسخة في ان اهمال او تبني جانب واحد من هذه الجوانب سيؤدي الى عملية تربوية مشوهه وقاصرة. من بين مضامين مبدأ التكامل هو ان تهيئ الفرص المتساوية امام ابناء الشعب ليستخدم الجميع امكانياته وطاقاته بما يؤمن البناء المتكامل للشخصية . ويأتي مبدأ التوازن ، ويقصد به التوازن والتفاعل بين القيم وانماط هذا التوازن ومن بين مفردات هذا المبدأ التي اكد عليها الشهيد صدام حسين رحمه الله التوازن بين الحقوق والواجبات وبين قيم العمل الجماعي والاداء والمبادرات الفردية, وبين الجانب الروحي والجانب المادي, والملكية الفردية والملكية العامة, وما بين الوطني والقومي والانساني ، وما بين القانون والديمقراطية ،والجماهير والقيادة والتوازن ايضاً ما بين الخصوصية الوطنية والخصوصية الانسانية . وطرح صدام حسين رحمه الله ايضاً المبدأ الانساني الذي يؤكد على ضرورة اشتقاق  نظرية تربوية تنطلق من خصائصنا وبيئتنا الوطنية والقومية و اهم مرتكزاتها و ما تستند اليه هو اعتبار الانسان قيمه عليا وهدف سام.(2)

 

ويمكن تحديد الهدف الشامل للنظام التربوي على وفق المبادى اعلاه:

بناء أجيال مؤمنة بالله وبالرسالات السماوية وخاتمتها الاسلام الحنيف ، مخلصة للوطن تؤمن وتعمل على ترسيخ وحدته وحماية وتعزيز سيادته ، محبه لشعبها ومجاهده في سبيل اسعاده وتماسكه ومخلصة للامه العربية وتأريخها الحضاري ودورها الانساني ؛ متمثلة في ذاتية ثقافتها القومية واهدافها في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية مدركة للتحديات المعاصرة المتمثلة بالتجزئة والصهيونية والامبريالية والتخلف ، قادرة على مواجهتها معتمدة التعلم الذاتي واخذه بالتطورات العلمية ومعتبرة الانسان قيمة عليا.

 

ان الاهداف التربوية العامه المنبثقه  من الهدف الشامل يمكن حصرها بما يأتي:

 

الهدف الانساني؛ الهدف الوطني ؛ الهدف القومي ؛ الهدف الاخلاقي ؛ الهدف الديمقراطي ؛ وهدف العداله الاجتماعيه والاشتراكيه ؛ الهدف العلمي ؛ والهدف الثقافي ؛ هدف العمل ؛ هدف القوة والاقتدار ؛ هدف الجهاد والبناء ؛ هدف الاصاله والتجديد ؛ هدف التربية المستمرة ، هدف التربية للحياة ،

 

وتضمن التقرير الصادر عن المؤتمر القطري الثامن للحزب المنعقد عام (1974) التاكيد على ضرورة تعديل المناهج الدراسية بما يتلائم والاهداف والغايات والفلسفة التربوية الوطنية - القومية (ان المرحلة المقبلة يجب ان تشهد اعداد مناهج دراسيه جديدة بدءًا من رياض الاطفال ووصولاً الى التعليم العالي الجامعي ، مناهج موضوعة في ضؤ مبادئ  الحزب والثورة القومية والاشتراكية والديمقراطية..... ويستدعى ذلك التصفية الجذرية والشاملة للافكار والاتجاهات الرجعية والبرجوازية والليبرالية الموجودة في منهج التعليم واجهزته ) (6).

 

وفي تاكيد اخر على اهمية المناهج يقول الرئيس الشهيد صدام حسين مهندس نظرية العمل البعثية ( علينا ان نؤكد في مناهجنا التربوية وفي كل فرع منها بحسب اختصاصه ؛ نقطة اساسية اخرى هي ان الانسان الذي يعد هو الهدف في تطوير المجتمع الذي نسعى الى تطويره يجب ان يكون قوة فاعلة مؤثرة في مجتمعه وفي وطنه ) (10).

 

 ويؤكد على خصائص البناء الانساني (ليس المهم ان نعد ونصوغ المناهج في اطارها العام وانما يجب ان نحدد الوسائل الصحيحة الفعالة المتطورة  والواعيه لتطبيق  تلك المناهج ،وهذا هو احد جوانب فن العمل الثوري لتغيير المجتمعات على نمط خاص ومتقدم ) (9).

 

توزع الاهتمام بالمناهج بين تحديد الفلسفه التربوية والاهداف المتوخاة من المناهج الجديدة والتي تعتمد على فلسفة المجتمع واتجاهاتة التنموية والاخلاقية والسياسية على ان يتم بناء المناهج وفق منهجية علمية يبتدأ من موجهات الفلسفة التربوية ويترجم هذه الموجهات والمحددات الى اهداف تربوية عامة تنبثق منها اهداف تربوية خاصة لكل مرحلة من  مراحل التعليم ومن ثم الى اهداف المواد الدراسية كمفردات ومحتوى وكتب دراسية وانشطة وفعاليات )(3).

 

ونص الدستور العراقي المؤقت الصادر عام 1970 على ان الدولة العراقية تكفل حق وحرية التربية والتعليم وبجميع المستويات الدراسية الابتدائية والثانوية والجامعية ولجميع العراقيين دون النظر الى انتمائهم العرقي او الديني او المذهبي . التعليم الابتدائي الزامي لمن هم في سن السادسة من العمر؛ وحيث ان حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر الامية احد عوامل التخلف واعاقة التنمية الوطنية والقومية لذلك وضع الحزب هدف محو الامية كواحد من اوليات الفعل الثوري وواجبات دولة البعث وتنفيذاً لهذه الاهداف والمنطلقات الفكرية والنظرية اصدرت قيادة دولة البعث القوانين التربوية التي توفر ارضيات التنمية البشرية في هذا القطاع الحاسم في تغيير الانسان وبناءه بناءاً وطنياً وقومياً فضلاً عن تحقيق النهضة العلمية وهي :

 

أ- قانون الزامية التعليم لمن يبلغ السادسة من العمر من العراقيين اذ تشير تقارير اليونسكو الى ان نسبة الالتحاق والتسجيل في المرحلة الابتدائية بلغت 100% .(11)

 

ب- قانون مجانية التعليم ابتداءاً من رياض الاطفال وصولاً الى الدراسات الجامعية الاولية والعليا.

 

ج- قانون محو الامية للعراقيين من عمر15-45 سنه اذ تشير تقارير اليونسكو والامم المتحدة الى انخفاظ الامية في العراق من 71% الى 10% ؛ علما ان الحكومة العراقية قد كرمت من قبل منظمة اليونسكو بخمسة جوائز تقديرية على هذا الانجاز التاريخي. (12)

 

وتم تنفيذ هذه القوانين في كل انحاء العراق ومن خلال رسم خطط للتنفيذ كلفت بها عدة وزارات في طليعتها وزارة التربية ومن بين اهم تدابير التنفيذ التي تم اعتمادها: 

 

# صياغة اهداف تربوية عامة تستند الى تعاليم ديننا الحنيف ومبادئ حزب البعث ومن بين ابرز هذه الاهداف بناء جيل مؤمن ومحب للوطن والامة العربية .

 

# تطوير المناهج الدراسية و قد كلفت بها لجنة عليا لتطوير المناهج ضمت كبارالخبراء التربويين والأكاديميين في الجامعات العراقية برئاسة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله لاعطاءها الاهمية الاستثنائية القصوى والصلاحيات الكاملة الضرورية لانجاز مهامها.وقد رسمت اللجنة الاطر الستراتيجية العامة لتطوير المنهج والوسائل التعليمية .

 

# وضع خطط ميدانية لتطوير الكادر التربوي والتعليمي كما ونوعا .

 

# توفير مستلزمات النمو النوعي المستهدف مثل الكتب المنهجية والقرطاسية والمختبرات التخصصية(فيزياء؛ كيمياء؛ بايولوجي؛ حاسوب؛ لغة) والاجهزة العلمية والمواد الكيمياوية ووسائل الايضاح التعليمية المختلفة لمقررات العلوم .

 

# رافق كل ذلك رفع المستوى المعاشي والاجتماعي لكادر العملية التعليمية حيث تشير تقارير اليونسكو الى ان راتب المعلم قد وصل ما بين 500 الى 1000 دولار شهريا .( 12 )

 

المبحث الثاني : التطور الكمي والنوعي لرياض الاطفال في العراق (1968-2003)

 

تضم رياض الاطفال، الفئة العمرية (4-5) سنوات من العمر وقد شهد قطاع رياض الاطفال تطورا كميا  ونوعيا عبر سنوات حكم البعث والشهيد الراحل صدام حسين معبرا عن ارادة قوية في نقل المجتمع الى مسارات التقدم والتحضر حيث ان هذا القطاع يرتبط عمليا بانماط معيشية وسلوكية واقتصادية هامة. ونظرة متفحصة  لجدول عدد الاطفال والمعلمين والمدارس عبر هذه الحقبة يوضح مدى التطور والاهتمام الذي حصل في هذا القطاع.

 

جدول رقم (١) رياض الاطفال

 

عدد الاطفال

عدد المعلمين

عدد المدارس

العام الدراسي

اناث

ذكر

مجموع

اناث

ذكر مجموع

 

67/1968 م

79/1980م

 89/1990 م

 2000/2001 م

6837

33156 

41917

8716

37262

46003

15553

70418

87920

 

73274

505

3079

5010

 

 

  505

3079

5010

5027

128

358

643

631

المصدر: (1) الاحصائيات الاساسية للتربية في العراق للسنوات (1920-1990) ؛ وزارة التربية ؛ بغداد ؛ 1990

Situation Analysis of Education in Iraq 2003, UNESCO, Paris, April 2003(2)

 

 يشير الجدول الخاص برياض الاطفال اعلاه  الى عدد الاطفال  المسجلين في عام (1968) حيث كان (15553) طفلا فقط  في كافة محافظات العراق موزعين على (128) روضه فقط ويقوم برعايتهم (505) معلمه أي بواقع (30) طفل لكل معلمة في حين قفز عدد الاطفال المسجلين في عام 1980 الى 70418 أي ان بنسبة نمو كلي تزيد على 450%  كما ارتفع عدد المدارس المشيدة لرياض الاطفال خلال عشر سنوات من 128 مدرسه الى 358 مدرسه عام 1980 أي بنسبة نمو قدرها 280% كما ارتفع عدد المعلمات  الى 3079 معلمة عام 1980 أي بنسبة نمو قدرها  600% واذا ما اخذنا احصائيات عام 1990 نلاحظ ارتفاع عدد الاطفال المسجلين الى 87920 طفلا وارتفاع عدد المعلمات الى 5010 معلمة وعدد المدارس المشيد كرياض اطفال الى 643 مدرسة وتلك الارقام تعطينا تصورا واضحا عن نسبة التطور والنمو في اعداد الاطفال المسجلين حيث بلغت  560% مقارنه مع عام 1968 و نسبة نموعدد المدارس المشيدة كرياض اطفال بلغت 500% مقارنه مع عام الاساس 1968 ونسبة نموعدد المعلمات بلغ 990% مقارنه مع عام 1968 وهي تؤشر خط سير متصاعد ومعبر عن اهتمام دائم وعن تنفيذ خطة محكمة. وتجدر الاشارة هنا الى ان الاحصائيات المدرجة هنا لم تتطرق الى نشاط القطاع الخاص بل اهتمت فقط بالقطاع العام للدولة العراقية . وان مؤشرات النمو الهائل في ميدان رياض الاطفال يستدل منه ايضا على انتعاش هائل في مستوى المعيشة للفرد العراقي وفي دخول الاسرة العراقية عموما والنساء بشكل خاص بشكل فاعل في عملية التنمية البشرية العملاقة. ومن الضروري ان نشير ايضا بان رياض الاطفال قد شملت بنظام التغذية المدرسية المجانية مع توفير كافة المستلزمات الاساسية من لعب اطفال وقرطاسية وغيرها.

 

المبحث الثالث : التطور الكمي والنوعي في التعليم الابتدائي

 

تشمل الدراسة الابتدائية التلاميذ من عمر 6 الى 12 عام وتشتمل على ستة مستويات دراسية من الاول الى السادس. هذا القطاع مهم جدا في حلقات العملية التربوية كونه يمثل حلقة التعليم الاساسي. وقد شهد في زمن الحكم الوطني البعثي مايمكن ان يوصف بانه ثورة حقيقية وليس مجرد تطور نمطي، خاصة بعد تطبيق قانون التعليم الالزامي الذي فرض على كل عائلة عراقية قانونيا تسجيل ابنائها وبناتها حين بلوغهم السادسة من العمر في المدارس الابتدائية، ونظم بلوائح وتعليمات توزيع الطلبة وسبل متابعة العوائل كاجراءات ملزمة لتنفيذ القانون.كما ان قانون مجانية التعليم قد شجع اولياء امور التلاميذ على تسجيل ابناءهم في المدارس الابتدائية بعد ان أزاحت الثورة بهذا القانون حملا ماديا ثقيلاعن كاهل العوائل العراقية والذي قاد الى اعداد هائلة من الطلبة وفرض تطورا مصاحبا وجوهريا في مستلزمات العملية التربوية، وخاصة في شقها المتعلق بالكادر البشري واعداده علميا وتربويا عبر افتتاح العشرات من معاهد المعلمين والدورات التربوية المتخصصة لخريجي الجامعات والمعاهد العليا وترافق ذلك ايضا مع جهد اداري وانفاق مالي هائل لتوفير الكتب المنهجية والقرطاسية.

 

يشير تقرير اليونسكو (12) في صفحة 15 الى جدول صغير في حجمه غير انه هائل المعاني والدلالات حيث يشير الى اعداد الطلبة والمعلمين والمدارس في عام 2000-2001 رغم ظروف الحصار الجائر والهجمة الامريكية الصهيونية البغيضة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .

 

جدول رقم ( ٢ ) نسب النمو في التعليم الابتدائي في عام 2000-2001م

 

عدد التلاميذ

عدد المعلمين

عدد المدارس

اناث

نسبة مئوية

ذكور

نسبة مئوية

المجموع

 

 

1776212

44%

2255134

56%

4031346

190650

11709

Situation Analysis of Education in Iraq 2003, UNESCO, Paris, April 2003المصدر:

 
وقد اشار تقرير اليونسكو بوضوح الى ان نسبة التسجيل في الدراسة الابتدائية بدأ يتصاعد خصوصا بعد تطبيق قانون الزامية التعليم وقانون مجانية التعليم حيث بلغ عدد التلاميذ المسجلين في هذه المرحلة 4013346 عام 2000 – 2001 حيث تراوحت نسبة التسجيل بين 102-103% نزولا من 108% عام 90-1991 بسبب الحصار الاجرامي والعقوبات التي لم يشهد تاريخ العالم كله مثيلا لها.


ان تحليل الجدول رقم (3) ادناه سيبين بوضوح ان اعداد الطلبة قد قفز من 990718 تلميذ الى 2609182 تلميذ وتلميذه عام 1980 أي ان نسبة النمو الاجمالية هي 250% وقفز العدد مجددا الى 3238283 عام 1990 وبنسبة نمو اجمالية 326% ثم وصولا الى 4031346 تلميذ و تلميذة عام 2000-2001 محققا نسبة نمو قدرها 400%.

 

جدول رقم (٣) المرحلة الابتدائية

 

عدد الطلاب

عدد المعلمين

عدد المدارس

العام الدراسي

    اناث          ذكور      مجموع

 

 

67/ 1968م

 

79/1980 م

 

89/ 1990م

 

2000/2001م

 

 

292398    698320      990718

 

1174449  1434693   22609182  

 

1433641  1804642   3238283

                           

4031346

                                            

 

45201

 

92603

 

138729

 

190650

4907

 

11324

 

11320

 

11709

المصدر: (1) الاحصائيات الاساسية للتربية في العراق للسنوات (1920-1990) ؛ وزارة التربية ؛ بغداد ؛ 1990. Situation Analysis of Education in Iraq 2003, UNESCO, Paris, April 2003 (2)

 
لقد صاحب هذه القفزة الكمية والنوعية في اعداد الطلبه قفزة ثانية في اعداد المعلمين المؤهلين علميا و تربويا لتعليم هذا العدد الهائل من الطلبه وقد بلغت نسبة النمو في أعداد المعلمين بين 1968 و 1980 ما مقداره 200% ثم حصلت قفزة كبيرة اخرى عام 1990 حيث وصل عدد المعلمين والمعلمات الى 138729 معلم ومعلمة ثم الى 190650 معلم ومعلمة عام 2000-2001 مسجلا نسبة نمو 300 % عن عام 1980 .


ان استيعاب هذه الاعداد الهائله من الطلبه سنويا وخلال فترة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي كان يتطلب انشاء وتشييد مدارس جديدة مضافا الى المدارس القديمه التي ورثتها الدوله عام 1968 والبالغ عددها 4907 اذ وصل عدد المدارس الابتدائيه الى 11709 عام 2000-2001 أي ان عدد المدارس الابتدائيه المشيدة للفترة من 1968 ولغاية 2001 بلغ 6802 مدرسة ابتدائية بكامل مرافقها وخدماتها الصحيه واثاثها المدرسي.


وبالعودة الى جدول رقم (3) وبعد الاطلاع على اعداد الطلاب والمعلمين يمكن الاستنتاج ان نسبة الطلاب الى المعلمين هي 28 طالب لكل معلم في عام 1980/ 1981 و 25 طالب لكل معلم في عام 1991 و21 طالب لكل معلم في عام 2000 وهذه الارقام تؤكد نوعية التعليم في العراق واهتمام القيادة به وتوفير الاعداد اللازمه من المعلمين وصولا الى التعليم النموذجي الهادف لاطفال العراق لان معيار نسبة تلميذ لكل معلم هو من المعايير المفصلية في تقرير درجة التطور التربوي والتعليمي . كما يشير التقرير ايضا الى ان حجم الصف الدراسي يتراوح بين 30 – 40 طالب وقد يصل الى 50 طالب في المناطق المزدحمه سكانيا .

 
المصادر:
 1- الاحصائيات الاساسية للتربية في العراق للسنوات (1920-1990) ؛ وزارة التربية؛ بغداد ؛1990م.
 2- الجعفري ؛ ماهر اسماعيل : الفلسفة والاهداف والسياسة التعليمية في العراق / محاضرات في دورة القيادات الوسطى ؛ وزارة التربية ؛ بغداد ؛ نيسان 2001م.
 3- الاهداف التربوية في القطر العراقي ؛ ط 1؛ وزارة التربية ؛ بغداد ؛ 1986م.
 4- تطور التربية ؛ التقرير الوطني حول العراق ؛ مركز البحوث والدراسات التربوية ؛ وزارة التربية ؛ بغداد 2001م.
 5- تطور التربية ؛ التقرير الوطني حول العراق ؛ مركز البحوث والدراسات التربوية ؛ وزارة التربية ؛ بغداد 2004م.
 6- حزب البعث العربي الاشتراكي : التقرير السياسي للمؤتمر القومي العاشر للحزب ؛ بغداد 1977م.
 7- حزب البعث العربي الاشتراكي : بعض المنطلقات النظرية التي أقرها المؤتمر القومي السادس ؛ بغداد 1970م.
 8- حزب البعث العربي الاشتراكي : نضال البعث ؛ ط3 ؛ المؤتمرات القومية ؛ دار الطليعة ؛ بيروت ؛ 1976م.
 9- صدام حسين : الثورة والتربية الوطنية ؛ دار الحرية ؛ بغداد ؛ 1977م.
 10- صدام حسين : حديث في الاجتماع التأسيسي لاتحاد مجالس البحث العلمي في 28 / 5 / 1975م ؛ بغداد 1975م.
 UNESCO and Education in Iraq, Fact Sheet (28 March, 2003)11-
 Situation Analysis of Education in Iraq 2003, UNESCO, April, 200312-
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٧ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / تمــوز / ٢٠٠٩ م