لكي لا تتداخل خنادق المقاومة مع خنادق المحتل

 
 
 

شبكة المنصور

هداج جبر
دعوة القائد الأعلى للجهاد والتحرير، في خطابه لمناسبة الذكرى الحادية والأربعين، لثورة السابع عشر من تموز المجيدة، لفصائل المقاومة ،بأن لا تتداخل ،خنادق المقاومة، مع خنادق المحتل، تكتسب أهمية خاصة، كونها جاءت من قائد ،عاش كل تفاصيل العمل الجهادي، بنضالاته السلبية والايجابية، وبالتالي.. فأنه على علم، تام بخطورة هذا الموضوع، لاسيما وان المحتل، بدأ يترنح في الميدان، أمام ضربات المقاومة الموجعة، مما اضطره للتموضع خارج المدن، في هزيمة واضحة على ساحة المنازلة، ناهيك عن معاناته الداخلية، وولوغه في أتون الأزمة المالية الكبرى، التي هزت كيانه المالي والاقتصادي، و أدت إلى إفلاس عمالقة رموزه الرأسمالية، مثل (جنرال موتورز) وغيرها، بفعل كلفة الخسائر، المادية والبشرية، التي ألحقتها المقاومة بالمحتل.


كما تكتسب الدعوة  لفصائل المقاومة، إلى إقامة وحدة الجهاد الشاملة، أهميه قصوى ،بسبب التوقيت من جهة أخرى، باعتبار أن المقاومة الآن، تقف عل حافة الانتصار على المحتل، وبالتالي فان تداخل الخنادق، مع المحتل، سيعني الإبقاء، على حالة التشظية، مما يسهل على المحتل، عملية الاستفراد والاختراق، وتشتيت الفعل المقاوم، وإضعافه، بما يخدم إستراتيجية المحتل، ويعرقل عبور المقاومة إلى شاطئ النصر، والوصول إلى مثابة التحرير، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى.


على أن هذه الدعوة، تأتي من واقع إدراك عملي، لأهمية حشد الجهد الشعبي الوطني، بشكل جمعي موحد، في معركة التحرير، وتقرير المصير.


وإذا كان أمر الجهاد في بداياته، يبرر تعدد الفصائل، ويقبل فرضية تعدد الأطراف، بسبب هول زلزال الاحتلال الذي تم توصيفه في إعلام التظليل بالصدمة والترويع، بسبب ضخامة الإمكانات العسكرية والتقنية والمالية، التي تم حشدها لهذا الغرض، الإ انه وبعد أن وصلت المقاومة، هذا المستوى المتقدم، من الفعل الجهادي المبارك، الذي أربك المحتل، بحيث أصبح يفتش عن آليات للانسحاب والتفاوض، بما يحفظ ماء الوجه، فان وحدة الفصائل، وفرز الخنادق، حيث يشخص أمام الجميع، خندق واحد، لا خندقان، أصبح مطلبا جماهيريا، ومصلحة وطنية وقومية وإسلامية ملحة وعاجلة، لا تقبل التأجيل أبدا، تحت أي ذريعة.


لذلك فان الآمال الآن، تتطلع، إلى أن تبادر الفصائل، وتسارع إلى التوحد، والتمترس في خندق جهادي واحد، يتصدر نضال الشعب،بكل فصائله الجهادية، لتحرير الوطن من رجس المحتل الغاصب، وبما يرضي الله والوطن والشعب والأمة.
ولا جرم، إن أي تباطؤ، من أي طرف، عن المبادرة، لتلبية الدعوة، والتلكؤ في الإمساك بها، باعتبارها أفضل سبيل للتحرير، سيعني تأخير موعد النصر، وربما يفوت على المقاومة، فرصة التاريخ، في بلورة تكوين حال موحد، لم تألفه الأمة، منذ وحدانيتها الرشيدة، في صدر الإسلام، عندما كانت على مقربة يوم ذاك، من تجليات الوحي والتنزيل.


وإذا ما نجحت المقاومة، في إرساء مثل هذا الإطار من الوحدانية،بالآلية المقترحة، فإنها ستسجل، يلاشك، موقفا تاريخيا، قلما يتسنى للأمم أن تحظى به في مسيرة تحررها من المحتل الأجنبي، وبالتالي.. فأنها ستسدل الستار، على مشوار مؤلم، من الفرقة، والتمزق، والتشتت المزمن، وتغادر حالة الضعف، والإنهاك، والتردي، إلى الأبد، لتبدأ رحلة النهوض، ومعاودة الدور الرسالي،والعطاء ،في مسيرتها الإنسانية.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٣ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أب / ٢٠٠٩ م