أبو '' إسراء '' هكذا فهِمَ  '' البُراق ''

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

عندما تنقلب المفاهيم والقيم  السامية التي تعيش في كنفها وتستمدّ  معنويّاتها الأمم  جميعاً بمختلف انتماءاتهم واتّجاهاتهم ,  فتصبح بعدها  تعمل بالضد من تلك المفاهيم  بعد أن تكون قد تفسّخت في ذاتهم فأصبح هضمها متعسّراً وتمثيلها الفكري جامداً  , كما  الطعام  المتروك عندما يتعرّض  للتفسّخ فيفسد ثم يُأكل  لتصبح  عمليّة هضمه عسيرة وتمثيله الغذائي قاتلاً لمن تناوله , خاصّة  بعد  أن  تترك هذه المفاهيم والقيم  لتُصنّم  على هوى  أصحاب  الرؤى المعتمة من  قادتها  ومن  دون  أن تترك تلك القيم والمفاهيم  لأن يمسّها  التفعيل الحقيقي بين الحين والحين  ,  وتبقى فقط عبارة عن تقفيلة أو افتتاح  تتزيّن بها ألسن الخطباء والوعّاظ  يشدون  بها  من فوق  المنابر وكأنّها  أناشيد  خاصّة  بعالم  الملائكة ووكلائهم  المعمّمون  وكما يجري منذ قرون بين أروقة ضمائر رجالات أمّتنا العربيّة والإسلاميّة مثلاً  , عصيّة على  البشر أن يتخلّقون  بها  , فتترك  والحالة الشاذّة هذه  للزمن عائمة  فوق سطحه  , المعاني الأخلاقيّة والقيم الساميّة  بين  كلمات  وأسطر القرآن الكريم مثلاً  , عندما تركت فوق  رفوف الألسن  دون أن يتذوّق أصحاب  هذه الألسن  فحوى المقصد  ولو  بأدنى  درجة  من الامتصاص العقلي  للتوعّي  بها  أثناء القراءة أو التلاوة   ثمّ يدور غالبيّة  الجمهور المسلم  في هذا الفلك  إسقاطاً  منهم  لفريضة  لا  أكثر ولا أقل ! ,  أو  حين يعلّق  كتميمة   تبعد  "الشرّ" عن قارئه ! , "أقسمت لي  امرأة أخت يوماً ما أنّها قرأت آية الكرسي بظرف ثلاث ثواني! بغية  التخلّص سريعاً من موقف مخيف وقعت بين لحظاته !"  , أو يتّخذ  كتعبير عن نزاهة  معينة تصب في مكسبه المالي  أو تعلّق آياته  على  جدران  "مكتبها"  بأطر  مفخّمة  ومذهّبة   أو  كوسيلة  لتزيين صدور النساء والرجال على السواء  أو للتباهي بحسن تلاوة   أو حسن صوت  قارئ معيّن , ما الفرق  فكلاهما تزيين !  أوحين تصبح الصلاة  مجرّد  ممارسات  ميكانيكيّة  من غير خشوع  , وإن تم الخشوع , سرعان ما  تنتهي فاعليّته في نفس الخاشع  دون تطبيق وبمجرّد أن تنتهي الصلاة   أو بمجرّد أن ينتهي خطيب الجمعة  من ملئه  أركان المسجد صريخاً  تقشعرّ لدعواته  "الغيورة على الدين والأمّة"   أبدان  المصلّين  "إن كان هناك خطيباً قد حالفه الحظ  واستطاع أن ينادي بالجهاد مثلاً وأفلتت رقبته في غفلة عن مقصّ الرقيب !"  ليخرج بعدها المصلّون خارج المسجد  باتجاه بيوتهم  متشوقين  لسد جوعهم بما ينتظرهم من لذيذ  الطعام  بعد يوم حافل من الإعداد والتهيّؤ والاغتسال والتزيّن  لأداء فريضة   صلاة الجمعة  بغرض التوعية والتوجيه والوعظ والإرشاد  وجمع كلمة المسلمين ! .....

 

"أبو إسراء" حالة عامّة من ضمن حالات دينيّة  معيّنة تقترب مفاهيمها حد الملاصقة  من  تصنيم النصوص أكثر منها للتفعيل عرفيّاً أو إسلاميّاً أو من تلك   المتعارف عليها  من قبل أيّة فئة أو مذهب أو دين أو طائفة  أو فكر أو عقيدة  يعتزّ بها  أصحابها , بل قد تنقلب  هذه المفاهيم  بعكس ما  هو مرجوّ منها  تماماً ! مع بقاء مستخدمها  يتحرّك ضمن وعي القطيع  يراوح معهم في مكانه ,  وفي قناعته  صحّة وجهته وبما يرضي الله !  فحين  يستقبل أصحاب اللحى مثلاً من هؤلاء الحافّين لشواربهم  المقصّرين  لدشاديشهم  وسيماهم على وجوههم  تحفر  عميقاً في جباههم ,  "المسوّكون"  أسنانهم ليل نهار, نراهم هؤلاء , هؤلاء المفترض بهم   أنهم  مدركون  بوعيهم  المستقرّ  المتداول  جيلاً  بعد جيل أنهم أحفاد  لـ ( رهبان الليل  فرسان النهار )  ! , نرى هؤلاء  الأحفاد  "الخلايجة"  السلفيّون  مثلاً ,  يستقبلون , والسعادة  تغمر وجوههم ,  أركان الحكم الصهيوني الغاصب لإخوانهم المسلمين العرب  و"الفلسطينيين" ! يستقبلون , دون أدنى وخز من ضمير مغيّب  بما يفعلون , يستقبلون قتلة  مصرّين  على الإجرام والقتل  بالفلسطينييّن , وهم عرب مثلهم !  ولأكثر من ستّين عاماً قتلاً وإبادة جماعيّة  وتدمير  وتهجير وتعذيب واعتقال وأسر واستيلاء على ممتلكات !   يستقبلون أحفاد  من  حارب الله ورسوله  !  فما الفرق إذن  بين أن يتعانق مع  "أوباما" على  أطلال جماجم العراقيّين  رادود  "حسيني"  ملتحي يضع  على قبور جنود وليّ نعمته   أكاليل غار  "التحرير" , وبين مَن , وهو في كامل قيافته الشكليّة المتأسّية برسول الله ص , قد استضاف  "بيريز"  واستضاف عصابته القتلة!  ولا نريد أن نستطرد هنا  في هذا الحيّز عمّا أتوه  من ردّة  مشينة وعلنيّة أمام العالم  دعاة خدمة الحرمين  وشيوخهم المجرمين الشياطين الذين يزيّنون لهم أعمالهم  !...

 

أرأيتم  عزيزي القارئ  كيف ينقلب  الدين بالضدّ إذا تُرك على رفوف الزمن من غير تفعيل ! ... فما الفرق بين أن ينكشف  "أعداء الشيطان الأكبر" وهم بالنتيجة حلفاء له !  وبين من هم يعلمون أنّ  "أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود!" يدّعون أنّهم  سائرون على خطى  الرسول , القدم  , بالقدم , والسواك  ,  بالسواك , والوضوء , بالوضوء , واللحية ,  باللحية , وحفّ  الشوارب , بحفّ  الشوارب ,  وقيام الليل , بقيام الليل , والوزرة  , بالوزرة ,   وصلاة داوود , بصلاة داوود , بل وحتّى طريقة البيع والشراء , هي نفسها  كما هي على عهد الرسول !  أليس  كلا الفاعلين  جاءت  فعلتهم هذه  رغماً  عن  أوامر القرآن  ورغماًُ  عن  من  يدّعون أنّهم يقلّدونه !  أليست ما اقترفت أياديهم  من رغبات منحرفة  وفق كل مقاييس الوعي الإسلامي النظيف  جاءت  رغماً  عن أنف  محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ! فما  بعد فتح  أبواب بلدانهم  وأسواقهم وبيوتهم ومفاصل عقيدتهم  لألدّ  أعداء  الله ورسوله  أكثر  من هذا الذي أتوه !  ...

 

إذن , وهنا السؤال الملحّ  ,  ترى  ما هو السرّ الذي يقف وراء هذا الفاصل الرهيب  الذي يعتري أصحابه  فيقف كالحاجز السحري  بين دفّتي  ذات كلّ  فرد من هؤلاء المدّعون  يمنعهم من تكملة  "المشوار العظيم"  الذي  أساسه  أو بداياته  كل هذه الشعائر أو الممارسات الدينيّة التي يؤدّونها ! , أليس هو  الزمن الطويل  الذي ترك بصماته الغائرة  في رصع  الدين الحق ودفعه خلفاً  بين طيّات الفهم المقلوب له  الداعي أصلاً   لمحاربة  ومقاتلة  كل معتدي  يريد  بالعرب وبالمسلمين شرّاً  أو اغتصاباً ! , هل  هذا  هو  بالفعل  السرّ الذي يقلب نفس المفاهيم في ذات كلّ من هؤلاء وأمثالهم لتعمل  بالضد  من المقصد ! .. أفالتحريف المبطّن لمقاصد القرآن  تحت حجّة  التفسير"  عبر  مراحل زمنيّة  طفيليّة معيّنة , وغيرها , هي  السبب ,  أم أن الانفصام  الذي يعاني منه  الفرد المسلم  وليد أزمان  المراوحة  في الرسوخ العقدي ,  يمتنع عن الخضوع  لعمليّة  "برسترويكا"   متطلّبات العصر  الحالي أو العصور التي سبقته  لتفعيل  الموروث "المصيري" في فهم  حالة  ما  بعد الموت مثلاً  !  أو محاولة تنمية هذا  المفهوم وتجديده ,   أم أنّ الفشل المستمرّ  في  المراوغة ومحاولة  التفلّت تحت مختلف الحجج  عن  فهم المكوّن  الديني  هو السبب في عدم  عثورنا  لحد الآن  على   منحى جدلي منطقي  يمكن الإفلات عبره للربط بين ماضينا وحاضرنا وفق صيغ سليمة ,  أم  أنّ العاطفة  هي  التي دفعت  للانجراف  المستمرّ  في تقليد السلف تعطي بعداً  آخر  غير مفهوم  , بل ومفصوم   تتخرّج على  يديه  وجبات موسميّة   من  مثل هؤلاء المدجّنون  بتعاليم متداخلة  مُفتًرسة  ما بين السياسة  والدين تجيز مصافحة  بيريز  أو تجيز استقباله  , سواء  من قبل  شيخ المعمّمين الأزهري أو من قبل سلفيّة الخليج  وتجيز في نفس الوقت وضع أكاليل الغار على أبناءه القتلة , سواء بيد مثال الآلوسي في الكيان الصهيوني  أو بيد  أبو "إسراء"  في المحفل الأنكلوصليبسكسوني..  !  . أم .. أم .. أم  ..  الخ ..

 

أبو إسراء , وبحسب  ما نقرأه من فتحتي عينيه الصغيرتين الغائرتين , يمكن  وبسهولة  محاصرته وضرب الطوق حوله نفسيّاً  ومادّيّاً عبر أتفه الأسباب , فهو من  النوع   الذي  إذا ما شعر بنفاذ  مستمسكات حضوره إذ ما تسلّم مسؤوليّة ما ,  فإنّه سينطوي بقوّة  داخل  غرفة  سبق وأن نسجها  خياله يهتاج داخلها يرتطم  بين جدرانها  مع معاناة يتكلّفها  كثيراً في محاولة  ضبط رباطة جأشه  في سباق مع الوقت لفضّ الموقف , كذلك  نراه  , وإذا ما وقع  تحت  طائلة  فك رموز  لمسألة مركّبة  نوعاً ما  تطرح عليه أو تواجهه وجهاً  لوجه , فإنّنا سنراه , وغريزيّاً ,  يلجأ فوراً إلى  "القـُرعة"  في اختيار الأفضل ! , ولذلك  فإنّ اتخاذه من مهنة  غيبيّة  "بيع السِبح" كمصدر  رزق  يصبّ في صالح  التفسير الداعي ببساطة التركيبة الكيميائيّة المغذّية لنطاقه العقلي  وهي الحزمة  العقديّة المنحرفة المسيّرة  من قبل غير الله  وهي  ميزة أبو إسراء  أو من  هو على شاكلة أبو إسراء ,  والمستمدّه جذورها  من تبلور النشأة الطفوليّة الأولى المتفاعلة لما يجري في الحسينيّات , والحسين ع بريء ممّا يفعلون , التي تتمحور جلّها حول  هريسة  "الحسين"  هذه  التهليلة  الأبديّة   والمستقرّة في وعي أبو إسراء كتعويض ثقافي أبدي مُهرّس  نابع  من فهم  مظلم  يتشوّق  لأنوار شموع  حول رمز لضريح  ديني يتصوّر أنّه  هو فقط  من يحقّ له وحده  أن يعتزّ به ! ..

 فأبو إسراء , وفق  حيثيّات  نمط معروف  للجميع  لابدّ وأن  يكون وفقه  مؤمن تمام الإيمان  بمبدأ  "أصرف ما في الجيب  يأتيك ما في الغيب" ,  لذلك  فإن من  اختار أبو إسراء   للإستيزار , من الفطنة  ومن الدهاء بمكان , والذي  اختاره  لهذا المنصب جهة معيّنة لابد وأن  تكون تابعة  لجهة  مركزيّة  للدراسات  والبحوث  تابعة لمركزيّة  مادّيّة صلبة , أو كانت صلبة فيما مضى , همّها الوحيد السيطرة على جميع  فيء العالم  , تعمل هذه الجهات التي استوزرت أبو إسراء  على الاطمئنان الكامل ببقاء  خزينة العراق  الماليّةـــكيّة خاوية  على عروشها تماماً  وباستمرار راسخ  رسوخ نوع   "التديّن"  المراوح في مكانه  !  ,  حتّى ولو كان العراق  البلد الوحيد في العالم الذي تطفو خارطته الجغرافيّة فوق بحر من النفط  لا  "بحر"  من  "العلوم" والشموع !  ... لذلك رأينا   أبو إسراء  عندما يقع  في موقع  المحرَج , في  مشكلة  "اللص  الوزاري التجاري"  مثلاً  ,  نراه  وقد  اختلط  أمام عينيه الضيّقتين الموقف , فأخذ يقصف  بأشعّة عينيه الليزريّتين  في كلّ اتجاه  بينما  أخذ  دماغه ينطح  بجدران جمجمته  يسرة يمنه للخروج من ذلك  الموقف , لكنّه  عجز عن الخروج , نظراً  لتلاطم أمواج مخارج ومداخل الموقف الفاضح  الذي لا يستوعبه  عقل  محبوس طيلة أكثر من ستين عاماً  بين جدران حسينيّة  بإمكان  أيّ متطفّل أن يفكّ رموز برنامجها  مع أولّ ضربة  كف على  الصدر ترافق  الترنيمة البكائيّة المعهودة الفارسيّة الطعم  والرائحة والتي تقف  بينها وبين  "اللص التجاري المستوزر"   مسافة  من الغربة  لا يستطيع ابنها البار  أبو إسراء أن يوصل بينهما  بحكم  محدوديّة حيل المواجهة لديه  خاصة عندما  يتطلّع من فوق كرسيّ  لا يفرّق بينه أبو إسراء وبين منبر  لقراءة مقتل  أو بين  كرسي حلاقة   تخضع رقبته  تحت موسه باستمرار ...

 

وبالنظر  لفقدان المعنى  بين طيّات تركيبة  عقليّة  لطميّة   عاجزة عن فهم  عمق  "الإسراء"  فتيبّست في  ذات  المكنّى بها  لتتحوّل في مدركه إلى مفهوم  صنمي أكثر منه  فهم  تطبيقي واقعي معبّر عن إسلام عظيم  , بينه وبين أبو إسراء اليوم , بعد المسافة الزمنيّة  بين الحاضر وبين  الإسراء الأوّل , مضافاً إليها المسافة الزمنيّة الكونيّة التي بين من أسري به  صلّى الله عليه وآله وسلّم  وبين من  أسري إليه , لذلك  ,  فإن  الجري خلف الدبّابة الأميركيّة  وفق  الظنون المتجحفلة  في ضمير  أبو أسراء , وبحسب تزاوغ عينيه الدقيقتين في فهم العلاقة بين الإسراء وبين  مركبة الفضاء ؛  أنها البُراق ! ...  وهنا تكمن  إحدى  إشكاليّات الوعي  الخطرة للأمّة  في عصرنا الحديث  عندما يستباح  كتاب الله من بعض  الأئمّة  , ودولته أحد خرّيجوها , الذين  يحسبون أنّ استمرار مراكزهم الدينيّة  مرتبط   "بعصرنة"  فهم  "جديد"  للإسلام  ترحّل  مبادئه  مع كل منتج  صناعي  جديد  فيُحشر  حشراً في أفق ضيّق  ظنّاً  من  هؤلاء  "العلماء"  أنّهم يؤدّون خدمة إسلاميّة جليلة في تلقيم  جمهور المسلمين  مدركاً  جديداً   سيواكبون  به العصر ؛ القرآن الكريم ! على أنّه كتاب علوم وصناعات ونظريّات فيزيائيّة   ومرشد سياحي  للحسينيّات , وحاشا القرآن  والأئمّة الأطهار عن ذلك , فأن يقوم  أبو إسراء  بوضع إكليل من الزهور  على  قبور القتلى الأميركان الذين قضوا فطيساً على أرض العراق ,  من المؤكّد أنّها أتت من  بين حاضرة  الفهم  "الجديد"  للإسلام مضاف إليه  الافتراس الدينسياسي المعاصر الذي يتعرّض لرياحه عقل ومدرك  أبو إسراء منذ أوّل يوم تمّ  انتخابه فيه ,  فكوّنت  لديه فهماً خاصّاً به  تقف خلفها  التصوّرات "المتطوّرة"  للقرآن الكريم  التي كان يلتهمها قراءةً  من على دكّات أرصفة بيع الكتب  يوم كان في بداية  بواكير انضمامه  لحزب الدعوة وشاربه  لم يختطّ بعد ,  كما يقف  هذا التصوّر بنفس الوقت  خلف  بذور النشأة الأولى  للتركيبة  العقليّة  المحدودة  الشحنات التي يتمتّع بها  دولته , أيّ  "رحلة التحوّل" ــ  وجه  ملتحي  كث  نما من جحر يرقة  ثمّ  تحوّل إلى دور عذراء  داخل  شرنقة  ,  إلى دور  "الفراشة" ــ   لتستقرّ على أنّها التفسير المنطقي للرسوخ القادم من سلسلة الرسوخ ! فلا بدّ  وانّه  بالضرورة  سيتماشى   وروح  هذا  العصر  المعولم  من وجهة  نظر الحوزة السياسيّة  المعاصرة  المتماشية على خطى   "تعليب القرآن" وحشره  بصناديق مفاهيم العصر التي  سمحت  لكلّ من هبّ ودبّ لأن يتاجروا بما يرشحونه منه  وإلحاقها  بأعلى هرم المنجزات العلميّة المعاصرة  نزولاً إلى  المتاجرة  به  تحت مسمّى   "طباعته الفاخرة"  والتي بإمكانهم  عندها  أن يقدّموه  كهديّة  "فخمة"  تتناسب ومكانته  "الصنميّة"  لتزيين الرفوف والصدور  ! ...

 

لربّما فهم  دولة  المالكي أنّ  "إسراء" متأتّية من الأصل  "أسر" فيقال  أن فلاناً وقع في أسر  حب فلان  , فبالتأكيد أنّه  قد وقع في أسر حبّ الجنود  الأميركان  "المحرّرين , الذين  زوّجته جماجمهم الزكيّة الطاهرة المعصومة  كرسيّ الرئاسة  ,  فوقع هو في حبّهم ,  في انكسار قيَمي واضح  يرافقه نزيف  نسيان  للمفترض  الذي  يجبرهم  هم  لأن يقعوا  في أسر الحبّ أوّلاً  ! , وهي  نفس حالة اعتوار الشذوذ "الديني"  الذي تعرّض لنزيفه المتراكم  البعض  من أصحاب الدشاديش القصيرة   حين اختلط  عليهم  مفهوم  الهدف الحقيقي من الدشداشة القصيرة  فوقعوا في حب عدوّ الإسلام بدل أن يقع هو فيهم  حبّاً على طريقة حبّه للفلسطينيين !  ظنّاً من غبائهم الأخرق أنّ الامتداد العقدي لبيريز امتداد  لمشهد عصر النبوّة  أو  من  رائحة عطره!  ..

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ١٠ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أب / ٢٠٠٩ م