تهديدات بايدن أخر ماتبقى في جعبة المحتل

 
 
 

شبكة المنصور

سعد الدغمان
طالعتنا الاخبار في الايام القليلة الماضية على زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن وهذا اليهودي هو صاحب مشروع تقسيم العراق كما يعرف الجميع؛وقد حمل في جعبته أخر ماتبقى من المحاولات الأمريكية لحفظ ماء الوجه القبيح للإحتلال ومن معه والتي تتمثل بالتهديدات العلنية والصريحة التي أطلق لنفسه المريضة العنان من خلال نقلها الى أحجار الشطرنج التي تديرها الولايات المتحدة وتحركها في المنطقة الخضراء وسط بغداد.


نهج التهديد والتوبيخ ليس بالجديد على أولئك الادوات التي تستبقيها الإدارة الامريكية في تلك المناصب التي يعافها الأنسان السوي الشريف كونها أرتبطت بالمحتل وسياساته القذرة والتي تعمل على قمع حرية الشعب العراقي واستلاب إرادته وسرق ثرواته؛وما مظاهر الفساد التي أتصفت بها تلك الحكومة بل الحكومات التي شكلها المحتل إلا وسيلة أنتهجها هذا المحتل لضمان أستمرار بقاءه وإحتلاله لهذا البلد الجريح بعد ان ضمن أن ليس هناك من ردة فعل دولية أو عربية على ماجرى ويجري في العراق من مآسي؛كما ويضمن من خلالها السيطرة على أولئك الأدوات لتنفيذ مخططاته الشريرة في العراق والمنطقة.


ولأن حالة الحرج التي تعيشها القوات المقاتلة لاكبر دولة في العالم على أرض العراق وصلت الى الحد الذي بادرت تلك الإدارة الى سحب وحداتها الفاعلة من المدن بعد ان أصابها الأنهاك والتردي وخوف أن يستمر نزيف الدم الذي بدا منذ دخولهم المشؤوم قبل سنوات ومازال الى الأن وخسائرهم في تصاعد مستمر دون ان يكون هناك حلا شاملا يوقف تلك المحرقة التي خلفت وفق تصورات العقلاء أكثر من 30000 ألف قتيل وأضعاف هذا الرقم من المصابين والمعاقين وفاقدي الأهلية نتيجة الضربات القاتلة لرجال المقاومة العراقية الباسلة؛ حيث أثبتت الايام ومجريات الأحداث التي أعقبت تهديدات اليهودي بايدن أن المقاومة الباسلة ورجالها قد صدقوا فيما ذهبوا اليه من أن لاعلاقة لهم بما يجري في الشارع العراقي من تفجيرات وقتل للأبرياء وتهجير للعوائل وتغييب للشرفاء؛ وليس أدل على ذلك من حقيقتين بارزتين كنا قد سجلناهما على مجريات الأحداث في العراق وفي بغداد على وجه التحديد أو الدقة.


* أولى تلك الحقائق تتعلق بالأنتخابات الإيرانية والتي جرت قبل مدة وشيكة وقريبة جدا ولم تنسى مجرياتها وما حدث فيها الى اليوم على الرغم من أن لاعلاقة لنا بما يجري في هذا البلد الماجن الفاسد المجرم الحاقد على الأسلام وأهله إلا الشرفاء ولاتخلو بلاد فارس من شريف بقدر تعلق الأمر بالشأن العراقي ؛وكلنا يعلم أن مركزا أنتخابيا كان قد فتح في بغداد وبقية المحافظات العراقية كيما تتمكن الجالية الإيرانية من الأدلاء بأصواتها ووفق مايقرره الدستور الإيراني وهذا حق دستوري مكفول للجميع؛ومن حق أخواننا الإيرانيين الذين لايتدخلون بشأننا ولايمارسون القتل والتفرقة والعنصرية والإضرار بحق الشعب العراقي وهو مالمسناه طيلة السنوات السابقة المشؤومة يرافقه صمت القبور من قبل الحكومة العراقية؛ذلك من حقهم أن يدلوا بأصواتهم عبر تلك الصناديق؛لكن السؤال ؟هل تذكرون ذلك اليوم بالتحديد؛تم تطويق السفارة الإيرانية بجيوش من قوات الامن وهذا ليس بغريب في بلد يفتقد فيه الأمن بصورة شاملة كالعراق؛ بل الغريب والغريب جدا لم تحدث أي حالة تهدد أمن المواطنين العراقيين على طول العراق وعرضه؛والأغرب من ذلك لم تكن هناك حوادث تفجيرات ولامداهمات ولا قتل ولا مفخخات ولا أختطاف؛ولم تسجل أي حالة خرق أمني في ذلك في ذلك اليوم السعيد على العراق وأهله مقارنة بما عداه؛أللهم أجعل كل ايام الفرس إنتخابات وأجعل بأسهم بينهم ياعلي ياقدير.(والعاقل يفتهم)؛وهذا خطاب للسيد رئيس الوزراء وأخيه الموقر وزير الداخلية.


* الحقيقة الثانية وهي كما اسلفنا أخر ماتبقى في جعبة المحتل والتي تتمثل بالتهديدات الأمريكية الشديدة اللهجة التي حملها ووجهها (مستر بايدن) للحكومة العراقية بكافة تفرعاتها وأقسامها ومليشياتها تلك العاملة فوق السطح وغيرها من الخلايا النائمة كما يحلو لمحللي (قناة العربية) أن يطلقوا على الذين لم يشاركوا لحد الأن بعمليات يسمونها أرهابية ومازالت تحت طور التخطيط بالسر ؛هذه التهديدات تعكر لها مزاج رجال المنطقة الملونة في بغداد (ثوار التحرير المزعوم) مما حدا بالعبقري الناطق بأسم الحكومة بالرد على بايدن هذا ويحذره من مغبة التدخل بشؤون العراق الداخلية وقد أوردت الأخبار والحق يقال أن بايدن هذا قد أعتذر عن تصرفه الوقح وتراجع عنه خوفا من أن تتضخم الأمور مما يؤدي الى حدوث أزمة سياسية ودبلوماسية كبيرة بين الحكومتين العراقية والامريكية؛سيما وأن تلك الحكومة (الأمريكية) قد تم أستقدامها من الخارج وبتأمر مفضوح وتحت ضغوطات البندقية العراقية ليتم تسليطها على رقاب الشعب الامريكي المسكين من خلال تمثيلية فاضحة كان أحد فصولها الأنتخابات الهزيلة التي أخرجت مشاهدها مخابرات أحد الدول المجاورة؛المهم بايدن هذا أعتذر خوفا من الفارس الهمام وخوفا من ردة فعل الحكومة التي نصبته هناك في أمريكا ؛وأول وتالي خوفا على منصبه في تلك الأدارة التي تسكن المنطقة الحمراء في واشنطن.


أياما معدودة مرت منذ أن أطلق بايدن تهديداته لاتتجاوز اليومين أو الثلاثة وأنتم تراقبون المشهد العراقي ؛فهل سمعتم بأن تفجيرا وقع في بغداد أو مايحيط بها؛وهل أعترض أحد بسطاء العراقيين وهم في طريقهم لأداء مناسك الزيارة للمراقد المقدسة (وأقول في اليومين أو الثلاثة) ؛(عدا عن الموصل) فتلك لها حالها؛ولنفوت الفرصة على من في قلبه مرض؛هل قتل أحد وتم رمي جثته في المزابل؛هل تمت مداهمة منزل وما شابه من تلك العمليات القذرة التي أنتهكت من خلالها حرمات أهلنا؛هل خرج علينا أحد مما يسمى عمليات بغداد ليثرثر كما (......).


وحتى لانطيل نعود لنقول(العاقل يفتهم؛والرسالة أيضا لدولة رئيس الوزراء؛ولا نعلم لماذا يقدمون كلمة (دولة) قبل مسمى رئيس الوزراء؛ولوزير داخليته الموقر).

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢١ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / تمــوز / ٢٠٠٩ م