نافذة  /  ديمقراطية الاجتثاث او اجتثاث الديمقراطية

﴿ الجزء العاشر

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
1-    مرحلة اقامة حكومات باسلوب صورها لهم المحتل بانها  هي الديمقراطية وصدقوها هم, وبالاحرى اقنعواانفسهم بها وللحد الذي حاولوا تصديقها واصبحوا يتخبطون بين النماذج من الديمقراطيات يختارونها من العالم. في حين ان هذه الديمقراطيات الذي تعيشها تلك الشعوب كانت نتيجةجهد فكري كبير و تحمل المعاناة والمأسي الكثيرة ليصلوا لهذا المستوى من النظام الديمقراطي ,فانظمة العالم الديمقراطية تتناسب مع عقليتهم وتطلعاتهم, وكل شعب وله طموحات ومن خلالها يحدد اهدافه ويعيش واقعا يفرض عليه شكلا معينا من الديمقراطية(نظام حكم) وقد تتفاعل الشعوب التي تعيش الديمقراطية في الاضافات و الاستعارات ولكنها تتمسك بقوائم بنائها الديمقراطي الخاص بها ,ويعتزون بديمقراطياتهم لانها حصيلة ونتيجة تفاعلات فكرية  اجتهادية واستنتاجية مع معطيات واقعهم بوجهيه الايجابي و السلبي حيث ساهم فيها مفكرون وعلماء في الاجتماع والسياسة والاقتصاد , كما هو الحال في التجربة الديمقراطية الغربية عموما وفي اوروبا بشكل خاص, مثل رجل الدين مارتن لوثر والفيلسوف هيكل و روبرت اوين و كذلك اشعاعات و مبادئ الثورة الفرنسية. وهم يلتقون في الغرب على هذه الاسس ومنهم يختلفون في شكل البناء الديمقراطي و  بالادق(يختلفون ولا يتحاربون,ولا يتقاتلون ويجتثون ويقصون)..   


2-    محاولة المحتل لدفع شكلا او مظهرامن مظاهر اقامة الديمقراطية للواجهة لانقاذ عملائه وتجربته المنتكسة في العراق وهي ما اطلقوا عليه ب(الانتخابات),وبالرغم ان المحتل وكل العالم المتحضر يدرك تماما كيفية اجراء الانتخابات واولها هو وجود احصائية سكانية لتعطي لنتائج الانتخابات شرعية حقيقية,ولتؤكد في نفس الوقت شرعيةوصحة العملية الانتخابية, ولان ذلك سوف يحرج المحتل وعصابته بعدد المهجرين في الداخل والخارج وسوف يفضحهم بالنسبة الحقيقية للمشاركة في الانتخابات وهذا بدوره سوف يفشل مخططه في فرض نظام صورته عراقي وحقيقته امريكيا وليعطيه بقوته عنوانا ديمقراطيا.وهنالك الكثير والكثير الذي يمكن ان يقال عن هذه اللعبة.والشئ الذي يهمنا ان من دفع بهم المحتل للواجهة كحكومة لم يوفقوا في جمع العوامل الثلاثة ,فالمطلوب من الحكومة ان تكون عراقية في حقيقتها وعربية في انتمائها,اجنبية (امريكية أو ايرانية )في مرجعيتها ,وان خطواتها باتجاه الوطنية والعروبة وتعزيزها باجراءات وخطط  تبرهن على توجهها الوطني القومي كان دائما يصطدم بتقاطعات مع الستراتيجيات الاجنبية للمحتلين. وهم لايمكنهم التخلص من هذه التقاطعات و القيود الافي حالة واحدة وهي طرد المحتلين وقواته(قطعاته العسكرية والمليشيات وكل التوابع التي تغلغلت في البناءالاجتماعي العراقي بعد الاحتلال في عام 2003. أي بمعنى اوضح ان مرجعيتهم والاجندات الاجنبية  تتقاطع وبشكل كبير مع اي توجه وطني او قومي يمكن يظهره أي طرف من الاطراف(وهذا ما ظهر بشكل واضح عندما اعلن عن وجود نية لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية,وكيف  قامت الاحزاب التابعة لايران في العراق وبعض من رجال الدين من الصراخ والعويل بان البعثيون قادمون والخطر اصبح على الابواب ,وهم واسيادهم يعرفون تماما بان البعثيون ومعهم كل الوطنيون والاسلاميون الحقيقيون قادمون بعون رب السماء والارض وذراع المقاومة البطلة قادمون لتحرير العراق واقامة نضاما ديمقراطيا حقيقيا يختاره الشعب العراقي).وهذابالتاكيد يعني ان اطماع الاجنبي سواء كانت لصالح امريكا أو ايران في العراق , واحزابهم بالاساس لا تؤمن بشئ اسمه العراق الموحد والعربي فكيف يكون الجمع بين هذه التناقضات والحقائق بشأن العراق,و ان تعيد العراق تكوينا وطنيا وانتماءا عربيا,فان هذا يعني بالتأكيد اتخاذ خطوات جديةبالابتعاد عن :


اولا-السياسية الامريكية والايرانية وهي موجودة في البنية السياسية للنظام الحالي ومزروعة في الوزارات من خلال تواجد عناصرهم في الحكومة سواء كقيادات أو ميليشيات.


ثانيا-الكثير مماجاء به ما يسمونه (بالدستور)والعمل على ايجاد دستور عراقي يمثل مصالح الشعب العراقي وبكل مكوناته الوطنية والدينية,وان تكون مرحلة اعداده كافية بمستوى اهميته,لا ان يكتب في ثلاثة شهور وبالمناسبة لم يذكر تاريخ الحضارات القديمة أو الحديثة  سابقةفي اعداد او كتابة اي دستور من الدساتير في العالم القديم او العالم المعاصر بهذه العجالة.وهذا يقودنا الى الاعتقاد بان السبب الحقيقي في هذه العجالة لتنقيح هذا الدستور هو احتمالين :

 

الاول- اما يكون الاجنبي  قد اعده مسبقا وقبل حتى اقدامه على الغزوفي عام 2003 ,أوان يكون ثانيا-قد عجل في اعداده بقصد خلق ثغرات تحول دون اعادة لم الشمل العراقي ,وفي كلتا الاحتمالين يكون الاجنبي قد نجح في  زرع فيه الغاما عديدة تتفجر على كل الاطراف العراقية, وفي اية لحظة من الزمن العراقي.وهذا هو الاسلوب الانكليزي الاستعماري في تركه لاثاره الاجرامية في كل خطوة يكون مجبرا عليها ومنها على سبيل المثل وليس الحصر,انسحاب الاستعمار الانكليزي من الهند مجبراوقيام دولة باكستان وبسبب ضغط الواقع الانكليزي وضغط الواقع الدولي ,بحيث انسحب وزرع مشكلة كشمير بين الهند وباكستان, وهي مشكلة قائمة بين البلدين ولغاية اليوم .وكذلك سعيه الاستعماري لسلخ الكويت من العراق ,وجعل الطالبة بعائدية الكويت ايظا مشكلة قائمة ولغاية الان ايظا.

 

ومشكلة الجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى)والعائدة لدولة الامارات العربية ,فهو بانسحابه من منطقة الخليج في عام 1971 لم يحسم امر عائديتها وجعلها مشكلة بين الامارات العربية والطمع الايراني ومنذ ذلك الحين ولم يتم حسم هذه القضية .

 

فبالتأكيد ان هذه العجالة في هذا الدستور هو من نفس النمط الخلافي الاستعماري ,وكذلك يحمل الاثر الانكليزي الوسخ الا لم يكن بشكل مباشر فهو قد ورثته الامبريالية الامريكية عن الاستعمار الانكليزي.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / حزيران / ٢٠٠٩ م