إبن باطل .. أتى بباطل !!

 
 
 

شبكة المنصور

جاسم الرصيف

بحكم ممارسته المهنية لبيع ( السبح ) والخردوات في شوارع دمشق ، ولاعيب في هذا ، ولكنها مطعّمة بنكهة تقية حزب الدعوة الأيراني أصلا وفصلا ، مازال نوري أو جواد المالكي موهوما بأن كل شئ يخضع للمساومة بين نقيضين : خيانة الوطن والولاء للوطن .

 

* * *

 

واذا كان فعل المعارضة ، عن إختلاف صادق ونظيف في الرؤى ، مشروعا على دلالة استمرارية وجود معارضين عراقيين لكل الأنظمة التي حكمت العراق ، قبل الإحتلال ، غادروا نحو مناف كتبتها لهم أقدارهم ، فالولاء للوطن ظل قيمة عند كثرة منهم على ثابت : أنهم لم يتواطأوا ضد بلدهم مع أجنبي حتى لو كان من ذات البلد الذي أقام فيه .. بل أن هؤلاء كانوا ، ومازالوا ، من أوائل الرافضين لإحتلال العراق ، حالهم حال أي مقاوم وطني حمل السلاح دفاعا عن أرضه وعرضه .

 

الفرق اذن بين معارض وطني حقيقي وبين معارض يحمل في روحه خراب المساومة على كل القيم : أن الأخير يمتلك الإستعداد لبيع كل ، وأكرر مفردة ( كل ّ ) ، القيم تماما كما فعلت ( المعارضة القديمة ) في دخولها مع دبابات إحتلال وتحولت الى ( حكومة ) فاقدة لشرعيتها منذ لحظة ميلادها الأولى في معامل المخابرات الأجنبية على حد ّ باطل جاء ( مبنيا على باطل ) فاقد لكل القيم : أخلاقية ودينية وإجتماعية .

 

* *  *

 

لو سأل المرء أي أمريكي صريح عن رأية ( بنجوم ) المضبعة الخضراء لأجاب الأخير أنهم جزء من مشروع بوش الذي أقرف غالبية الأمريكيين قبل غيرهم ، بل وقد يلمح المرء إحتقارا واضحا ، أو مكتوما ، لهؤلاء على حقيقة معرفة الأمريكيين بأنهم أول من مهدوا  لأكاذيب بوش ال ( 935 ) ، التي أودت بكل الخسائر الأمريكية اللاحقة ، مادية وبشرية ، والتي فاقت كل التوقعات بفضل ظهور المقاومة الوطنية العراقية .

 

ولكن ؟!

مازال نوري ، جواد ، المالكي يظن نفسه قادرا على بيع ( السبح ) على شكل أكاذيب التحسن الأمني وقدرة جيش ( ملاّ فسيفس ) على حماية المضبعة الخضراء وفروعها المحاصرة في معظم مدن العراق ، ناسيا أو متناسيا ، ان الأمريكيين باتوا يهتمون بالتطورات في العراق أكثر من ذي قبل ، وباتوا يفهمون ألعاب بائع السبح الذي باع العراق مرتين :

 

مرّة لأحمق أمريكي !!

ومرة لخبيث لئيم أيراني !! .

 

باتت لعبة بائع الولاءات المتجول مضحكة في أميركا حتى لأشد المتحمسين لإحتلال العراق ، على دلالة أن الأمريكيين باتوا يحاولون مدّ قنوات إتصال مع بعض أطراف المقاومة العراقية لعلهم يحصلون على بعض امكاسب طويلة الأمد .

 

*  *  *

 

المفارقة المضحكة للأمريكان قبل غيرهم : أن بائع الولاءات المتجولة زار نصب جنديهم المجهول ، والجانب المضحك أن لا أحدا ، من العراقيين أو من الأمريكان ، رأى المذكور زائرا لنصب الجندي العراقي المجهول ، ولا أحد من الطرفين رآه زائرا لعائلة عراقية ، لاعلاقة بالإحتلال ، ليؤاسيها في فقدان واحد من أكثر من مليون شهيد ذهبوا نتيجة لمجرد أكاذيب قدمها هذا وجماعته تمهيدا لعشعشة تجار الحروب على حقول النفط العراقية ، غير مهتمين لابحياة العراقيين ولابحياة الأمريكان في آن .

 

كثرة من الأمريكان ، فضلا عن كثرة من العراقيين ، مازالت تتذكر وقفة التلميذ الذليل أمام معلمه الولي الفقيه الأيراني ، كما تعلم كثرة من الطرفين أن بائع الولاءات المتجول هذا لايستطيع التنقل الإ ّ بطائرة طاقمها أيراني ، لأنه يعرف الاّ أمان له في العراق قطعا مادام قد ولّي على العراق بموجب باطل إحتلال لم يؤسس لغير باطل تفتيت الشعب العراقي ، ووحدة أرضه ، وكاد بأعماله الإجرامية يفتت حتى الشعب الأمريكي الذي تورطت قيادته السياسية والعسكرية بالتعامل مع مجرد بائعي ولاء متجولين .

 

*  *  *

 

وتعميقا لظاهرة الغباء ، وليس التغابي ، أعلن بائع السبح والولاءات من واشنطن أن من يريد تعاطي ( المصالحة الوطنية ) من العراقيين أن ينضم تحت رايته !! وتلك قد أضحكت الأمريكان قبل غيرهم مرة أخرى ، لأنهم لم يسمعوا قائدا بريطانيا يقدم لهم دعوة مماثلة في أيام حربهم ضد بريطانيا لتحرير أميركا !! .

 

ولله في أمر باعة الولاءات المتجولين شؤون أولها مضحك ..

وآخرها مبك بكل تأكيد !! .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٦ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / تمــوز / ٢٠٠٩ م