حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي الاصل   أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
قيادة قطرالسودان   وحدة    حرية   اشتراكية
مكتب الثقافة والاعلام    
 

بيان تموز

 
 
 

شبكة المنصور

 
أيها الرفاق الأعزاء
يا جماهير شعبنا السوداني البطل
ياجماهير أمتنا العربية المجيدة :


تحل علينا الذكرى الحادية والأربعون لثورة الإنتصارات الكبرى، ملحمة الفداء والصمود ، ثورة 17 – 30 تموز 1968 المجيدة ، والتي عمل فيها حزبنا في العراق عملاً ثورياً نضالياً على المستويات التنظيمية والفكرية والجماهيرية ، وأكد قدرته المتجددة على قيادة الجماهير .

 

لقد جاءت ثورة تموز رداً حاسماً على هزيمة 5 يونيو/ حزيران 1967 لكي تعيد لجماهير الأمة ثقتها بقدراتها وبحزبها حتى تنهض من كبوتها وتعمل على تحقيق الإنتصارات على الأعداء، لذلك عملت الثورة بجهد مضاعف يختصر الزمن ويسابقه من أجل تجربة فريدة في قطر كبير له وزنه وتاريخه العميق .

 

لقد أنجزت ثورة البعث في العراق أعمالاً مجيدة داخل العراق بدأتها بتصفية شبكات التجسس ، فقد أشار مؤتمر قطر العراق الثامن إلى ذلك ( لقد كانت تصفية شبكات التجسس بصورة علنية بمثابة تظاهرة وطنية كبرى ، وتأكيد علني ملموس على تحرير الإرادة الوطنية من كل قيد، فالشعب الذي كان يحز في نفسه أن تعج بلاده بالجواسيس والعملاء لم يكن يثق بسبب سياسات وأوضاع الأنظمة السابقة بأن الإرادة الوطنية تملك من الحرية والقدرة ما يمكنها من تصفيتهم تصفية حقيقية جذرية وشاملة ) .

 

وبالرغم من أن الحزب هو مفجر وقائد الثورة فقد عمل من أجل الوحدة الوطنية من خلال إعلان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية مكونة من إئتلاف الأحزاب الوطنية في العراق ليؤكد البعث إيمانه بالآخر تحقيقاًً لطموحات الشعل في التحرر الوطني والتقدم الإجتماعي . وإنسجاماً مع هذا التوجه اتجه الحزب بقوة لحل المسألة الكردية بمنطق إنساني وقومي فجاء بيان 11 آذار / مارس 1971م لمنح المنطقة الكردية حكماً ذاتياً ليعود السلام والبناء والتنمية إلى شمال العراق بل والعراق كله ، إن هذا الحل يؤكد النهج الديمقراطي لثورة تموز المجيدة وإيمانها بحقوق الأقليات من خلال الحكم الذاتي ضمن العراق الموحد .


أيها الرفاق
ياجماهير أمتنا العربية المجيدة :

إن من أعظم إنجازات ، ثورة 17 – 30 تموز هو قرار تأميم نفط العراق الذي أرجع ثورة الشعب له وثروة الأمة للأمة في حزيران / يونيو 1972م بالرغم من المخاطر والمؤامرات ، إلا أن الثورة نجحت في تأميم النفط وتسويقه ، فتحسن دخل المواطن العراقي ووضعت الخطة التنموية الإنفجارية ، وتم بناء القوات المسلحة بما يؤهلها للدفاع عن العراق والمشاركة في المعارك القومية . وصدر قانون الإصلاح الزراعي الذي أنهى الإقطاع في العراق وعزز من مكانة الفلاح ، وانتقل بالزراعة إلى التحديث .

 

إن ثورة الإنجازات الكبرى أكدت أهمية العلم في بناء الأمم وأصدرت قانون مجانية التعليم وإلزامية التعليم من خلال تحمل الدولة لنفقات التعليم من رياض الأطفال وحتى الإنتهاء من التعليم الجامعي ، مع الإهتمام بالشباب ، ورفعت شعارها العظيم ( نكسب الشباب لنضمن المستقبل ) ، ثم اتجهت لاستكمال البناء الإشتراكي الإنساني عبر طريق خاص وفرت فيه فر ص العمل لكل عراقي ، ومنحه قطعة أرض وقرض لبناء المنزل بأقساط مريحة ورمزية ، وأقامت المصانع للقطاع العام الذي تملكه الدولة وفتحت الباب أمام اقطاع الخاص ، وأعلن قائد الثورة الشهيد صدام حسين أن القطاع الخاص إذا لم يكن موجوداً لأوجدناه ، وفي هذا إيمان بأهمية النشاط الإقتصادي الخاص ، وضمن هذا الإطار إهتمت الثورة بالعلاج ومجانيته وأنشأت المستشفيات الضخمة وأهلت الأطباء وقدمت الدواء للمواطن بأسعار مدعومة .


ياجماهير أمتنا العربية المجيدة :

وثورة البعث تدرك تماماً أن أمتنا واحدة  ورسالتها خالدة لذلك لم تتردد في المشاركة في معارك الأمة ، ففي عام 1973 وخلال حرب أكتوبر حمى الجيش العراقي الباسل دمشق من السقوط بيد العدو الصهيوني ، فتقدم الجيش العراقي الباسل إلى الجولان ، الأمر الذي أفشل مخططات الأعداء ، فالحزب ، وكما قال القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق " رحمه الله "  يؤمن أن فلسطين لاتحررها الجكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح . كما ساهم الحزب في استخدام النفط سلاحاً في هذه المعركة الأمر الذي يكسب المعركة بعداً هاماً آخر .

 

لقد قدمت الثورة في العراق كل إمكاناتها لقضية فلسطين ولشعب فلسطين ودعمت هذه القضية بالمال والسلاح والرجال ، وخلقت خطوات الثورة هذه ثقافة المقاومة وعززتها يومياً بالفعاليات المستمرة .


أيها الرفاق

في تموز 1979م تقدم الرفيق القائد الشهيد صدام حسين ليتولى رسمياً مسؤولية الدولة والحزب في العراق ، فازدادت الثورة اقتداراً على اقتدارها ، فأراد الأعداء إطفاء نور الثورة ويأبى الله إلا أن يتم نوره لتتكشف المؤامرة الغادرة والتي أعلنت تفاصيلها في تلك الفترة ، وهي مؤامرة داخلية مدعومة خارجياً .

 

لم يكن أمام الأعداء من أسلوب آخر لايقاف عملية الثورة إلا من خلال الحرب بالنيابة لتقوم إيران بعدوانها الغادر في 4/9/1980م في حرب مباشرة استمرت لثمان سنوات هدفها تصدير ما يسمى بالثورة والبدء بأقوى الحلقات العراق . وكانت النتيجة إنتصار العراق المعبد بالدماء الذي أفرح الأصدقاء وزاد من حقد الأعداء . لقد استمر برنامج التنمية في العراق ليتحول العراق كله إلى معمل بناء ، واستملت فيه البنيات التحتية من طرق وجسور وكهرباء وخدمات أخرى . بل إن العراق المستهدف تحول إلى قوة إقليمية كبرى بجيش مجرب في حرب استمرت لثمان سنوات ، وبخلق صناعة عسكرية وطنية وصلت إبى تصنيع طائرات الآواكس والصواريخ بعيدة المدى والدبابات .

 

إن ثورة الإنتصارات الكبرى ماضية في مشروعها القومي التحرري ، فبعد إعلان غنتصار العراق رسمياً في الحرب المفروضة عليه من إيران في 8/8/1988م بدأت بغداد تأخذ استحقاقها عربياً وأصبحت قبلة للعرب ، وانعقد مؤتمر القمة التاسع في بغداد في مايو 1989م ، ولكن لم تتوقف المؤامرات ، وقد كشف القائد صدام حسين عت ذلك من خلال مقولته قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق مبيناً حجم المؤامرة على العراق من خلال الأنظمة التي دافع عنها العراق والتي أغرقت السوق بالنفط فوق حاجته لخفض أسعاره لإلحاق الأذى بالعراق اقتصادياً وإيقاف مشاريعه التنموية ، ليصل الأمر إلى أحداث الثامن من آب / أغسطس 1990م .


أيها الرفاق

في ظل هذه الأزمة سعى العراق للخروج منها بمبادرة الوعي القومي في 12/8/1990 التي ربطت قضايا المنطقة ببعضها البعض وبالتحديد في فلسطين إنهاء للظلم والعدوان والإحتلال ، فكان الرد الغربي والعربي بمزيد من التآمر المتمثل في انعقاد مؤتمر القاهرة وإصدار سلسلة من القرارت توجت بالفصل السابع واستخدام القوة ضد العراق .

 

لقد صمدت ثورة الإنتصارات ضد عدوان ( 34) دولة و ( 28 ) جيش نظامي ، في العام 1991 ، لذلك لجأ الأعداء إلى أسلوب المقاطعة الإقتصادية والحصار وعزل العراق الذي أبدع حلولاً في مواجهة كل ذلك من خلال البطاقة التموينية التي وفرت للمواطن العراقي وكل مقيم في أرض العراق احتياجاته الأساسية وبمبالغ رمزية .

 

لقد استمر الحظر على العراق ثلاثة عشر عاماً صمد خلالها العراق رافعاً شعار تباً للمستحيل ، وتعامل مع كل القرارات الدولية الجائرة بعقل مفتوح حتى مع فرق الجواسيس فبدأ العدوان على العراق بالقصف الإعلامي المركز وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي خلقتها وروجت لها الولايات المتحدة الأمريكية واللوبي الاصهيوني ، الذي شن عدوانه الإجرامي على العراق في آذار / مارس 2003م ، واحتل العراق بموجب هذه الفرية والأكذوبة الكبرى ، والهدف الحقيقي هو إسقاط النظام الوطني في العراق ورسم خارطة جديدة لما يسمى بالشرق الأوسط الجديد .

 

إن ثورة البعث لن تموت فهي باقية بقاء العراق ، وهي باقية في المقاومة العراقية الباسلة التي يمثل رأس الرمح فيها البعث وكل الوطنيين والإسلاميين والأحرار في العراق ، لقد رفع الأعداء شعارهم الخائب (إجتثاث البعث) وفات عليهم أن جذور البعث في تربة العراق والأمة عصية على الإجتثاث .

 

إننا اليوم نحتفل بذكرى ثورة الإنتصارات نجدد العهد للرفيق المجاهد عزت إبراهيم الدوري الأمين العام للحزب ، قائد البعث والمقاومة بأن نكون الأوفياء المخلصين للمبادئ التي استشهد من أجلها رفاق أعزاء ، على رأسهم سيد شهداء القرن الحادي والعشرين الرفيق صدام حسين ورفاقه الشهداء طه ياسين رمضان عضو القيادة القومية للحزب وبقية الرفاق، وكما قال الشهيد صدام حسين ( لقد قلت من قبل إحتلال بغداد أن الأمريكان سيرتكبون خطأً كبيراً إذا احتلوا العراق ، لأن الشعب العراقي الأبي الذي جاهد عقوداً طويلة في مواجهة المحتلين والغزاة لن يقبل أبداً أن يحكمه أجنبي ، وحين قلت أن الأمريكان والمحتلين سوف ينتحرون على أسوار بغداد كنت أعني ما قلته تماماً ، لأن صفحة الحرب المجيدة لم تكن قد طويت بإحتلال بغداد والمدن الأخرى ، بل إن الحرب الحقيقية هي التي بدأت بعد هذا الإحتلال ) .

 

ونشاهد اليوم قوات الإحتلال تخرج خائبة من المدن العراقية البطلة وهي تعيش أوضاعاً نفسية مؤلمة ، وفي الوقت نفسه تستمر المقاومة في توجيه ضرباتها لقوات الإحتلال والعملاء ، وسيأتي اليوم الذي يخرج هؤلاء عن العراق يجرون أذيال الهزيمة والعار ، أما الخونة فسينالون عقابهم العادل .. وسيعود العراق قلباً للعروبة النابضة وقلعة للأسود وأمل كل الثوار.     


عاش العراق حراً أبياً عربياً .  
عاشت ثورة تموز حية في ضمائرنا والشرفاء من أبناء الأمة .
عاشت المقاومة العراقية الباسلة .
عاشت فلسطين حرة عربية .
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية المجيدة .
المجد والخلود لشهداء البعث العظيم وعلى رأسهم الشهيد القائد صدام حسين.
التحية لشيخ المجاهدين وقائد المقاومة الرفيق عزت إبراهيم الدوري الأمين العام للحزب.
الخزي والعار لأعداء ثورة 17 – 30 تموز
والله أكبر

 

مكتب  الثقافة والاعلام
قيادة قطر السودان
لحزب البعث العربي الاشتراكي
الخرطوم ١٦ تموز / يوليو ٢٠٠٩م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٣ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / تمــوز / ٢٠٠٩ م