نزهةُ العشّاق في ربوعِ أكراد العراق !

 
 
 

شبكة المنصور

محمد العماري

تصرفات العميل مسعود البرزاني لا تثير في الانسان الاّ الشك والريبة وعشرات من الأسئلة المتضاربة. فالرجل دأب, منذ أن رضع حليب الخيانة من ثدي أمّه الصهيونية, على تحدّي مشاعر العراقيين والعمل الدؤوب على إلحاق المزيد من الأذى بهم وبوطنهم الذي آواه وإختضنه وقدّم له ولأبناء جلدته ما لم يقدّمه أي بلد آخر في المنطقة. ولكن نكران الجميل على ما يبدو هو من طبائعه وأخلاقه, والعمالة للأجنبي الطامع في العراق تجري في كل قطرة من دمه. فهذا البرزاني, وريث أشهرالعوائل صهينة وحقدا على العراق في المنطقة, قام قبل أيام باستضافة مجموعة من كبار الضباط والجنرالات الأمريكان المتقاعدين, عُشاق القضية الكردية, في إمارة "مونتي كارلو الكردستانية" التابعة له في شمال العراق.


وكان يقود هؤلاء الضباط المتقاعدين, الذين قتلوا من العراقيين أكثر من مليون ونصف مليون عراقي وشرّدوا 4 ملايين منهم ودمّروا كل ما هو جميل وحي ومفيد في العراق, الجنرال جون أبو زيد قائد القيادة المركزية الوسطى السابق والجنرال السابق جي غارنر حبيب وقرّة عين العائلة البرزانية المقدّسة. وسبب وجودهم المعلن هو الاطلاع عن كثب على"التطور العمراني والاقتصادي والاستقرار..و..و...الذي يعيشه الاقليم". لكن ثمة مثل إيطالي ظريف يقول"إن الكلب لا يحرّك ذيله بدون سبب". وأول سؤال يخطر على بال الانسان وهو يقرأ هذا الخبر هو, هل جاء هؤلاء القتلة الى شمال العراق ليضعوا اللمسات الأخيرة على مشروع تقسيم العراق الذي طُرح من خلال دستور ما يُسمى باقليم كردستان العراق؟


لقد بدا واضحا حتى للعميان أن العميل مسعود البرزاني إستطاع, بمساعدة ومباركة وصمت ساسة المنطقة الخضراء, أن يحوّل شمال العراق الى قاعدة أمريكية - صهيونية متقدّمة هدفها هو دائما وأبدا إشعال نيران الفنة والاحتراك والعنصرية بينم أبناء الشعب العراقي من أجل خدمة مصالحة العائلية الضيقة. ولا يهمّمه إذا كان ذلك على حساب آلاف الأكراد البسطاء الذين سبق لهم وأن إحترقوا بنيران الحروب والاقتتال الداخلي بين الأحزاب الكردية العميلة نفسها. ويبدو إن العميل مسعود البرزاني وزمرته. شأن قادة الكيان الصهيوني العنصري, لا يمكنهم أن يعيشوا دون سفك دم الآخرين وإغتصاب أراضيهم وهدرحقوقهم وتشريدهم من منازلهم.


وإذا كان فرخ البط عوّام كما يقول المثل, فان فرخ العميل أشد عمالة من أبيه. وبالتالي فان العميل مسعود البرزاني زاد وتفوّق على والده ملا مصطفى. ولم يعد بحاجة, للاعلان عن صهيونيته وتبعيته للأجنبي, الى ورقة توت يغطّي بها عورة الخيانة والتآمر على العراق كما كان يفعل والده المقبور. وأصبح لعب مسعود البرزاني على المكشوف والاّ ما علاقة الضباط الأمريكان المتعاقين به, والتغنّي بمآثرة وإنجازاته التي كلّفت العراقيين,عربا وكردا وتركمانا وأقليات أخرى, مئات الآلاف من الضحايا والمشرّدين واليتامى والأرامل والمهجّرين بالقسوة بحجّة أو بأخرى؟


أم أن هؤلاء القتلة, من ضباط وجنرالات أمريكا الباحثين عن موطيء قدم على جسد العراق الجريح, وجدوا في العميل البرزاني, بعد أن إكتشفوا إستحالة ترويض الشعب العراقي لا بالمال ولا بقوة السلاح, خير دابة للوصول الى أهدافهم التي هي في نهاية ألمطاف أهداف البرزاني المتصهين نفسها, الاّ وهي تفكيك العراق وتمزيق وحدته الوطنية والترابية والاجتماعية والجغرافية, وزرع بذورالفتنة والاحتراب والبغضاء بين مكوناته وطوائفه المتجانسة منذ عقود طويلة.أم أنهم جاءوا الى شمال العراق لاستلام جوائزهم ومكافآتهم وهداياهم من "شاهنشاه" زمانه مسعود البرزاني بعد أن أدركوا أن ما قاموا به من سرقات ونهب وسلب من أموال وثروات وآثار وتراث العراقيين كان قليلا جدا مقارنة بما فعل رفاقهم الساسة من أمثال سيء الصيت والسمعة بول بريمر والسفراء زلماي خليل زادة ورويان كروكر.


عموما, لا يقع اللوم كله على عميل بالفطرة والسليقة ودائما تحت الطلب كمسعود البرزاني. فهذا سليل عائلة جعلت من نفسها خنجرا مسموما في خاصرة العراق. وليس فقط إداة طيّعة لمن دفع أكثر بالدولار أو بالتومان أو بالشيكل. إنما اللوم يقع على ساسة المنطقة الخضراء, إذا إفترضنا أنهم بشرأسوياء وليسوا حميرا وثيرانا ترتدي البدلات الأنيقة والعمائم النظيفة. ولا ندري إن كان هؤلاء المتباكين على السيادة وهيبة العراق وإستقلاله السياسي, أمثال المالكي العميل والطلباني الخائن وحكومتهم السائبة, على علم بدخول الضباط والجنرالات الأمريكان المتقاعدين الى العراق وإجتماعهم بمسعود البرزاني رفيقهم في السلاح والسمسرة وتهريب النفط والاثار والبشر؟ أم أنهم, أي ساسة الحضيرة الخضراء ولغاية في نفس جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي, غضّوا النظرعن كلّ ما يجري من مؤامرت ودسائس ومشاريع عدوانية في شمال العراق.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٢ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / تمــوز / ٢٠٠٩ م