اللامي نقيب للصحفيين العراقيين أم للكويتيين ؟

 
 
 

شبكة المنصور

ضحى عبد الرحمن / كاتبة عراقية
ربما أستوقف عنوان المقال بعض القراء الاعزاء سيما أنهم يعرفوا ان مؤيد اللامي هو نقيب الصحفيين العراقيين, وليس نقيب الصحفيين الكويتيين. وان إدغام مفردة الكويت بالعراق في جملة مفيدة تعبر عن وجود تضامن او أخاء أو صفاء مشرك بل حتى نوايا طيبة بين الطرفين هي من سابع المستحيلات. فالكويت رغم إنها إمارة هامشية صغيرة في سبيلها عاجلا أم آجلا الى الزوال والعودة الى أحضان العراق. رغم أنها إمارة كسيحة تتوكز على عصا النفط, لكنها في الحقيقة لا تقل لؤما وغدرا وسمية عن الأفعى وينطبق عليها ما نصفه بلهجتنا البغدادية " خبيث خنيث ".


 وفي الوقت الذي كان فيه البعض يلوم النظام الوطني السابق عما سميً وقتها بغزو الكوت تناغما مع التسمية الأمريكية، فان الكثير ممن خفي عليهم الدور التآمري للكويت ضد العراق الذي نهض من حرب مدمرة إستمرت لمدة ثماني سنوات لا تختلف في كل المقايسس عن الحربين الكونيتين مع نظام متعفن متغطرس يلبس عمامة الدين دجلا وتقية. عادوا هؤلاء البعض الى رشدهم وصوابهم وتفهموا الخطوة التي أدت الى إحتلال الكويت سواء كانت لأسباب تتعلق ببديهيات تأريخية مترابطة لا يمكن نكرانها وهي أن الكويت جزء لا يتجزأ من العراق، ومهما تمادت في غييها وخبثها فهي تدرك بأنها ستعود الى أحاضن الأم. أو لأسباب إقتصادية تتمثل بسرقة النفط العراقي منذ الثمانينات من القرن الماضي وحتى هذه اللحظة. إضافة الى التعويضات المحلقة بأجنحة خيالية التي جنتها من العراق النازف، حتى وهو يمر بأحلك ظروفه بفعل الحصار الإقتصادي الظالم  الذي دفع ثمنه نقدا بمليون شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمرضى، وقبضت ثمنه الكويت بمليارات الدولارات.


أو لأسباب سياسية تتمثل بتآمرها المستمرعلى سيادة العراق وإسقلاله وكرامته خلال الحربين الأخيرتين. ومن حماقة حكام الإمارة هو عدم تفهمهم بإن الشعب العراقي أن سكت في الوقت الحاضر بسبب الإستعمار الأمريكي- الإيراني الجاثم على صدره وحكومات الإحتلال الذليلة المتواطئة معهم. فأن سكوته سكوت صبر وقوة وليس يأس أو ضعف. ولا بد لهذا المارد العظيم أن ينهض من جديد وسيكون نهوضه زلزالا مدمرا يزلزل الأرض على كل الخونة سواء في الداخل أوالخارج، وسيضع حدا كحد السيف لهذا التآمر والعنجهية والصلف الذي جعل الجرذ يتصور نفسه أسدا. عندما تنجلي غيمة الإحتلال سيضع الشعب العراقي النقاط على الحروف وستجد إمارة السوء والظلالة نفسها تواجه شعب غاضب يقاضيها على عدة جرائم أرتكبتها بحقه من تعاونها مع قوات الإحتلال ماديا وإعلاميا وعسكريا وفتح أراضيها أمام قواته الغازية الى جريمة سرقة نفط الرميلة الى ترسيم الحدود الجائر، الى التعويضات الخيالية التي رسمت بحنكة الثعلب لتبتزها من مورد العراق الى آخر جريمة تتمثل بإصرارها على إبقاء العراق تحت مظلة الفصل السابع المثقوبة.
الكويت لا تريد عراقا مستقلا وآمنا، ولا عراقا قويا من النواحي الإقتصادية والسياسية والعسكرية لأنها تعتبر ان قوة العراق سوف تؤرقها وتقضي على احلامها الصفراء. لذلك ساهمت بكل قواها في إستغلال فرصة الغزو لتدمير العراق، فأرسلت عناصرها وعملائها من العرب والعراقيين ليحرقوا الوزارات والمؤسسات العراقية وينهبوا الآثار الحضارية وملايين الوثائق التأريخية من المتاحف والمكتبات العراقية. ولا يوجد عراقي يجهل هذا الأمر! ولكنها حسابات مؤجلة الى نهاية الإحتلال الأمريكي والإيراني للعراق، ويوم الحساب هذا لا يقترب فحسب وإنما يقفز بطفرات عريضة.


في الماضي كانت الكويت تتذرع بتآمرها ومكائدها ضد العراق بوجود النظام الوطني السابق فما ذريعة الكويت الآن؟
من يحكم العراق الآن؟


أليس هم زمرة العملاء المرتبطين بها وبإيران وبأمريكا وجميعهم شركاء بتقاسم الكعكة العراقية المزوقة بكريمة الدماء؟ فما هو مبرر العداء للأصدقاء هذه المرة وهل يندرجوا تحت تسمية" الأخوة الأعداء" أم ماذا؟


ولماذا الإصرار على أستمرار نهب النفط العراقي في الجنوب وهل هي بحاجة فعلا اليه أم مجرد الحاق المزيد من الأذى بالشعب العراقي؟


 ولماذا هي الدولة الوحيدة التي عارضت خروج العراق من الفصل السابع إذا كانت فعلا تريد بناء علاقات جديدة وتطوي صفحات الماضي؟


ولماذا هي الدولة الوحيدة التي لم تشطب ما تبقى من تعويضات رغم إنها أستلمت تعويضات خيالية لا تستحقها؟


لا يوجد سوى إجابة واحدة مقنعة وهي الحقد التأريخي الأسود لهذه الإمارة المسخ على العراق. وهذا الحقد غير موجه الى الحكومات كما أثبتت التجارب بعد الغزو الأمريكي البربري وإنما موجهة ضد الشعب العراقي بشكل واضح غير قابل للدحض. فمهما تغيرت الأنظمة الحاكمة في العراق فأن حقد حكام الكويت ثابت، لأن جذوره متوغلة بعمق في عقول الطغمة الأميرية الحاكمة وقد أصبح العراقيون على بينة من هذا الأمر.


بعد هذه الحقائق والتي أثارها عدد من البرلمانيين كردة فعل طبيعية نجمت عن إصرار الكويت على إبقاء العراق تحت ظلال الفصل القاتم من ميثاق الأمم المتحدة. فاجئنا نقيب الصحفيين بضربة تحت الحزام غير نظامية خلال لقائه مع نظيره الكويتي فيصل القناعي المتخفي وراء قناع الحقد على العراق أسوة بأركان نظامه، في الوقت الذي وصف القناعي بصلافة وعدم إحترام ما صرح به البرلمانيون وتناقلته وسائل الاعلام العراقية ردا على موقف الكويت لابقاء العراق تحت طائلة الفصل السابع بأنها " إدعاءات باطلة وإستفزازية وتحريض ضد الكويت مما يشكل بادرة سلبية على العلاقات بين البلدين" وكأن العلاقة بينهما تسمو بالإيجابيات ودليلها موقف الكويت الأخير! لسنا بصدد الحديث عن الأفعى الكويتي ولكننا بصدد الحديث عن الملدوغ بهذا الأفعى مؤيد اللامي الذي أستحسن حديث نظيره كما جاء في البيان الذي أصدره الاتحاد الكويتي ولم ينف  اللامي ما جاء فيه.


اللامي لم يكلف نفسه مهمة الدفاع عن الوطن أو يشير على الأقل الى ان هذه التطورات السلبية ليست وليدة الفراغ و مردها هو موقف الكويت الأخير من العراق. متبعا الحكمة القائلة" إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب". خصوصا تجاه دولة غنية مثل الكويت عرف كيف  تؤكل الكتف. كما ان الطغمة الحاكمة في الكويت كما يبدو راغبة و قادرة على شراء الذمم  واللامي مثل غيره عرض نفسه في المزاد الكويتي. بالطبع لم يكن موقف اللامي حالة عرضية مطلقا فهو يرفض تسمية وجود الامريكان في العراق بقوات احتلال ويصاب بالغثيان من ذكر كلمة (مقاومة) رغم قداستها، أنه غارق في حب الأحتلال حتى العشق ويغرف من كأس المالكي حتى الثمالة  وأستقر أخيرا في أحضان الكويت.


الأشد ألما من هذا، أن اللامي بدأ يتحدث بأسم الشارع العراقي الذي لا يعرف عنه شيئا ! معتبرا ان هذه الأحاديث( وليست الحقائق حسب فهمه الضحل) لا تمثل الشارع العراقي ولا تمثل أيضا الحكومة العراقية! اللامي يعرف ان الحكومة الحالية نفسها لا تمثل الشارع العراقي وهي حكومة منصبة من قبل الأحتلال ومصيرها مرتبط ببقائه فما بالك بأن تمثل النقابة الشارع العراقي وهي لا تمثل حتى كل صحفيي العراق! ويمكن إجراء مقارنه بسيطة بين عدد وأهمية وكفاءة الصحفيين المنسوبين لنقابة اللامي والصحفيين غير المنظمين لها وستكون النتيجة مذهلة!


أما قوله بان التصريحات "لا تمثل وجهة نظر الحكومة" فهذا يعني أنه يتصرف كناطق بأسم الحكومة وهذا من شأنه أن يثير غيرة وحنق الناطق بأسم الحكومة علي الدباغ بأن يجد له منافسا في ميدان الأكاذيب والترهات التي يتقيأ بها علينا بين آونة وأخرى. وهذا الوضع سيكشف الحقيقة بأن دكان اللامي ملحق بسوق المالكي.


 أو ان اللامي كلف من قبل المالكي أو البرلمان لنقل موقفهما من الأزمة الحالية بين العراق وإمارة السوء، وهذا الأمر يقتضي تفويض من الحكومة والبرلمان ولا نظن ان اللامي يمتلك مثل هذا التفويض .


والفرضية الأخيرة أنه لا يمثل الحكومة ولا البرلمان ولا الشارع العراقي ولا الصحافة العراقية ولا حتى نقابة الصحفيين- حيث عبر العديد من الصحفيين عن امتعاضهم من موقف اللامي- وبذلك يكون ممثلا عن نفسه وربما لقلة من الصحفيين الطامعين بالحصول على مكرمة المالكي.


أخيرا أظن ان الكاتب الكويتي محمد الجار الله (لا نظن الشياطين تجاور الرب جل جلالهً) عندما وصف التصريحات العراقية بأنها" نباح كلاب" أنما ذكرها وهو ينظر بإتجاه اللامي واللبيب من يفهم .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٦ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / حزيران / ٢٠٠٩ م