نافذة  / ديمقراطية الاجتثاث او اجتثاث الديمقراطية

﴿ الجزء الثالث عشر ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
الثاني - صحيح أن نظام الحزب في بداية ثورة 17تموز المجيدة كان قائما على صهر الدولة والمجتمع في بوتقة واحدة وهو النموذج الحزبي وليستمدا منه القيم الاخلاقية وكل مفرداتها وكذلك جعل الحياة الداخلية للحزب في بعض جوانبه هدفا لاقامة المجتمع وتأسيس الدولة المعاصرة والملبية للتطورات الموضوعية للقطر العراقي وتتوالف مع المستجدات الجديدة التي احدثتها ثورة تموز المباركة,وكان الحزب محقا تماما في ذلك وذلك لكون المجتمع انذاك يعيش حالة من التردي الاجتماعي والاقتصادي وتداخلات في تركيبته السياسية وتقدم الشعارات الديماغوجية والكاذبة مما دفعت بعموم الشعب العراقي ان يعيش حالة من الاحباط وعدم الثقة بالحركة الوطنية العراقية. اما الدولة واجهزتها فقد كانت فاقدة لابسط مقومات المعاير الانسانية وتتفشى فيها كل انواع المحسوبيات والمنسوبيات واصبحت من القوة في تغلغلها في بنيان الدولة ان تنخرفي هيكيلية الدولة والمجتمع معا .وامام ذلك ينجح حزب ثوري طليعي في استلام السلطة والتي هي وسيلته الممكنة انذاك لاحداث التغير وبناء المجتمع و الدولة ,ولم يكن تخطيطيه لاستلامه للسلطة الا لكونه ضمن ستراتيجيته انذاك لتحقيق اهداف الشعب وخلق النوذج البعثي للدولة.وكان امامه خيارين لا ثالث لهما اما ان يستعير بتجارب الثورات العالمية الاخرى لانه انذاك لم تكن امامه اية تجربة ثورية عربية في الحكم سوى التجربة الرائدة التي كان يقودها المرحوم البطل جمال عبد الناصر,وهي تجربة كانت في ايام ثورة البعث الخالد في عام 1968تعيش حالة مخاض جديدة لم تظهر بعد ملامحها على اثر نكبة حزيران في عام 1967 ,وكان المرحوم عبد الناصر وعلى اثر هذه النكبة يحاول اعادة تحديد ملامح الثورة العملاقة المصرية في 23 تموز 1952وليعطيها ديمومة الاستمرار ويضخ فيها روحا ثورية جديدة لاعادة تأثيرها في الواقع العربي,وخاصة بعد مرحلة عاشتها مصر العروبة والامة العربية معها في مجابهتمها للهجمة الامبريالية الصهيونية التي قادها الكيان الصهيوني ومدعوما من الغرب الامبريالي في حرب غير متكأفئة فقدفيها العرب الكثير .وكانت الصهيونية العالمية والامبريالية على وشك ان تحقق نصرها في تحقيق الهزيمة في النفس العربية ولكن وقوف الشعب العربي مع المرحوم عبد الناصر والتفاف الشعب حوله اسقط جزءا من الهدف الصهيوني الامبريالي والذي اجهزت على الجزء الاكبر من هذا المخطط المعادي لامتنا العربية هو ضربة البعث الخالد له في ثورته في 17 تموزعام1968 العظيمة في القطر العراقي.وكعادة البعث ومناضليه في الخلق والابداع وعدم الركون للاستسلام للواقع ,بادرت قيادة الحزب انذاك الى وضع مجتمع الحزب هدفا لاقامة المجتمع العراقي واعادة بنيان دولته في القطر العراقي,وقد تكون للبعض بعض الماخذ في هذا التوجه ولكنه كان في حينه كان صائبا تماما للخروج بالثورة الفتية من هذا الخانق وخاصة كانت قيادة الحزب المناضلة طموحات كبيرة وكثيرة تريد ان تحققها وتنجزها في اقصر وقت ممكن وفي نفس الوقت كان لديها طموحا ان تثبت هويتها القومية الثورية ومنها ماهو على الصعيد الداخلي كاطلاق سراح كل السجناء السياسين واعادتهم لوضائفهم والتخطيط وتنفيذ خطة التنمية الانفجارية والاعظم في خطواتها كان القرار الخالد في تأميم النفط في 1 حزيران 1972 ,وايظا سعي الثورة الحقيقي لاقامة المجتمع الديمقراطي,وقد ترجمة الثورة هذا التوجه باقامة الجبهة الوطنية التقدمية والتي ضمت كل الاحزاب الوطنية في العراق وكذلك نجاح الثورة في اصدار قانون الحكم الذاتي والتشريعات الخاصة بحقوق الاقليات. ومن البعض مماهو على الصعيد الخارجي الاعتراف بدولة المانيا الشرقية انذاك وهو تحدي كبير انذاك للسياسة الامبريالية وكذلك مسارعة العراق لدعم حركات التحرر العربي و العالمي وما العلاقات القوية التي اقامها العراق مع كوبا كاسترو الا احدى الادلة على توجه الثورة في العراق نحو دعم وتمتين العلاقات مع القوى الثورية العالمية, و جاءت توقيع اتفاقية السلام و التعاون مع الاتحاد السوفيتي انذاك لتدق اسفينا قوي في الامال الامبريالية في تحييد ثورة العراق العظيمة. وقد يسجل بعض قصيري النظر عليها في تسرعها في اتخاذ المواقف الثورية العربية والدولية ,واتباعها نهجا تقدميا مناهضا للامبريالية والصهيونية,وبحيث جعل من الثورةانذاك وهي في اول سنينها تكشف عن هويتها القومية الثورية مما سهل على الحلف الامبريالي الصهيوني الرجعي في معاداتها والتأمر عليها بل التخطيط للقضاء عليها وعبر مرحلتين متعاقبتين الاولى في تجحيم الثورة ومحاصرتها, والثانية في الاجهاض عليها ,ونحن نعرف بأن الصهيونية والامبريالية يمتلكون من النفس الخبيث الطويل في ذلك.وبالفعل نفذوا مخططهم بداء بالموأمرات المتعاقبة والحرب العراقية الايرانية وموضوعة الكويت والحصار الظالم الذي استمر 13 عاما ,والمرحلة الثانية في غزو العراق في عام 2003وكان اخر فصول المرحلة التأمرية الثانيةهي اصدار قوانين الاجتثاث.
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٣٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م