تأملات / لكي لا تضيع ثورية المبادئ بين زحام الانفعالات

﴿ الجزء التاسع ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ففي هذا السياق وضمن المعطيات الاقليمية والدولية الحالية,انا أقول أن الحزب الثوري بحاجة في هذه الايام المشوشة في الصورة والمفهوم لمفهوم الثورة ان يبذل جهدا استثنائيا في تاكيده على بعض الملامح الحقيقية للحزب الثوري من خلال توعية كل الجماهيروالعالم بالحقائق  التالية:  


1-امتلاكه للفكر الواضح وهذا يعني وضوحا في ستراتيجيته وتكتيكه. وشرطا لازما ان يكون هنالك ترابط جدليا بينها لخدمة الاهداف العامة للحزب,والالتزام الحقيقي بأخلاقية الثوار .


2-ان الثورية في المبأدئ والسلوك والتي هي روح الحزب وهويته الحقيقية وهي المتأصلة في قيادته وبنفس القدر والايمان في قواعده ,وتكون الحزمة القوية التي تربط القاعدة بالقيادة وبذلك تستغني الثورة عن شرح كل التفاصيل لخطواتها لقواعدها.وفي نفس الوقت تحافظ الثورة على ديمومتها واستمراها بالنهج الثوري وتتجدد في سلوكها وفي قيادتها ,والاقرار وبكل ما تعنيه الكلمة من احترام لمفهوم القيادة التأريخية لنضال الثورة ولكن هذا لايعني استمراريتها في قيادة الثورة,لان احد اسباب استمرار الثورة هي قدرتها في الاستيعاب لحركة التاريخ والواقع معا, وهذا لا يكون الا بتطور القائد فكريا ونضاليا وهنا للعمر الزمني للانسان يدخل عاملا حاسما في المعدل الاستيعابي للتطورومن ثم قدرتها في التعبير عن الصيغ النضالية المعاصرة والتي تتلائم مع الضرورات التأريخية للنضال, وايظا خلق شعور نفسي عام بقدرة الحزب على الاستمرار في العطاء و التجدد وخلق القيادات الثورية ,والتأكيد على خصوبة الرحم الحزبي في الولادات الجديدة للافكار والقيادات على حد سواء .


3-لا يمكن ان يعتمد في عضوية الكيان الثوري(الحزب أو التجمع الثوري) والتبوء في قيادته غير رابطة واحدة وهي الرابطة النضالية,وهي الكفيلة بالمحافضة على الثورة واشاعة مبادئها بين اعضاء الحزب الثوري,لانه اذاما تسلل الى جسم الحزب الثوري غرباء(لا يمتون للرابطة النضالية باي علاقة)فان هذا بالضرورة سيكون فيروسا يفتت و يقضي على القيم الثورية والتي هي الدم النقي الذي يحافظ ويمنح الحزب الديمومة والتطور ايظا  وستكون هذه الاجسام الغريبة عن الثورية سببا في خلق الظروف والمناخات لاشاعة مبأدئ غريبة عن مبأدئ الحزب الثوري, لان العضو الذي لايترشح من سوح النضال ولا يمتلك ثقافة ثوريةفهو غير قادر ان يفهم الدور النضالي للحزب الثوري وواجباته تجاه الثورة,وهذا العاملان (الثقافة والممارسة النضالية) اساسيان  في تكوين الشخصية النضالية للعضو وهما ضرويان في التكوين الايديولوجي والنضالي للعضو,لان الحزب ليس تجمعا للمثقفين حتى  يضم في عضويته من كان مثقفا وفي نفس الوقت الحزب ليس مجموعة معارضين تنحصر غاياتهم في احداث تغيرجذري(ثورة)..الحزب هو مجموع المناضلين الذين يتمتعون بهذه المواصفات  و يؤمنون باهداف الحزب النضالية .وبغير هذين الشرطين اذا صح التعبير لا يمكن قبول من لايتمتع بالاثنين ولو بالحد الادني و ايظا بقدرته قابليته للتطوروالتكون وايظايكون قد استوعب فكر الحزب وسياسيته و مواقفه وتأريخه وبالاخص من كان قياديا فيه ,وايظا استوعب طموحات الجماهير وقضاياها, وكان معها بكامل مواقفه ,واما القيادي فتضاف الى هذه المواصفات بامتلاكه للرصيد الجماهيري والحزبي معا.وان وصوله للموقع القيادي جاء عبر ثقة اعضاء المؤتمر الذي انتخبه وبدون تدخلات في المزج بين المواصفات النضالية و والمواصفات العائلية أو العشائرية أو الموقع في دولة الثورة أو حتى القدرات والمواهب الخطابية الحماسية ان العطاء الحزبي هو بطاقة التي تؤهل العضو للموقع القيادي. 

 

وبعكسه اذا ما تسلل أي شخص وسرق العضوية ,فان الامر كفيل بالتوسع والامتداد ويبداء الحزب بالاصابة بامراض الثورة ولتنخر في جسده,ويتحول الحزب الثوري الى حاوية للانتهازين  والوصولين يملؤن نسغ الحزب بامراضهم ,ويصبح اعضائه يتحركون بحوافز مادية ففي حين كانت تحركهم أسباب الضرورات النضالية,وكان شغلهم أن الحزب الثقافةوالتربية النضاليةو ليتحول شاغلهم امن الدولة لانها تصبح مصدرالاسترزاق لهم ويتركون الاحتراف الثوري في الحزب الثوري وليركدوا في المناصب الادارية وتترهل العقول وتتبأط الحركة وتموت فيهم روح الثورة.  وهكذا تسرق الدولة كوادر الحزب الثوري,وهذا بحد ذاته مؤشرا للمناضلين والجماهير بفشل الثورة في خلق مؤسسات قادرة على حماية الثورة وتسيرها وتطورها,وهو في نفس الوقت يعطي للاعداءمؤشرا على ضعف الدولة ,وتستغل المجاميع الانتهازية والوصولية هذه الظواهربان تتوسع في القدرة والامكانية في داخل الحزب وينجحون في سرقة الحزب من مناضليه وتتغير الكثير من قيمه الثوري, وتفقد الثورة لاهم سند لها في المسيرة الثورية هو حزبها الثوري,وتتهاوى دولة الحزب الثوري في حالة التعرض لهالانها فقدت حزبها الثوري,ويخطوا الاعداء خطوة كسب اخرى باتجاه خندق الثوار,وليتراجع الثوارخطوة والاهم ما فيها ان تكون محسوبة وبدقة. لكن الاصالة الموجودة في الثوار هذا مالا يستطيع أي عدو ان يتغلب عليه, وبه ترجع شعلة الثورة تتقد ثانية من جديد لتعود الثورة أقوى في تجربتها من السابقة لان الثورة والثوار اكتسبوا في المعركة  تجربة جديدة ومضافة لخبرة الثورة في معارك المصير. وهذه الحقيقية تتجلى بشكل واضح في تراصف العراقين الشرفاء في جبهة واحدة مباركة في مقاومة الاحتلال ومن خلال المقاومة العراقية الحقيقية البطلة ,وبالتأكيد يكون البعث الخالد صاحب العقيدة الثوريةوالتجربة النضالية الطويلة دورا قياديا ورئيسيا وكما عهده الشعب العراقي والعرب.انها الرمز التأريخي للعراقين والعرب المقاومة العراقية البطلة والتي حافظت على المكانة العالية للجنسية العراقية بعدما حاول المحتل واذنابه تحقيرها واسقاطها بمنحها لغرباء و حاقدين على العراقين,فشكرا لله  على منته بنصره للمقاومة العراقية البطلة ... أمين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م