املاك دعاة الديمقراطيه الامريكيه

 
 
 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي
قبل الاحتلال وعندما كان العراق دولة بكل معنى الكلمة ويقوده رجال تتمثل فيهم كافة معاني ومميزات القياده ويعملون بموجب الاختصاصات المهنيه المتعارف عليها شرعا وقانونا ، لم تكن هناك وزاره او مؤسسه او دائره ملك شخصي لفلان من الناس او علان من الاحزاب بل كان كل شيء ملك للعراق كل العراق ويخدم العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ، فوزارة الداخليه هي ملك للعراق وواجبها خدمة ابناء العراق صغيرهم وكبيرهم دونما تمييز او تحيز ، وكل منتسب لأي جهاز في هذه الوزاره يعلم بأنه مفروض عليه ان يخدم كافة ابناء العراق وفي اية بقعه من ارض العراق دون اي احساس بقرب او بعد او شعور بغربه او غبن او ضرر اجتماعي او مادي او معنوي ، وهكذا نجد ابن البصره يعمل في الموصل وابن الموصل يعمل ميسان وابن ميسان في الانبار ...الخ . ومن المستحيل ان يشعر اي موظف او اي مكلف يخدمه عامه واين ما كان مسقط راسه بأنه بعيد عن اهله لأنه مؤمن ان اية بقعة من ارض العراق هي مسقط راسه واي عشيرة في العراق هي عشيرته واهله ... وينطبق الحال على كافة وزارات ومؤسسات ودوائر الدوله .

 

ولم يسمع ابناء العراق ولم يشاهدوا حتى في الاحلام ان الوزير الفلاني استحوذ على وزارة الصحه او المسؤول الفلاني سيطر على وزارة النفط ، لأن كل شيء كان للشعب والى الشعب ... والويل لمن يتجاوز القانون او يتعمد الأساءه ويتصرف خارج حدود صلاحياته القانونيه .

 

نحن لا نريد المقارنه بين النظام الوطني الشريف الشرعي وبين جوقة العملاء التي تستنزف العراق الآن فالنظام الوطني كان يتمتع بكل علوم ومعالم الخبره والثقافة والرجوله والامانه والوطنيه ، أما جوقة العملاء من اراذل القوم وجراثيم المستنقعات فلا حاجه لوصفهم لأن غسيلهم منشور أمام الجميع .

 

لم يكتفي هؤلاء الرعاة الحفاة الغارقين بالفسق والبغاء بمليارات الدولارات التي اغتصبوها من اموال العراق وشعبه ولا بالقصور والضياع ولا انهار الدماء ، بل راحوا في كل يوم يخرجون على الشعب العراقي بتقليعه جديده لم يشهد لها العالم مثيلا تعبر عن خستهم وانحطاطهم وهي امتلاك السجون حيث اصبح لكل منهم سجنه الخاص يطمر فيه من يشاء من ابناء العراق ، ومن يمتلك شيءمن الحظ من السجناء يفلت بجلده بعد ان يشتريه ذويه من السجّان ، اما سيء الحظ الذي لا يمتلك اهله ما يسد رمق عيشهم فيغيب نهائيا ولا يظهر حتى لو ظهر المهدي الذي يدعون به هؤلاء الاوغاد .

 

في العراق الآن تجد سجن المالكي وهو على ما يبدو من اقوى السجون رصانة وسريه بحيث مجرد اعلام ذوي السجين وتأكيد وجوده يكلفهم (خمسة دفاتر) والدفتر يعني بمفهوم اللصوص (10000) عشرة آلاف دولار وليس دفتر مدرسي بعشرة اوراق مخططه .... وسجن بيت الحكيم الذي يشرف عليه الغلام عمار الحكيم .. وسجن عادل عبد المهدي ... وسجن جلال الحقير ...وسجن هادي العامري . اما سجن ابي غريب وسجون الكرخ والرصافة وسجون المحافظات فلكل سجن نظامه بموجب توجهات القائمين عليه . ناهيك عن آلاف العراقيين السجناء على ذمة الامركان الذين ليس لديهم شرف ولا ذمه .

 

هذا هو حال ابناء العراق وهذا هو واقعهم المرير في ظل الديمقراطيه الامريكيه والله يعلم كيف ستؤول الامور بعد (إئتلاف دولة القانون) وكيف ستنمو وتتطور السجون .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٨ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / حزيران / ٢٠٠٩ م