نافذة  /  ديمقراطية الاجتثاث او اجتثاث الديمقراطية

﴿ الجزء الثاني عشر 

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
5-  والشئ الذي اريد ان اركزعليه هو ان انبثاق الاجهزة الرقابية مثل ما يسمونها( هيئة النزاهة) او الهيئة التي تراقب الانتخابات, ان كل هذه الاجهزة تبثق من شكل النظام الديمقراطي اي بمعنى اخر تتشكل بعد ولادة النظام الديمقراطي وليس العكس كما الذي حصل في العراق ,فهي تكونت قبل اقامة النظام السياسي وبذلك كان تشكيلها عبارة عن ترجمة لبرامج الحاكمين(المحتل والمحتل) ومنفذين سياسة النظام, وان كان رأي يقول ان اقامة وتشكيل هذه الهيئات جزء من ضرورات المرحلة لفرض الرقابة على مؤسسات الدولة ,وانا اقول كل هذا الفساد الذي استشرى في العراق ومن العصابات الحاكمة بحيث اصبح العراق لا يضاهيه اي دولة في العلم من مظاهرالفساد, و تقولون هيئة نزاهة ومراقبة انتخابات ,والاخطر جدا هو ان الجهاز القضائي تم تشكيله وفق نفس الفلسفة والنهج ,وما مهازل المحاكمات وقراراتها التي تبرمج من قبل  الحكومات الطائفية الحاقدة الادليل على ان الوضع في العراق قائم على اجندة اجنبية جاهزة .وقد ينبري احد العباقرة المدافعين عن الاحتلال ويردعلينا بالعمل بالممكن أوما سمعناه من بعض المتفلسفين بانها الخطوة الاولى وهي ضرورية ولكني احب ان اذكره بان اساس أي بناء اذا لم يكن مشيدا على اسس صحيحة فكل ما سيقوم عليه سيكون هشا وخطرا وان النبتة اذا نمت وساقها مائل فان قوامها سيكون مائلا ومشوها!,نعم فان كنتم غير قادرين على ادارة مؤسسة واحدة وبنزاهة وعدل, فهل دفعكم حقدكم على ثورة العراق لان تجازفوا وتحلوا الدولة ومؤسساتها؟واننا متاكدون و قبل ان يصحبكم سيدكم المحتل لم تفكروا بالكيفية التي ستديرون بها الدولة ,لان هاجسكم كان الحقد على مكتسبات الشعب العراقي وكذلك الاتكاء على قدرة المحتل في تقديم الدعم اللامحدود لكم,  وان حقيقة الصراع الحالي ليس بين الموالون للاحتلال ومن جاء معه مع الذين هم ضد الاحتلال,انما الصراع تبلور وبعد ستة سنوات من احتلال بين خندقين , الاول يمثل مجموعة من المتخلفين والقتلة والخائنين وقلة من المخدعين والحالمين بديمقراطية الاجنبي وهذا الخندق محصن بقوة الاجانب,وخندق من العلماء والمهندسين والاطباء والمثقفين و الشعراء والفنانين واخرون ممن يصطفوا مع بناة العراق,وهذا الخندق محصن بالايمان بالله وبشرائعه وبدعم الشعب العراقي والعربي.

 

والان دعونا نبين وجهة نظرنا وبكل ديمقراطية .فانا اقول ان كل الديمقراطيات في العالم هي صحيحة بقدر نجاحها في تحقيق العدالة والمساواة بين المكونات التي يتشكل منها المجتمع  وبقدرضمانها لحقوق الانسان,وهنا الانسان وبكل ما يحمله من الاختلافات الفكرية والدينية والعراقية واي رؤية للحياة والكون,وان كانت هذه الديمقراطية مستوردة او هجينية او مختلطة وليس المهم لون او شكل هذه الديمقراطية, بل المهم قدرتها في ضمان حقوق الكل وتحقيق العدالة والمساواة ,وان اي نظام سياسي مهما كان تركيبه و مرجعيته الفكرية او السياسية لابد له تهيئة المجتمع ديمقراطيا وحسب رؤيته وقبل ذلك لابد له من تثقيف الجمهور بثقافة ديمقراطيته قبل الشروع باي ترتيب اوخطوة نحوالاجراءات, وان تسبق دخول مرحلة الديمقراطية مرحلة التشريعات الديمقراطية ,وبذلك تلتقي عملية التثقيف مع جملة التشريعات لتؤسس لمرحلة التهيئة للديمقراطية. وهنالك حقيقة مهمةلابد لنا ان نضعهاامامنا وهي النظام السياسي والذي يمثل الفلسفة الديمقراطية للنظام,وان الظروف الطارئة كالحروب والحصارهي عوامل تؤجل او تؤخر تحقيق الديمقراطية في المجتمعات,ولكن لا تلغيها ,فنحن في العراق وبقدر علاقة الوضع السياسي بتحقيق الديمقراطية يمكننا ان نعترف بان فلسفة النظام كانت في تحقيق الديمقراطية قائمة على مبدئين :


الاول-هو ايمان حزب البعث بالديمقراطية , والعمل بنظرية المركزية الديمقراطية التي يتعامل بها الحزب في حياته الداخلية و المتضمنة طريقة انتخاب القيادات في الحزب وعلاقة الاكثرية بالاقلية وكذلك ضمان حرية العضوفي نقد السلوك الفردي او الجماعي للقيادات وكذلك تحديد العلاقة الواضحة بين مختلف مستويات القيادية , وهي في نفس الوقت تتيح للعضو المساهمةالفعلية في صياغة سياسة الحزب الداخلية و الخارجية,وكذلك المساهمة الفعلية في تطوير حياة العضوية في الحزب,وهذا خير دليل على ايمان الحزب بالديمقراطية , وبما ان مجتمع الحزب هو النموذج الذي يسعى الحزب لتحقيقه بالنسبة للمجتمع العربي .

 

وان ايمان الحزب بالديمقراطية لم يكن لمجرد تحقيق الحرية للانسان العربي وللاغراض العيش الكريم ,بل ايظا وبشكل اساسي لخلق المناخ الصحي للنهضة العربية الفعالةوالثورية لاستمرار الامة في عطائها الانساني.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / حزيران / ٢٠٠٩ م