تأملات / لكي لا تضيع ثورية المبادئ بين زحام الانفعالات

﴿ الجزء السابع ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ان الثورة تبداء بمحو الامية وتوفير الامن والخبز وايصال الكهرباء الكافي والماء الصالح للشرب بعد ان تكون قد اكدت السيادة وكل أنواع الاستقلال , ومن ثم نبداء بالحياة الديمقراطية, بعدما حررنا الانسان من اهم قوى البغي والاستعباد والذل وهم الجوع والاخطار والجهل.

 

وان الثورة بعد ذلك تكون قد قطعت بسلوكها كل عناصر المزايدات عن الخصوم السياسين, أو في وعودهم الكاذبة برفاهية الشعب أو مزايداتهم الرخيصة ,انها معركة لابد للثورة ان تعي كيف تبتدئها وكيف تتعامل معها ايظا, وماهي الوسائل في مواجهة خصومها السياسين ,سواء على مستوى الفكر أو الانجازات,انها معركة علمية يستخدم فيها الفكرولا يستخدم فيه السلاح ,لان من يمتلك فكرا قويا وتجربة نضالية عريقة لا يهاب ولا يتردد في الاقتحامات العقائدية وخاصة اذا كانت المواجهة مع من هم محدودي الفكرومقيدين بقضبان طائفية أو مذهية أو عرقية و محصورين بتجربة حمل السلاح بوجه السلطة أو اثارة الشغب والغوغاء, وتأجيج طائفيةمقيتة أو في تبني مشاكل بسيطة لا تتعدى في تعقيدها عن أزمة توفيرسلعةأو مادة غذائية أو ارتفاع سعرها ,نعم بهذا الفقرالفكري والسياسي بل الوطني جابهت بعض الاحزاب الوطنية ثورتنا في أول انبثاقها ,زايدت من اجل الكسب الرخيص ,وايظا بكل انتهازية انتقلت من عدائها أو تكفيرها ايديولوجية الاحزاب الدينية الى التحالف معها في معاداة الثورة في هذا اليوم, أية انتهازية هذه؟امنية شخصية كانت ولا زلت  أحملها و هي ان ارى واحدا من هولاء التقدميين ولاطرح عليهم سؤالا محددا,اين انتم من الدين افيون الشعوب؟؟

 

ولماذا كنتم تعارضوننا عندما نرد عليكم بأن الدين لله والوطن للجميع؟؟ انا اقول اروع مافي الحركات السياسية تنافسها في الكسب الجماهيري سواء بقوة الفكر أو بنضج التجارب,ولكن كم هو التدني في العمل السياسي عندما تتغيرهذه الفلسفة في كسب الناس الى حسد ومن ثم الى حقد وليصبح بعد ذلك اجتثاثا!!ان البعث ثوريا وواسعا وعميقا في فكره و يمتد الى تجربة الثورة الاسلامية في انطلاقتها الاولى في زمن الرسول الكريم ومن بعده الخلفاء الراشدون ,ويقول المفكر القومي الكبير الفليسوف ميشيل عفلق(( البعث العربي حركة قومية تتوجه الى العرب كافة على اختلاف اديانهم مذاهبهم,وتقدس حرية الاعتقاد وتنظر الى الاديان نظرة مساواة في التقديس والاحترام.ولكنها ترى الى جانب ذلك في الاسلام ناحية قومية لها مكانتها الخطيرة في تكون التاريخ العربي والقومية العربية,وتعتبر هذه الناحية ذات صلة وثيقة بتراث العرب الروحي وبمميزات عبقريتهم,لقد كان البعث  العربي اول حركة أوضحت هذه الصلة ووضعتها في صيغتها السليمة فحلت بذلك أزمة مزمنة وأنقذت القومية العربية من مفهمومين منحرفين:مفهوم القومية المجردة الذي يفرض عليها الاصطناع و الفقر,ومفهوم القومية الدينية الذي يقضي عليها بالتناقض والتلاشي.)*.

 

ان معركة الثورةفي العراق والذي يقودها حزب الامة البعث الخالد ولغاية اليوم وبأختلاف وتغير البيئة النضالية ونوعية التحديات التي تجابهها,لاتتحاشى أي حوار أو نقاش يكون اساسه وطنية العراق والتي لا تكتمل الا ببعدها العربي ولتكون صحيحية وسليمة عندما تمتد وتتضح انسانيتها, هذه فلسفة الحزب,وايظا الابتعاد عن الثأرية والحقد وتصفية الحسابات,فمن يدعوا لطرح سلبيات المرحلة بين عامي 1968 وعام 2003 فلابد ان ينظر لايجابياتها ,ومن الانصاف والعدل ايظا ان يتم طرح مرحلة كاملة من عام 1921 ولغاية 2003.

 

واذا ما ذهبنا لتقيمها (أو محاكمتها) يجب ان يكون الاساس بمعاير نسبيةوثم حجم ونوع الدور لكل حركة أوحزب,وفي مؤتمرات مفتوحة للشعب والامة وليكون بعدذلك الحكم للشعب عبر استفتاء وطني محكم ودقيق,أي ماذا قدم كل طرف للعراق وما له وماعليه .

 

انا اقول وبكل بساطتي في الرأي والتحليل ان الشعب سيختار من خبرهم في مهمات وطنية حرروا الارض ولم يبيعوها ,وأكد سيادة العراق ولم يساهم في انتهاكها,وحرروا الانسان العراقي من الامية ولم يزيدوها ,ومن راعى الاسرة العراقية ووفر لها كل مستلزمات الحياة لا من رفع عدد الارامل الى ملايين ورفع عدد الايتام الى خمسة ملايين.. والافضل لمن حمل اجندة غير عراقية ان يلحق بالركب المهزوم للمحتل اللئيم ومن الان ,وهي نصيحةليس الا..الا انه قراري انا  لاتحتقروا رأي أحد مهما كان ، فإنك قد تستيفد من أناس ليس عندهم علم كثير ولايشار لهم بالبنان وليسوا في أماكن مرموقة ولكنهم في صدورهم انشاء الله من الايمان بالرب ومنه انشاء يأخذون من سداد الرأي وبما يفوق فطاحلة الشيطان والرب في خلقه شوؤن وله الحمد على كل شئ ... امين .

 
 
* العرب بين ماضيهم ومستقبلهم –عام 1950 في سبيل البعث
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٢ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تمــوز / ٢٠٠٩ م