براءة البعث وقائده من الاخطاء والهفوات .. لم تكن هي تبريراً لما حصل

 
 
 

شبكة المنصور

الرفيق الثابت على المبادئ / بغداد الشهيد صدام

أرسل المصطفى (ص) سرية لتأديب أهل فدك على رأسها غالب بن فضالة الليثي وفيها اسامة بن زيد وعندما سمعوا بقدوم السرية هربوا الا رجلاً واحدا اسمه مرداس بن نهيك من بني مرة ساق غنمه في كهف بجبل مجاور وصعد هو الجبل عندما رأى الخيل عن بعد فلما تلاحقت الخيل واقتربت سمعهم يكبرون فعرف انهم من اصحاب الرسول (ص) فكبر ونزل وهو يقول لااله الاالله محمد رسول الله . السلام عليكم . قابله اسامة بن زيد بسيفه وقتله واخذ غنمه ثم رجعوا الى الرسول(ص) فوجدوه قد علم بماحدث وحزن حزنا ًشديدا وقال لهم مستنكراً أقتلتموه لتستولواعلى مامعه وقراعلى أسامة رد الله تعالى على فعلتهم في قوله تعالى :

 

(( يأيها الذين أمنوا أذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولاتقولوا لمن ألقى أليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا أن الله كان بما تعملون خبيرا)) صدق الله العظيم

 

وحدث مثل هذا الموقف مع خالد بن الوليد وكان الرجل يبارزه بسيفه وعندما تمكن  خالد منه نطق الرجل بالشهادة ولكن خالد أجهز عليه وغضب عليه النبي (ص) وفي كلتا الحالتين ردد الرسول (ص) أنا برئ مما فعل أسامة وكذلك بالنسبة لخالد بن الوليد (سيف الله المسلول)..

 

تذكرت هذه الحادثتين وبراءة الرسول (ص) من افعال اثنين من أقرب الصحابة اليه وأنا أقرأ خطاب شيخ المجاهدين الرفيق أمين سر القطر عزة ابراهيم الدوري بمناسبة ذكرى تأسيس جيشنا العراقي الباسل  عندما استوقفتني العبارة التي جاء فيها( وهذه هي مسؤولية البعث ودوره وتأريخه وما حصل من أخطاء وهفوات في مسيرة الخمسة والثلاثون عاماً فهي مردودة على من أرتكبها فهو وحده يتحمل مسؤولية ما أرتكب أمام البعث وشعبه العظيم و البعث براء من جميع الاخطاء والهفوات والانحرافات ومرتكبيها) وحيث ان هذه العبارة أخذت من النقاش العميق التي تستحقها لانها ذي معاني ومدلولات كبيرة ولانها ترسخ المبدئية الحقة والايمان الراسخ الذي لاريب فيه , فما براءة الرسول (ص) من افعال لاترتبط بحقيقة الاسلام ومبادئ الدين الحنيف الاهي دروس وعبر لمن امن برسالته السمحاء  , لذلك فأن براءة الامين العام للحزب وحزبنا العظيم قائد طليعة الامة العربية اصحاب الرسالة الخالدة التي تنهل من رسالة المصطفى(ص) أقول أن البراءة ممن اخطأ هو مبدء سار عليه الحزب منذ نشأته بشكل عام وخلال قيادته لمسيرة الخمسة والثلاثون عاماًبشكل خاص كنا نرى وعلى كافة المستويات الحزبية من يعاقب ومن يفصل ومن يوبخ ومن يحال الى المحاكم على أخطاء ترتكب من قبلهم وهو كل هذا بحد ذاته هو تبرئة للحزب وقيادته من الذين ينحرفون او يرتكبون الاخطاء والهفوات , لابل والى يومنا هذا ونحن في خطوط المواجهة مع الاعداء والمحتلين وكل المتأمرين  نرى كيف أن قائد جبهة الجهاد والمجاهدين الرفيق امين سر القطر يعاقب وينبه كل من يخطئ عن قصد ويخالف سلوك ومبادئ حزبنا العظيم.

 

وعلى ضوء هذه العبارة المهمة والدقيقة فأن النقاش والحوار  الواسع الذي تناوله  رفاقنا البعثيين في الداخل بشكل خاص وشعبنا العظيم بشكل عام أثارت نقطتين مهمتين وددت ان اشير اليها لاهميتها .

 

النقطة الاولى وهي التنبيه الى  أن لايذهب هذا النقاش او الحوار بعيداً وينحى بأتجاه يثير اللبس لدى البعض مما يساعد على خلق مجال  تصبح فيه الرؤية مشوشة بفعل تحليلات  خاطئة  لتمس رموزاً وطنية لها مكانتها الكبيرة في قلوب كل العراقيين  وتكون اما بقصد سئ أو بغير قصد لذلك أرى أن يتبنى توضيح هذا الامر لمن تشوشت عليهم الامور من هو  المخول بأن يوصل الفكرة اليهم لاهميتها وحساسيتها في هذا الظرف الجهادي الذي يستغله من يريد أن يصطاد بالماء العكر.

 

أما النقطة الثانية التي اريد ان اشير اليها والتي لاتقل اهمية عن الاولى  وهي ماذكره الرفيق امين سر القطر عن الاخطاء والهفوات والتبرئة منها  والتي يجب ان لاتفهم من البعض على انها هي السبب في حصول الغزو ووقوع الاحتلال وان الماساة التي اصابت شعبنا الابي المجاهد هو بسبب هذه الاخطاء واعتقد ان كل من فهم هذا الامر بهذه الصورة هو بالتأكيد لديه قصور في الرؤيا وخلل في بناءه الفكري والعقائدي وانه بهذا التفكير قد اعطى المبرر لمن أعتدى وغزا ولمن كان عميلا لهم   ولذلك اعود وأقول يجب أن يكون هناك حد فاصل وقوي في فكر وذهن كل المجاهدين البعثيين وانا على يقين من ذلك وان يكون مميزا ًبحيث يرى بأن البراءة من أخطاء الاخرين وتشخيص الهفوات التي رافقت المسيرة هو ليس تبريرلما حصل ولكي ننأى بأنفسنا عن المسؤولية ... لا بل نحن المسؤليين عن المواجهة بين الحق ونحن فرسانه وبين الباطل الذي كان المحتل الامريكي على رأسه,  ولنا الشرف في ذلك لاننا خلقنا  جيلا وفكرأً ناضجا  ًأقض مضاجع اعداء الامة العربية لاننا أصحاب مبادئ حقة كانت لمسير تنا التي دامت (35) عاما ًالفضل في أستنفار الخيرين والشرفاء بوجه الظلم ونحن أصحاب مبادئ نابعة من رسالة خالدة هي رسالة الاسلام  التي أحيا حزبنا المجاهد فكرة القوة وعدم الخوف من المواجهة وهي فكرة خطيرة في نظر أصحاب مشروعات الهيمنة والسيطرة على واقع الامة العربية والاسلامية وثرواتها ومستقبلها لابل حتى على عقول كل قواه البشرية أيضاً , وهذه المبادئ هي نفسها التي كانت أساسأً قد تبناها المصطفى (ص) وهي نفسها التي جاءت بنفس الغزاة للقضاء على الاسلام منذ فجر الدعوة الاسلامية والى يومنا هذا وهي التي جاءت بالمحتل الامريكي لغزو بلدنا ويتبنى ( اجتثاث البعث) ونحن نتحمل هذه المسؤولية بكل فخر واعتزاز ولن نتبرئ منها مهما طال ظلم واستبداد الغزاة واعوانهم ونبقى نردد ( لما سلكنا الدرب كنا نعلم ان المشانق للعقيدة سلم ) .

 

تحية اعتزاز واكبار لكل شهداء حزبنا المجاهد  والعراق العظيم والامة العربية وعلى رأسهم شهيد الحج الاكبر الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله ورفاقه الشهداء الابطال .

 

والولاء والعهد على ان نسير على نفس الدرب تحت قيادة شيخ المجاهدين الرفيق الامين البطل امين سر القطر عزة أبراهيم الدوري قائد جبهة الجهاد والتحرير.

 

والله اكبر وليخسأ الخاسئون . وما النصر الامن عند الله   

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م