نافذة  / ديمقراطية الاجتثاث او اجتثاث الديمقراطية

﴿ الجزء التاسع

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ان الخلاصة تتركزبان الديمقراطية ليست شيئا يؤخد او يطرح تبعا للاهواء بل هي قناعة ومبادىءكلما نضجت في مجتمع ماترسخت واندمجت و أضحت ركائز ودعامات اساسيةلقيام المجتمعات ديمقراطيا .كلما كتب لها النجاح والاستمرارية والتطور ايظا,وتدخل في اعتبارات التجارب الديمقراطية..


اما ما يخص من ناحية تهيئة المجتمع العراقي لهذه التي الان يسمونها ب(الديمقراطية ) و التي ما زالت يفترضونها بانها مرحلة تهيئة لاقامة مجتمع حسب ديمقراطيتهم .فالعراق قبل الاحتلال كان قد قطع شوطا باتجاه المجتمع الديمقراطي , ووفق مفهموم البعثي الذي يراعي خلفية الانسان العربي وطبيعة تكوينه النفسي والعقلي, وكذلك عوامل تطوره وحسابه للتاثيرات القوية لعوامل الدين والقوميةو ليس بالقفز من عليها اوتجاوزها,  بل بالكيفية لجعل هذين العنصرين المهمين في تكوين الشخصية العربية جزء اساسي من البناء الفكري والمؤسساتي للديمقراطية العربية, والعراقية بوجه الخصوص, وهذا ما سوف نتحدث عنه لاحقا.ولكي اسبق من يريد النقد ,انا اقول كما استوعبت ولم اتهجم على ما سميتموه بالعملية السياسية التي اتعبتنا في تحديد هويتها وهوية النظام القائم الذي ولدته بعد الاحتلال. فهنالك بعض المقومات البسيطة والاولية في اقامة الديمقراطيات و منها يتحدد مسار البلد باتجاه البناء الجماعي للمؤسسات والذي يتمخض عنه اجهزة رقابية نزيهة , تراقب السلطة التنفيذية والتشريعية هذا في بعض الديمقراطيات الراقية , ولكن الذي حدث في العراق بعد الاحتلال ,ان المحتل نصب زعامات  وشجعها ولايزال, ان تاخذ طابعا  طائفي و مذهبي وفتح بل ساهم في بلورة الافكار و العقائد الطائفية والمذهبية والعرقية ومما تسبب في نمو الاتجاهات الانعزالية وثم انتقالها الىساحة الصراع والاقتتال اي تمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي في العراق وهذا هو الجزء الاساسي من المخطط الصهيوني في العراق, اي بدلا من ان تكون ما سموها ب(الديمقراطية) عامل جمع وتوحيد العراقين وكما هو الحال في دول العالم والتي جعلتهم ديمقراطياتهم يتمحورون حولها, وهم بالمقابل ايظا جعلوها نقطة جذب لكافة القوىوالاحزاب السياسيةواطلقوا عنوانا على هذه النقطة الجذب بالوطنية ,واي سرب يطير مبتعدا عنها يخون ويلفظ اجتماعيا وسياسيا, اي الوطنية عندهم كالشرف عندنا في الشرق بالتحديد ,ولكن الذي حدث في العراق (نشازاسياسيا)لم يكن له في قواميس الديمقراطيات (الانظمة السياسية)في العالم اي تفسيرأو محلا لاعرابه ..وحسب تصوري وبشكل عام ان الاهداف سواء كانت على مستوى الفرد او الجماعة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية يتم تحديد الطرق أو الستراتيجيات للوصول لها اولا, وبموجب ذلك يتم تحديد نوع والاليات وحجمها , وان هذه الموالفة بين الاهداف وخطط تنفيذها و ادواتها مهمة جدا في الوصول للاهداف و تحقيقها ,وان اي عدم تناسق بين هذه العوامل سيؤدي الى نوع من الضياع والتيه ومن ثم بالتاكيد الى الفشل في تحقيق اي هدف .وان قمنا باسقاط هذه النظرية على الواقع العراقي بعد الاحتلال سوف يتطلب ان نقسمها على المراحل الاتية :


1-    نلاحظ ان اهداف المحتل والذين جاءوا معه تحددت في ازاحة النظام الوطني في العراق,وكان لكل منهم  اجندة خاصة به ولكنهم اجتمعوا في حقدهم وشهوتهم للسرقة والانتقام, وهذه المرحلة من فصل الجريمة كانت العوامل الثلاثة متناسقة ,فالهدف حدد و خطة التنفيذ والادوات تتوافقان مع طبيعة الجريمة ,وضحيتهم هي العراقين ومنجزاتهم ..


2-    مرحلة الحكم المباشر للمحتل والمتمثلة بالمجرم برايمر ,شهدت سرعة طائشة في القرارات واخطرها على مستقبل العراق و امنه واهمهما قراراين مترابطين يهدفان الى محو كل ما يمت بالصلة للوطنية العراقية ووحدته و امنه وهويته العربية (اجتثاث البعث و حل الجيش العراقي البطل), والمحتل اتخذ هذه القرارات ليس بحكم تقدير الموقف حين ذاك بل هو ضمن اهدافه الرئيسية , بمعنى اخر لم يندرج هذين القانونين ضمن وسائل العدو بل هو هدف من اهدافه,وهو ضربة لكل القوى الوطنية الشريفة في العراق وللعرب عموما (وهذا ما اكتشفته الانظمة العربية مؤخرا),ودعوني اقول هو ايظا ضربة للذين جاءوامعه والذي اسكرهم المحتل وكما هم خدعوه ببلد سيحولونه الى فردوس لهم ,انها ضربة لهولاء المغفلين حيث زجوهم في خراب دولة او بالاحرى في اللادولة وهم لايعرفون ان يتفقوا مع بعضهم على مدى سنتمترا من الوفاق السياسي والشواهد كثيرة على ذلك سواءكانت قبل الاحتلال او بعده او التي هي متحققة الان, فكيف لهم في ادارة دولة يفتقدون فيها الايمان بالعراق الواحد وتنقصهم الخبرة في الادارة الادارية والفنية والسياسية وهم لا يمتلكون العناصر المؤهلة لان تتحمل المسؤلية (وما ظاهرة الفساد المنتشرة في العراق الا دليلا واضحا واكيدا على فشل اداراتهم)فالغالبيةالمطلقة للذين جاءوا مع المحتل هم من اصحاب شهادات وخريجي السجون  ومن الهاربين من خدمة الوطن ومجاميع من اللصوص,ولايحتاج على ذلك اي دليل فالشواهد كثيرة.ويمكن ان نقول انها مرحلة شهدت الاستمرار في تدمير العراق كهدف والاداة الرئيسية هو المحتل وعملائه .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٧ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / حزيران / ٢٠٠٩ م