تأملات / لكي لا تضيع ثورية المبادئ بين زحام الانفعالات

﴿ الجزء السادس

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ان الوعي الذي يمتلكه المناضل الثوري ومهما كان مستواه الاجتماعي  ضروري جدا في خلق الثورة و ديمومتها ,والى جانب الوعي تكون ثقافة المناضل الثوري مكملة للشخصية القيادية الثورية للمناضلين,و من مجموع هذه النخب الثورية تنبثق الروح القيادية للثورة ولتكون صلة التكوين الايديولوجي والنضالي مكملتان الواحدة للاخرى وبالتالي تضمن بقاء الروح القيادية للثورة منجذبة دائما للارضية التي انبثقت منها ,وتبقى لديها روح التفاعل والتكامل مع الثواروالثورة ومتواصلة ,واهم ما في هذه الروح وعيها لروح النقد والتشاوروالحسم الثوري والذي لا يعني ابدا العنف في المعالجات المواقف التي تهدد الثورة وامنها الاما يستوجبه ضرفا يحيط بالثورة أو تعيشه وحالما تستنفذ الثورة وثوارها منه تغادره ولا يجب ان تعتبره أو تحوله الى بيئة أو أسلوبا معتمدا من قبل الثورة, اي يكون العنف هو الاستثناء في المعالجات الثورية والنقاش والتحور من اجل الوصول لحالات الاقناع هي القاعدة .وايظا لا تسمح وباي شكل من الاشكال ان ينحت في مسيرتها أو يوضع كمفهوم من مفاهيم الثورةبان الثورة تعني القوة والصلابة والعنف بل ان للثورة مرونة مبنية على اسس علمية ومستقاة من اهدافها وغاياتها.

 

ومن المهام الاساسية للثورة ايظا هي تطوير مناضليها ثقافيا وتربويا وبشكل يتناسب مع اخلاقية الثورة واهدافها وايظا تصفية صفوفها من شوائب فكرية قد تظهر في مرحلة من مراحل تطور الثورة كالتطرف في الخطابات,والتعنت في المواقف والتصلب في الخطط المرحليةولان كل ذلك يفقد الثورة المرونة في العمل الثوري وبالتالي يعرض الثورة للاخطار والضربات وحتى الى حملات الاعلام المضادة من قبل الامبريالية والصهيونية العالمية والتي تمتلك ماكنة جبارة وواسعة لا تقدر الثورة وخاصة الفتية على مجاراتها أو الوقوف امامها, اومن افرادا خدمتهم الظروف باي شكل من الاشكال وأنظموا لمسيرة الثورة, وان استمراروجودهم سيؤثر ذلك بالتاكيد على اهدافها الجماهيرية وخط الثوري الصحيح .وان الابتعاد عن استخدام التعابير المعبرة عن العنف اصبح أمر دقيق وحساس في المشاعر الانسانية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وثورة المليون شهيد في الجزائر, بحيث اصبح الرأي العام وخاصة الغربي يتطاير وبسرعة مذهلة تجاه مواضيع الاعدامات والقتل وكبت الحريات,وبالنظرلان اغلب الوسائل الاعلامية المقرؤة والمسموعة والمشاهدة هي في يد الامبريالية والصهيونية ,فان اي يحدث لمجرد وقوعه يفبرك ويخرج هوليوديا بالاتجاه الذي يخدم مالكهاوتخسر الثورات حربها الاعلامية مع هذه القوى الغاصبة وها هو العراق طبلوا وفبركواوبحيل سينامائيا اقنعوا العالم في امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل وبعد سنين من الغزو تتوالى الاعترافات بالكذبة,ففي حسابات الربح والخسارة ,تمكنوا من ازاحة النظام الوطني في العراق وبصورة لا شرعية ,وهم وعملائهم اليوم ينخرون في جسده.ولتفويت الفرصة على اعداء الثورة في تصويرها بصبغة العصر الكذابة(الارهاب و العنف) لابد من حكمة ثورية أولها المرونة واخرها صيانة المكتسبات الثورية المتحققة,وتجذير صفوفها وديمومة تثوير مناضليها هما الكفيلان بتنقية صفوفها ايظا. وكل العقول التي لا تستطيع التكيف مع المرحلة الجديدة من حياة الثورة سوف تتساقط وتترك المسيرة وتحت اية ذريعة أوسبب تختلقه وهذا كله مشروط بالتزام قيادة الثورة بمبادئها التزاما صادقا وصارما وبعكسه تتحول الثورة للمزايدات  وتتعرض للاختراقات اللاعقائدية وتنتقل الى مرحلة الصراع على السلطة وبعناوين تشدقية للمزايدين والجماهير تترنح هي بين الضربات المتبادلةبينهم  .اذن تثوير اكثر لمناضلي الثورة ,وتحويل فكر الثورة الى احدى المقدسات والغير المسموح المساس به ,وجعل الروابط النضالية هي الاساس والتي تحكم بين الثواروهذا كفيل بسلامتها.   


وهذا يكون بالارتقاء عن تحقيق المصالح الذاتية والتمسك بمبادئ الثورة والاندفاع نحوتحقيقها وهذه الانواع من المجاميع الانتهازية والوصولية قد خبرتها الثورة في العراق واداتها النضالية البعث الخالد ,وقد اضافت افرازات جريمة العدوان عليه في العدوان الثلاثيني في عام 1991و الغزو في عام 2003 الكثير من المعرفة والخبرة بها وقد تبين لكل ثوري ان منطق الذات والانا اضعفى الثورة,ولكن لا يعني هذا الحق وحتى ان كان يوما قي قيادتها بنقد التجربة وقيادتها وبهذا الشكل المسلسل التلفزيوني لاعلام بسيط ورخيص والذي خدم اعداء الثورة في مرحلة زمنية قصيرة فقط واتاح لهم بالمتاجرة باخطاء ارتكبت وفي ظروف معقدة, والحقيقة والتي يعرفها كل البشر اننا خطائون الا رب الجلالة ,وهم بذلك يبتعدون وبفقدون ابسط مبادئ الثوار والفرسان في ممارسة نقد الثورة وثوارها با ستخدامهم أسا ليب ديمقراطية الفوضى والتجريح والنكاية,انه وسط لم يفهم من الثورة سوى الانقلاب العسكري وحصد الغنائم وكأنما الثورة  بالنسبة لهم غزوة استأثروا بها وعندما توقفت المكرمات انتهت علاقتهم بالثورة وثوارها ,فأذا ما استئثر بها غيرهم وحصرها بنطاق اضيق من وسط الشعب والجماهير,يحكمون على الثورة بالانحراف!انه وسط (افرادا أو مجاميع) اعتبر الثورة وسيلة توصله الى بر يقضي بقية ايامه بالراحة والاستجمام وهذا تماما يخالف دساتير الثورات بل لا يمت لمفهوم أو معنى للثورة بأي صلة ابدا ,فاستراحة المناضل عبارة عن محطة لاعادة تنظيم القوى الثورية للانطلاق نحو تثويرمحطات جديدة في حياة الجماهيراي نحو هدم معاقل الاعداء الحقيقين والمتمثلين بالامية والجوع وكل عناصر الاستغلال البشري ومن ثم تحقيق العدالة ونشر الحرية والمبادئ الديمقراطية  وهذه هي صورة الثورة في العراق الان والمتمثلة بالمقاومة البطلة للمحتل ومن ثم تصفية كل بقاياه وتوفير الامن والخبز والعلم لكل فرد عراقي وفتح المجال لكل القوى الوطنية  بالمشاركة في هندسة البناء الديمقراطي وبدون اجتثاث أو اقصاء احد ,وهذا هو الطريق الصحيح للوصول للديمقراطية ,ان تشبع الجوعان وتثقفه ليدرك ويعي واقعه بنفسه وبدون مؤثرات سياسية أو فتاوي دينية تؤثر على قناعاته ,فما العبرة بديمقراطية وانسانها همه ان يسكت جوعه أو مافائدة الديمقراطية وانسانها جاهل بما يجري حوله وهو يتحرك بفتاوي تحرم عليه اكثر الحلالات التي منحها له الله سبحانه وتعالى للبشر.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٦ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / تمــوز / ٢٠٠٩ م