انضمام الحزب الشيوعي العراقي اللجنة القيادية إلى الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية خطوة كبيرة على طريق توحيد القوى الوطنية

 
 
 

شبكة المنصور

هداج جبر

جاء انضمام الحزب الشيوعي العراقي اللجنة القيادية، إلى الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، خطوة كبيرة ومتقدمة، في الاتجاه الصحيح، على طريق توحيد القوى الوطنية العراقية ،الرافضة للاحتلال، على اختلاف ،وتباين رؤى ووجهات نظر، وايديولوجيات أطرافها.


وتعكس هذه الخطوة المباركة، نضجا في الوعي السياسي والفكري، يتجاوز تداعيات الصراعات البينية التقليدية، و يرتقي إلى مستوى الاستجابة التاريخية، لمتطلبات الظرف، المثقل بمتطلبات النضال، والجهاد ،ومقاومة المحتل الأمريكي. ذلك أن وحدة القوى الوطنية، في الساحة العراقية، وفي هذا الظرف المصيري، الذي تواجه فيه المقاومة العراقية المحتل ببسالة نادرة، من اجل دحره، وتحرير العراق المحتل، من براثنه ،ورجسه الأثيم، أصبحت مطلبا شعبيا ،وضرورة تاريخية، ومصلحة وطنية عليا، بهدف استنفار الجهد الوطني، وزج الإمكانات الوطنية، بزخم موحد، في مواجهة المحتل الغاصب. لاسيما وان تجربة العمل الوطني بصيغة الصراعات والتشظية،في المرحلة الماضية، قد ألحقت ضررا بليغا، بمسيرتها النضالية ،وشجعت العدو الخارجي الامبريالي، على التغلغل في وسط الساحة، وسهلت تمرير مخططاته، وتنفيذها بسلاسة، وفقا لمشيئته وارادته.


وإذا كانت الاختلافات في الرؤى والأفكار والنهج، مسوغة للصراع والاحتراب، في الحقبة الماضية، عبر نصف القرن المنصرم، من مسيرة تلك القوى والحركات، على تنوعها، فإنها اليوم، مطالبة بإلحاح، أن ترتقي بوعيها، إلى مستوى خطورة الظرف، وان تتسامى فوق كل المصالح الذاتية، وان تغلب مصلحة الشعب والوطن، على غيرها من الأهداف، لكي تحقق النصر الناجز على المحتل، وتمنح نفسها، فرصة التاريخ، لتسطير ملحمة بطولية، بهذا الفعل المتوحد الشجاع ، قلما يسمح الظرف بمثلها، للأحزاب، والحركات، والقوى القومية، والوطنية،  والإسلامية، أن تنحت حضورها التاريخي، في ذاكرته الحية، بصيغ التلاحم الجمعي، في الفعل السوقي، ذي النتائج التاريخية بعيدة المدى، والتأُثير، في حياة الشعب والوطن.


وإذا كان النقاد، والكتاب، والمفكرون، ينحون باللائمة، في المرحلة الماضية، من تاريخ القوى والحركات والأحزاب الوطنية، على النظام السياسي العربي، بشكل خاص، وعلى التحديات الخارجية، بشكل عام، لتبرير واقع حال الأمة المنهك، والمثقل بالآلام، وعلى رأسها التجزئة والتخلف، فأن الوقت قد حان، لأن تتحمل القوى والحركات والأحزاب الوطنية، المسؤولية الكاملة، عن أي تردي في الحال، بعد كل الذي جرى للعراق، من ويلات ودمار، من قبل المحتل، باعتبار أن وحدة القوى الوطنية، في إطار جبهوي استراتيجي، سيكون الجدار الحصين، والسد الواقي، من أي تحرش للغير بالأمة ،وأقطارها في المستقبل.


إن الجرأة والشجاعة، التي تصرف بها الشيوعيون العراقيون اللجنة القيادية، في الأنضمام إلى الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، وفي هذا الوقت بالذات، تعني الكثير، في القياسات الوطنية، بالحسابات التاريخية ،فضلا عن مضامينها الايديولوجية.


ولعل الطموح الآن، أن تحذوا الأحزاب والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال،جميعا، من دون تكاسل، أو تردد، هذا الحذو، وتسارع إلى الانضمام إلى الجبهة الوطنية، في مسعى صادق ومسؤول، يبرهن على حرص الجميع، على الوطن، والتداعي لطرد المحتل، وتحرير العراق منه، وبالشكل الذي يبدد الشكوك والريبة،بأي درجة كانت عند المواطن، في صدقية القوى والحركات الوطنية، كطليعة أمينة، على نضالا ته وتطلعاته.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٥ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / تمــوز / ٢٠٠٩ م