نافذة  / سلاما الى عينيك يا تموز .. وبك تفتخر كل الالقاب

 
 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
صباح الخير .. ايها الزائر في ايامه ,والباقي في ذكراه والحبيب للقلب ومتقد العقل.همسة حب الى كل الرفاق في الصيف والشتاء وبكل يوم يصيد فيه قلما عقائد كلمة ملتوية من ذئب وثعلبا ضاع الحق بينه وبين سيده المحتل, ودفنوه في جحور نتنة حتى فئران البلاليع ضاقت برائحته.


اذكرك ياتموز في الصبح والمساءوفي كل كلمةاحدث بها النفس قبل ان يقرئها الاحباء من الرفاق فينساب حبك وحب البعث ولكل واحد من الاحياء والشهداء بين ثنايا الذي امتلاء بحب رب الارض والسماء ويقراء هذا الحب الذي يطفح في الجبين ليفضحني وليرتوي من دمع الرجال على شهيد بعثي ووطن مزقته قطعان من الضباع تاكل من قئ سيدها وترتوي من دماء الشرفاء. واكون في اول تموز حضنا لترمي بحرارتك في وبكل من ارتوى مما كتبه سيد الفكر العربي ميشيل عفلق وقائد كلمة الثوار وبقلمه الذي يبتهج ويرقص للمجد العربي مع العرب الحكماء..


تموز يحمل بين ايامه كل الخير تحكيها الاساطيرمن كلكامش وأدبا وتحكي مجدا كان يوما في ارض بلادي الخضراء.في تموز انفجر الضوء وانصهرالفجر في شمس الثورة ويلاحق لونها الابيض سواد أيام عششت فيه خفافيش الاعداء,في 30من تموز اعلن فيه كلام الحب وسلام الجياع وفرحة عرس تقيمه للمظلومين ملائكة السماء,وتسمع تراتيل القلوب البريئة مع كل سجدة وركعة للمؤمنين لرب العلياء,في تموز كان اطفالنا يلبسون حلة الفرح وتملاء الضحكة كل وجوههم و يضيئون كنجوم السماء,وتتزين الاجساد تفوح منها رائحة العطرلكل الرجال والنساء,انه عيد الجميع من اتباع محمد والمسيح والكل ايظاوعلى حد سواء ..


كنا نستقبلك يا تموز برقص الرجال وزغاريد الماجدات وعزف ملايين العود والكمان والالاف من الطبول,لان فيك العيد ويحضره كل احفاد عليا وعمر والخنساء وأبناء ممتازقصيرة وسيدالشهداء و معهم الاصدقاء من حمل بندقيته مع جيفارا ضد الامبريالين ووحوش الرسمالية البغضاء.كان عيدا نشرب قهوة القلب وشاي العشاق ونحتسي كؤوس الفرح من حلمة دجلة والفرات من الصباح و حتى المساء..ان ظمئ لعيون وطني بات يغالبني وتموز يحرق شوقي ويحوله للهيب يؤرقني في يقضتي وفي حلمي.ولي حنين لكل زقاق وحي طبع تموزفيهما فرحة العيد الوليد في عمره الثلاثيني..اليوم 30من عمر تموز الخير وفيه غسل الرفاق الوليد وختن من قلفةولادة عسيرة وفتحت نوافذ العراق ليتعمذ بلهيب تموز وتتبرء الاجساد وتدخل المعبد طاهرة..انه في الثلاثين من تموزوكل حنجرة صدحت بنشيد البعث وطرب له كل من في اهوار الجنوب وسهل بغداد وديالى وفي صحراء الرمادي وعانة وجبال اربيل وكل كردستان العراق .


وها اني وكما عودت القلب بأن لهيب الشوق لحبيبتي اهرب به الى الورقة والقلم,ولكني مع تموز في العراق اخرس وأبكم ,فلا الكلمات ولا السطور تنتظم,لان جلال الذكرى في الثلاثين منه ينطق فيه حتى الصنم,سلام والف سلام لعنيك ياوطن,ففيك تحلو الاناشيد والنغم,تكبيرات الجوامع واجراس الكنائس تصهر الكفر الاصفرا.ان ذكرى الثلاثين من تموزستبقى علامة من أشرف العلامات الدالة على حيويةشعبنا العراقي واصالته العربية مهما حاول الاعداء أن يشوهها ,وايظا سنظل نحتفل بها في كل عام وبنفس الروحية التي كانت عليها في عام 1968ولكن بالتأكيد بطعم أخر ومذاق احلى من خلال زيادة في لمعان حقيقتها والتي تمحورت حول قدرة شعب وقيادة على تصحيح أي انحراف في مسيرته,ومن اشعاعات لمعان معدنها هو قدرتنا على تصحيح ما فعله المحتل في مسيرة العراق من تشويهات..فطوبى لثوار 30تموز1968الاحياء بأذن الله والشهداء منهم وبأذنه ايظا .وهنيئا لكل من شارك في ثورة 17-30 تموز وساهم في بنائها وواصل في النضال من اجل الدفاع عن مبادئها العظيمة,لتكن اهداف هذه الثورة العملاقة دائما حاضرة في ضمائر المناضلين وشعاع تستنير بها الثورة في العراق والمتمثلة بالمقاومة العراقية البطلة والتي ستعيد لنا تموز الابيض وان لطخت يد الغادرين بأوساخهم القذرة ولكنها ستطهر بدماء زكية لكل شهيد وتتحول الى راوية لكل نخلة عراقية .طوبى لاراوح الشهداء وطوبى للمقاتلين ببندقية الفوهتين الشريفة ... امين

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ١٠ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أب / ٢٠٠٩ م