ولغرض تحقيق الهدف المشار اليه سابقا اعتمدت السياسة الايرانية على عدة مرتكزات منها مايطلق عليه مبدأ الاحاطة الذي تجسد في المساعدة وتسهيل احتلال العراق من قبل قوات ( الشيطان الاكبر ) سعيا للعمل على زرع حكومة تدين بالولاء والطاعة لطهران مثلما مدت جسور علاقة مباشرة مع تنظيم القاعدة الارهابي وتوفير ملاذات آمنة لبعض قياداته البارزة على الرغم من الفوارق العقائدية بين الحليفين ووقوفهما على طرفي نقيض لكن اباحة ذلك الامر واجبة انطلاقاً من تحالفات الاضداد التي يجمعها هدف واحد !

ولابد هنا من الاشارة إلى ماهو اخطر من ذلك والذي بدأت إيران بتنفيذه من خلال اكتشاف انتقال اعداد كبيرة من مقاتلي تنظيم القاعدة إلى المنطقة الشمالية من اليمن التي تمتاز بوعورتها ( المشابهة لجبهات طالبان في افغانستان ) والعمل على تفعيل تمرد الحوثيين والمحاولات المحمومة لاثارة القلاقل في الجنوب وتأييد القاعدة للجنوبيين ولتلك الاسباب مجتمعة فان اليمن مرشحة لان تكون الحاضنة المستقبلية للقاعدة لضعف حكومتها المركزية وعدم قدرتها على مواجهة كل هذه المشاكل ..

واذا اضيفت مساعي طهران لبث الاحتراب وتعميق الفرقة الطائفية داخل البلد الواحد والاستفادة من النتائج التي تحقق اطماعها وتمدد نفوذها وبسط هيمنتها فسيكون من البديهي إن يقرأ المراقب في شؤون المنطقة هذه الحلقات التي اصبحت مستحكمة وتطوق دول الخليج وخصوصا السعودية اذا ماسقطت اليمن بيد القاعدة وانطلقت منه لضرب اعدائها التقليديين فأن ذلك سيفتح جبهة مضافة تحقق لايران ماتريده وهو من ضمن قائمة مخططها النهائي في السيطرة على الخليج..

إن الوضع في اليمن واحتمال ابتلاعه لقمة سائغة بفم القاعدة ذات التوجه الايراني ينذر بخطر كبير ينال من الامن القومي العربي الذي بدات بوادر انهياره منذ احتلال العراق والذي من نتائجه إن إيران اصبحت مسيطرة وتعيث فساداً بالمنطقة بسهولة فهل سينتبه حكام الخليج إلى اصوات ناقوس الخطر قبل فوات الاوان والمسارعة إلى تطويق الكارثة قبل إن تصبح وقع حال لامفر من الاعتراف بوجودها ؟!