تمر علينا هذه الأيام الذكرى العشرون لوفاة القائد المؤسس للبعث الرفيق أحمد ميشيل عفلق رحمه الله ، وهي وقفة لاستذكار الدور الريادي والتاريخي العظيم الذي لعبه في حياة الأمة العربية ، فهو الذي شق للأمة العربية طريق جديد متميز عن التيارات التي كانت تتجاذبها من رأسمالية وشيوعية وسلفية ، طريق ينطلق من الفهم العميق لتاريخها وتراثها ودورها الرسالي الحضاري تجاه نفسها وتجاه الإنسانية ، كما ينطلق من واقعها المجزأ المتخلف المكبل بالهيمنة الإستعمارية الغربية والصهيونية وتوابعها من الرجعية العربية المستلبة ، مستشرفاً مستقبلها النهضوي . فوضع الأساس المتين لعقيدة البعث وأهدافها في الوحدة والحرية والإشتراكية ، ليس من خلال كتاباته ( في سبيل البعث ) ( معركة المصير الواحد ) ( البعث والتراث ) ( نقطة البداية ) فحسب وإنما من خلال تجسيده لعقيدة البعث بالنضال الميداني وحمل السلاح من أجل قضية الأمة المركزية قضية فلسطين ، وتصحيحه للأخطاء التي وقع فيها التنظيم في منعرجات مختلفة .

أيها المناضلون في كل مكان:
لقد بنى القائد المؤسس فكر البعث ومنهجه على الإيمان العميق بحقيقة الأمة وجوهرها الأصيل وأكد على الطابع الإيماني لإشتراكية البعث ، وأوضح العلاقة الصحيحة بين الإسلام والقومية العربية عندما أكد أن العروبة جسد روحه الإسلام وأن خصائص الأمة التي ينبغي تمثلها تجسدت في الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم ، فحث الأمة على الإقتداء به عندما قال ( كان محمداً كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمدا ) ، وأستوعب أن مستقبل الأمة لابد أن يتجسد على أرض الواقع في تنظيم قومي طليعي على إمتداد الوطن العربي يكون أداة لتحقيق أهدافها يؤمن المنتمين له بدورها ويعبروا عن حقيقتها وأبان صفاتهم في مقاله ( عهد البطولة ) .

يا جماهير أمتنا المجيدة :
إن الإشراقات التي جسدها الرفاق البعثيين على أرض الواقع في تنظيمات الحزب في العديد من الأقطار العربية هي ثمرة إيمان بالعقيدة التي اختطها القائد المؤسس ، وكان أبرزها تجربة البعث في العراق وقائدها المجاهد صدام حسين ، ويجسدها اليوم رفاقنا في قطر العراق بقيادة الرفيق الصامد الامين العام للحزب   بمقاومتهم الأسطورية الملحمية لأعتى قوة غاشمة في عصر اليوم وإنتصارتهم المتلاحقة والتي ستتعزز إن شاء الله بالإنسحاب الكامل لقوات الإحتلال الأمريكية الغاصبة وأذنابها الفارسية الصهيونية من أرض العراق وتحقيق الإستقلال الناجز .

فلنستلهم من هذه الذكرى روح التفاؤل والإيمان العميق والثقة بالنفس وبقدرات وممكنات الأمة في مواجهة التحديات والأعداء بمختلف أشكالهم .

الرحمة والخلود للقائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق في عليين .
الرحمة والخلود لشهيد الحج الأكبر صدام حسين في عليين وكل شهداء البعث والأمة العربية .
التحية والإجلال للمقاومة العراقية والفلسطينية الباسلة .
عاش البعث حزب الأمة العربية وقائدها وعاش المناضلون الوطنيون والقوميون وكل الشرفاءالذين يشقون لامتنا طريق تحررها ووحدتها وتقدمها.   
والله أكبر

 قيادة قطر السودان
لحزب البعث العربي الاشتراكي الاصل
الخرطوم ٣٠ /٠٦/٢٠٠٩