'' خطبة ''  أوباما  عبد الحسين  '' ليلة الجمعة '' والصلاة على محمّد , كانت  شفرة البدء  بحرث  '' الطرف الثاني '' من  معادلة '' توم أندك '' في  '' الاحتواء المزودج '' ..

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

من حفر حفرة  "لأخيه"  وقع فيها ..


هذا المثل العربي  القديم  البسيط الطرح , والذي  لا نشك  في  أنه  أيضاً  موجود ما يشابهه في أمثال الشعوب الأخرى , يعبّر خير تعبير عن النهاية التي  ستنتظر المحتالين أو الذين  سيعملون في الخفاء  للغدر  بمن يعتقدون  هم  أنه يقف على طرفي نقيض منهم , سواء أكان  ذلك  الخلاف  بالمال أو بالرأي أو بالعقيدة أو بالقوميّة أو بالانتماء أو بالمصالح الأخرى التي يسودها جوّ التنافس , والأغنية العراقيّة الفولكلوريّة  التي  تتغنّى بهذا الموضوع , معروفة للجميع  (  يا حافر البـِير  لا تغمّجّ مِساحِيه  خاف الفلك  يندار  وانت التِكع  بي ) !  ... وعملية  حفر البئر للعراق ولشعب العراق عربيّاً  ودوليّاً   باتت عمليّاتها معروفة للقاصي والداني ,  وبات يعرفها  جميع من يسكن هذه الأرض  , الأحياء منهم  والأموات , حتى وكيل وزارة الصحّة  "العراقي"  المنتحب  يعرفها أيضاً  ,  بل  وبات  يعرف تفاصيلها حتى الموتى في قبورهم  من امتدّت سنين أعمارهم  في الموت لآلاف من السنين قد مضت ,  بل وبات يعرفها  مقدّما  حتى  من لم  يولد  بعد أو ير  نور  الحياة !...

 

البئر , أو تلك الحفرة  التي  اجتهد في حفرها  وشارك  بها  جميع  دول الجوار العراقي , العربيّة منها أو الغير عربيّة ,  تتصدّرها  جميعاً  مملكة آل سعود , بالتعاون  مع كيانات الخليج العربي  وإيران الحاقدة  , كذلك  وجميع الدول الغربيّة وعلى  رأسها  بريطانيا الأشدّ حقداً  على  العراق  من الجميع  ,  والولايات المتّحدة الأميركيّة  الغبيّة كذلك  , لغرض  الإيقاع بالعراق وبقيادة العراق وبشعب العراق وبحضارات العراق  وبثروات العراق ومن ثم تمزيقه  قطعاً صغيرة  ومن ثم تفريق دمه بين القبائل , عربيّاً  , قبل  أن تكون دوليّاً  أو إيرانيّاً , وهل ننسى إغراق السوق النفطيّة العالميّة  بهذه المادّة  من قبل الأذيال المحكومون  غربيّاً  من كيانات الخليج والجزيرة  والنظام الحاكم في مصر  لتجويع شعب العراق  وقيادة العراق المنتصرة ,  المنتصرة من جميع الأوجه  وبما  يغيظ ! , عسكريّاً  وجماهيريّاً ,  محلّيّاً  وعربيّاً , وسياسيّاً  دوليّاً  , وصناعيّاً , ومن ثمّ تركيعه  والقضاء على قيادته وإهانة  شعبه المنتصر  وإذلاله , والذي  كان هذا الشعب  الناهض  محتاجاً  , وبأمسّ الحاجة  للدرهم وللدينار عقب الحرب السعور التي امتدّت  لثمانية أعوام  , لتصليح أوضاعه وترتيبها ولإعادة تشغيل ماكنة النهوض  من جديد  بعد أن أوقفها  الخميني  بحربه  ضد العراق , ولعلّ إيران تأتي  في ذيل قائمة التآمر على العراق , والملامة  ,  أو و العتاب  أو الاتهام  بالجرم المشهود  إذا ما ألقي , فهو لا يقع  على إيران  بالدرجة الأولى ,  بقدر ما يقع كل هذا وأكثر  على كيانات الممالك والأمراء المسخ  الاستهلاكيين , ذلك  أن  لدى  إيران  مشروعها  القومي  , أعني  بحسب طبيعة فهمهم للمشروع  ,  كما  للعراق فهمه الخاص لماهيّة مشروعه  , بعكس عرب التبعيّة للغرب , فليس لهؤلاء القوم  ما يخافون عليه  أو مشروع حضاري يستشعرون بأنّهم بحاجة إليه  , لا سامح الله  , سوى الاستهلاك وتنفيذ  ما يملى عليهم  لإيذاء وتدمير أبناء جلدتهم  "إخوتهم"  أو من غيرهم  من الذين  يهفّ عليهم  هوى النهوض والاستيقاظ !...


إيران  كانت تحفر من تحت العراق لإسقاطه , وعمليّة  الحفر جزء من  فهمهم لمشروعهم النهضوي المبني على  أسهل طرق الاستحواذ والتمدّد  الجماهيري , أي الدين والطائفة ! ,  فإيران الملالي  كانت  تحفر من تحت العراق  حتى من قبل خسارتها الحرب  ضدّه , وبعد  الخسارة أيضاً  , بل وبعدها  بأكثر استكلاباً  من ذي قبل  , كما تحفر  , دول الجوار  العربي بالطبع , وكما تحفر  حكومة تصريف  أعمال شؤون الكويت  من تحت حقول الرميلة  لشفط  نفط العراق ,  يساعد  حكومة الملالي  على الحفر  شيطانها الأكبر وميليشيّاتها  المؤمنة  بالله  وباليوم الآخر  "بدر والدعوة والمجلس الأعلى"  وبقيّة  من  احتضن  أجدادهم العراق  وآواهم  في سنين عجاف , من  هاربين  من حرب الروس  عليهم  في إيران  أو من لصوص  بنوك , أومن وذوو هوى طائفي بليد بعاهات  التلذّذ بإيذاء النفس "mazuchip"...

 

وإيران ,  كانت , ولا زالت  ,  وبالتعاون  التام  مع  حكومات تصريف أعمال الجزيرة  "السعوديّة"  وكيانات الخليج , بعيداً عن  التدجيل الإعلامي العربي والعالمي  الذي يسوّق  العداوة بين إيران وبين هذه المهازل العربيّة  التي  تسمّى  ممالك  وإمارات عربيّة , كما سوّق هذا الإعلام نفسه  من قبل  لعداء وهمي  بين  ملالي  طهران  وبين شيطانهم الأكبر , أميركا , إذ أنّ للجميع   اوّلاً  واخيراً  شيطانهم الأكبر الخاص  بهم  , إعراباً  وفرس!  إذا ما تحرّرت عقولنا من وهم الإعلام العالمي  المدجّن أنجليكصهيونيّاً  , سنكتشف  لأن جميع هؤلاء   متساوون  على تمزيق العراق ونثر لحمه  فوق  رؤوس جميع أنظمة الحفر هذه  ...


إيران ضحيّة هذه الإمارات والممالك , ليس بجهودهم , بل بسبب  جهود   القواعد العسكريّة والتجسّسيّة   العائدة  لدول  "أهل الكتاب المؤتمنون  من أهل  الذمّة!على رأي المعمّم ابن باز وأقرانه  معمّموا السلطان"  والمنتشرة  بطول أراضيهم  وعرضها  ...


إيران  , كانت  "شفرة"  حرثها من داخلها  قد تمّ الإيعاز  بفكّها  من  منبر  قاهرة المعزّ ! في مشهد  يذكّرنا بالدولة  الفاطميّة "العبيديّة"  التي  كانت  بمثابة العمق الحقيقي  لجيوش الصليبيين  في وقتها  , حين  , وبعد الصلاة على محمّد وعلى آل محمّد  وعلى صحابة محمّد , وبعد  ؛ "أن الحمد لله  نحمده ونستعين  به ونستغفره  ونعوذ بالله  من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا , من يهده الله  فلا  مضلّ  له  ومن يضلل  فلا هادي  له"   أطلق  "الحكم"  أوباما حسين  صفّارته  للبدء  بعمليّة  تجريف  "مصطنع  المضاد"  , لقصّة توم  اندك  باحتواء العراق  عبر احتواء مزدوج  مصنوع لإجل  العراق  الخطر والناهض على جميع المستويات , ثم ليبدأ  بعدها  "بوم"  الكنسية الإنجليكانيّة بخطبة  "ليلة لجمعة"   خائضاً  بها ,  بأعراض الحقيقة  , يمنة يسرة  , وليشعل  لهيب  مشاعر  مروك  وسراطين وحُمراء وتؤساء أمّتنا   "العربيّة والإسلاميّة"  ووعّاض  سلاطينهم , والتي لم يتمالك أعصابه  أزاء  حِكم  عوباما  ورسائله الإسلاميّة  وإرشاداته  المنقّعة  بتوابل  المخلّلاتي  خان الخليلي ,  كبيرهم   "عائض القرني"  ليعبّر عن  فرحه الغامر  بنصر الله   الذي بشّر به  خاتم الحرمين  عبد  "الله"  بنصر من  عنده  على أميركا , بدون أن تطلق  جيوش  المملكة طلقة واحدة ضدّها ! , ولتكون  الإشارة  بالتفاعل  مباشرةً  تحت  مظلّة  "تزوير الانتخابات" ,  فمن الواضح , أو هكذا  يبدو لي الأمر  أنا على الأقل , أن  الساعة  قد  حانت  لإخفاء معالم الجريمة الأميركيّة ـ البريطانيّة ـ  الصهيونيّة  التي أجّج  بها هذا الحلف الشيطاني اللعين حرب الثمان سنوات  التي راح ضحيّتها  ما يزيد على المليونين إلى ثلاثة ملايين  بين  قتيل  وجريح  ومعوّق  ومفقود  وأسير  من كلا الطرفين , العراق المبتلى بملامح طائفيّة لوقف عجلة نهوضه  الكبرى , وإيران  البخور والشموع ومصادرة الآخر  باسم  المعصوميّة  وباسم الانتظار  عج  , ونحسبهم جميعاً شهداء , لأن شهداء العراق  ضحّوا دفاعاً  , ونعتبر قتلى إيران  شهداء  أيضاً , لكونهم  راحوا  ضحيّة خدع  وأباطيل تجّار دين  ....


كان على الخميني "رحمه الله"  أن يكون قارئ جيّد   لأحابيك الاستعمار  ولتاريخه  ,  وأن يكون مستوعب تمام الاستيعاب , وهو الولي الفقيه  المعصوم من الخطأ !  ,  جغرافية  المنطقة السياسيّة  وامتدادات وتقاطعات ومداخلات  أنابيب الإنعاش الاستعماريّة  التي تمرّ من تحت أراضي كيانات  الخليج النفطيّة  والمستعدّة هي الأخرى  للتفجير في أيّة  لحظة إذا ما استدعت الضرورة  لذلك , فكان  عليه , بدل أن يعلن , إذا كان واثقاً من نفسه ومن جماهيريّة  ثورته وليس هناك داعي لحمايتها  بإشغال الداخل بحروب خارجيّة دفاعاً عن ولايته المعصومة , الحرب ضد العراق  واعتباره أرضاً  فارسيّة  من ممتلكات  المعصوم  كسرى ولي الفقيه  زرادشت عج ! , وأن يتأنّى بتصدير مشاكله إلى العراق  قدر استطاعته , وإن أمكنه ,  لو  تروّى , وبدلاً  عن ذلك ,  أن  يمدّ   جسور التفاهم   مع  صدّام  حسين  رضي الله عنه   ليفوّت  الفرصة  على الغرب  من جميع الجهات  بعد أن يكون قد  شكّل حلف  جماهيري  واسع  جدّاً  مع العراق  , بما فيها طيّ  خطّة  "توم أندك"  ورميها إلى مزابل  المؤامرات الغربيّة وقبرها على أراضيهم  , وأن  يكون قد أبعد  نفسه  تلقائيّاً  عن أصابع الاتّهام التي كانت توجّه إليه على استحياء على أساس كونه  أحد أعمدة المخابرات  الغربيّة  المتستّرة بعباءة الدين  كما تستّر بها الكثير  من الغربيين  الذين  أعلنوا  عن دخولهم الإسلام  تحت تكبيرات وتهليلات  شيوخ  الغفلة في الفترة المظلمة التي  مرّت  على الأمّة وليطيلوا لحاهم  وليحفّوا شواربهم  وليصبحوا فيما بعد  شيوخ  سيشار إليهم بالبنان  فيما  بعد   لعبوا بإعدادات الدين  الحنيف  من  داخله  بقصد توجيه  ضربتهم القاضية إليه  تمهيداً  لاستعمار المنطقة  بسهولة ويسر  وبعد أن  تكون  قد  انتزعت أنياب الإسلام القتاليّة  الدفاعيّة  ولم  تبق منه إلاّ الشعائر  والطقوس  الخاوية من مضامينها  الأصليّة التي خلقها  الله  لأجلها  , ألا وهي "الجهاد" ... ! وليصبح  فيها  الغالبيّة  من المسلمين  أشبه ما يكونوا , بشعائرهم الميكانيكيّة  التخديريّة  , بعبدة  بوذا  وبعبدة  الصليب  والتي  لا تغني من جوع  ولا تروي من عطش , وليبتعدوا  بعيداً  عن نهج  "إمام المجاهدين"  صلى الله عليه وسلّم , بينما  يحسبون أنفسهم  أنهم  على نهجه !  ...

 
أوباما   بمثابة الترياق  للشفاء  من  سمّ  ماركة  توم أندك  الذي جرّعت به أميركا  جغرافية المنطقة  للتخلّص من  صدّام ... فهل  تمّ إيصال  اوباما  لرئاسة  الحكم في بلاده  جاء لهذا الغرض ! ....

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٩ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / حزيران / ٢٠٠٩ م