الثورة البيضاء الاولى والثانية بقياة البعث العظيم

 
 
 

شبكة المنصور

فالح حسن شمخي / مالمو ـ السويد
راهن أعداء الأمة العربية وأعداء البعث على إن الثورة الجديدة (الثورة البيضاء) التي فجرها ابناء العراق الاشم في 17ـ30 تمور عام 1968 ، لا تستطيع أن تقاوم الأزمات التي يمكن أن تثيرها القوى المعادية الداخلية والخارجية، أو تحل المشكلات السياسية والاجتماعية التي يعيشها الشعب العراقي، نتيجة الظروف الاستثنائية التي مر بها العراق في العقدين اللذين سبقا الثورة مثلما يراهنون اليوم على قوانين الاحتلال سيئة الصيت ( اجتثاث البعث والمسألة والعدلة ) ، متوهمين ان البعث لن يعود من جيد ليقود ثورة بيضاء جديدة بعد كنس المحتل وثعالبه الصغيرة ، فوجئوا الاعداء بإرادة الثوار وعزيمتهم الصلبة التي استطاعوا من خلالها نزع أول فتيل كان مقدرا له أن يفجرها من الداخل وبفترة قياسية وذلك من خلال اقصاء جماعة عبد الرزاق النايف في الثلاثين من تموزعام 1968 وحتما سيفاجئون بانتصار الثورة العراقية المسلحة وبعودة الثوار لبناء عراق ذو سيادة ينعم ابنائه بخيراته ، عراق يتوفر فيه الامن والامان ، عراق يتوفر فيه الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود ، عراق خالي من الامراض الفتاكة وعلى رأسها الايدز والمخدرات ، عراق لاينخر جسده السرطان الصفوي المجوسي ولايتطاول عليه الاقزام ،عراق خالي من الطائفية المقيته والتعصب الاثني الاعمى. .


إن نوعية الظروف التي واجهتها الثورة بعد نجاحها جعلت القيادة تتوجه بالدرجة الأولى إلى تثبيت السلطة الوطنية سبيلا أساسيا للتفرغ باتجاه أهدافها، استطاعت الثورة التخلص من خطر تشويه هويتها والالتفاف عليها وحرفها عن الطريق الذي رسمه الحزب وذلك من خلال القضاء على جماعة عبد الرزاق النايف كما أشرنا أعلاه، واستطاعت الثورة أيضا القضاء على شبكات التجسس العميلة وعلى رأسها الشبكات المرتبطة بالصهاينة التي كانت تصول وتجول في البلاد، لقد علق الجواسيس في ساحة التحرير في بغداد بعد محاكمة علنية عبر التلفاز برآسة الحاكم وتوت، كان الهدف من تعليقهم هو ا لحد من ظاهرة التجسس التي كانت مستشرية قبل الثورة وإظهار التحدي العلني لكل ما هو استعماري، إمبريالي، صهيوني. وهذا ماسوف يقوم به ابطال الثورة العراقية المسلحة بعد التحرير في الثورة البيضاء الثانية ، فالتخلص من تشويه هوية المقاومة والبعث العظيم والقضاء على شبكات التجسس التي جاءت مع المحتل من خلال محاكمة علنية وعادلة يقدم فيها الثعالب الصغيرة ( جلبي ومالكي مرورا بعمار ومهدي ...الخ( لينالوا جزائهم العادل جراء مااقترفوه بحق العراق العظيم وشعبه المجاهد ، من اولويات الثورا بعد كنس المحتل .


استطاعت الثورة البيضاء الاولى معالجة الأمراض الاجتماعية التي وظفتها دوائر خارجية بهدف زعزعة النظام الوطني في العراق والقضاء على المحاولات التي عملت على إسقاط الثورة وبدعم خارجي وهنا لابد من الإشارة إلى المؤامرة التي قادها عبد الغني الراوي بالتعاون من المخابرات الإيرانية والأمريكية والتي شارك فيها العميل مهدي الحكيم، والمعلومات التي تؤكد الدعم الخارجي لهم جاءت في مذكرات عبد الغني الراوي المقيم في الرياض ومن خلال الحديث الذي أدلى به العميل سعد صالح جبر عبر الفضائيات والذي أكد مشاركته ولقائه بشاه إيران لنفس السبب ، ان ماتعرضت له الثورة البيضاء الاولى من تامر خارجي والذي يعرض على الجماهير العربية والعراقية الان عبر العملاء والجواسيس انفسهم ومن خلال الاعلام المرئي يقود الى اننا سنتعرف لاحقا الى حجم التامر الذي تعرض له العراق العظيم ونظامه الوطني والبعث الخالد وكوكبة شهداءه والمقاومة المجاهده ودورها في التصدي للمحتل وجواسيسه.


كان يوم القضاء على مؤامرة الراوي المدعومة فارسيا وامريكيا بعد الثورة البيضاء الاولى عرسا احتفلت به الجماهير المناضلة في العراق عبر مسيرة امتدت من ساحة الميدان إلى حدائق القصر الجمهوري الذي فتحت أبوابه للمتظاهرين وهم يحملون بنادقهم مؤكدين دعمهم للحزب وقيادة الثورة، خرجت قيادة الثورة البيضاء لتحي الجماهير من على الشرفة لايفصلها عن الجماهير حاجز زجاجي ضد الرصاص ولا عساكر مددجة بالسلاح ولا كتل كونكريتية مصنعة امريكيا ، علينا أن نتصور جماهير مسلحه بمواجهة القيادة وجها لوجه يحي أحدهم الأخر وبعد اشهر من الثورة يعد تلاحم بطولي إذا ما قورن بعملاء يحميهم المحتل الأمريكي يسكنون المنطقة الخضراء لا يستطيعون الخروج إلى شوارع بغداد بعد اكثر من ست سنوات لمواجهة الشعب والاطلاع على معاناته وستشهد الايام القريبة المقبلة بغد انتصار الثورة العراقية المسلحة بالثورة البيضاء الثانية احتفال الجماهير بالانتصار بحضور القيادة وسيكون القائد والكادر الحزبي بين الجماهير لتأكيد التلاحم بين البعث والجماهير الذي ما انقطع حتى في السنين العجاف الا في العقول النتنة التي يتمتع بها وبجدارة المحتل وثعالبة الصغيرة.


خلال السنوات الأولي لثورة البعث البيضاء دأب الكادر المتقدم في الحزب على عقد اجتماعات جماهيرية في الساحات العامة والأحياء تحت عنوان (أنت تسأل والحزب يجيب) وكان أنصار وأعضاء الحزب يشاركون الجماهير في بناء العراق عبر حملات العمل الشعبي في أبو منيصير والدواية وجمع القطن في مزارع الصويرة، وكان البعض منهم يوزع معجون الطماطة والبيض والبطاطة في الأسواق الشعبية التي انتشرت في عموم العراق لمعالجة أي خلل بالوضع الاقتصادي وكان العمل تطوعيا وهذا ماسيحدث في القريب العاجل بعد حدوث الثورة البيضاء الثانية ، سيقوم رجال المقاومة والبعث العظيم بالاتصال المباشر بالجماهير في الساحات العامة والاحياء السكنية لعقد ندوات موسعة تحت شعار ( الجماهير تسأل والمقاومة تجيب ) من اجل العمل سويا على حل المشاكل التي تسبب بها المحتل واعوانه المتخلفين ومن اجل بناء عراق اشم بقيادة ابناءه.


تمكن الحزب وقيادته في الأيام الأولى للثورة البيضاء الاولى من القضاء على المشكلات التي برزت في السنوات الأولى وبالتوازي مع القضاء على تلك المشاكل وتراجع تأثيرها استطاع الحزب أن يوسع قاعدة حزبية كبيرة وتراكم في الخبرة بمرور الزمن وهذا ماسوف نراه قريبا في الثورة البيضاء الثانية ، فا الحزب لم يوزع دولارات ولن يوزعها كما هو الحال اليوم ولم يكون مليشيات ترهب الناس بهدف دفعهم للانتماء كما هو حاصل هذه الايام في ظل حكومة العملاء والبسطال الأمريكي.


استطاع حزب البعث العربي وقيادة السابع عشر ـ الثلاثين من تموز من خلق جسور الثقة مع الجماهير بفترة قياسية، فالثورة أدركت في السنوات الأولي إنها ورثت أزمة ثقة بين الجماهير والثورة، عاشت مرارتها في ضميرها وقلبها وعقلها، وعقدت العزم على تخطيها بثقة عالية بالنفس والحزب والجماهير، وهذا ماسيقوم به الحزب وقيادته في الثورة البيضاء الثانية بعد انتصار المقاومة المجاهدة على المحتل الهمجي وتابعيه المتخلفين .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٥ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / تمــوز / ٢٠٠٩ م