ثورة ١٧ ـ ٣٠ من تموز الخالدة : الفرادة والتميز

 
 
 

شبكة المنصور

ابــو ميسون / المغرب

حلت اليوم الدكرى السنوية لثورة السابع عشرة ـ الثلاثين من تموز الخالدة ’ والعراق تحت الاحتلال والامة العربية تبعا لدلك مفككة ومتخلفة . لكن الاسوا ما في هده الدكرى غياب رجالها الابطال ورموزها التاريخية وعلى راسهم الرجل والرمز الشهيد الخالد ضدام حسين عليه السلام .

 

وادا كان هدا الغياب ينتقص من حرارة فرحة الاحتفال بالدكرى, فان احساسنا الثوري يتدفق قويا باتجاه التامل في عظمة انجازات الثورة على الصعيدين العراقى والقومي, وهي الانجازات التي لا تزال شاخصة رغم غدر الغادرين وحقد الحاقدين, وتبقى المقاومة الباسلة اكبر ابناء هاته الثورة الولود تدكرنا بان حبلها ممدود لا ينقطع نحو تحقيق كل اهدافها التي سطرتها يوم قيامها رغم غياب اكثر رموزها .

 

ان انطلاق المقاومة بفلسفتها البعثية وبقدراتها الداتية المتجددة يجعل من هاته الثورة كائنا قويا يتعايش مع كل مرحلة زمنية من عمرها المديد وفق استراتيجية ثورية لا تتخلى ابدا عن ارادة الجهاد والبناء والوحدة. ومن هنا ديمومتها في الزمان والمكان العربيين . كل الثورات المشهورة في التاريخ انقطع اجرها وتوقف عطاؤها الحضاري اما بفعل الشيخوخة او استنفاد جهدها الابداعي مثلها مثل الكائن البشري الدي يعتريه الضعف والهرم ومن ثم الفناء, الا ان الثورة التموزية احتفظت بمجراها المتدفق الخالد لانها كانت انسانية في توجهاتها وعروبية في اهدافها ووطنية في طموحاتها . وهي بهاته القيم الثلاث التي تؤسس لنشاتها المباركة تمتلك الدكاء والطاقة للتكيف مع مكر الماكرين . وقد مثلت المقاومة الباسلة الصورة الحية لهدا التكيف , فهي امتداد طبيعي للثورة التموزية وفرع اصيل من دوحتها المتجدرة. وكل الثورات المشهورة في التاريخ حظيت بالقبول من الاعداء والاصدقاء فسارت في طريقها مطمئنة الا ثورتنا التموزية التي تكالب عليها الاعداء من الشرق والغرب وتعرضت للاغتيال اكثر من مرة , وهده حقيقة يدركها العربي والعجمي لانها تؤشر على فرادة الثورة التموزية وتميزها في سياق الثورات التاريخية.

 

فمن مستلزمات هاته الفرادة  كما يعلم الجميع قدرة ثورتنا على المنازلة وتملكها لصيغ التحدي وتجديدها لوسائل التكيف مع المحيط العربي والعالمي وتنويعها لمناهج القيادة لتظل متمسكة بالحكمة والتعقل حتى تتجاوز مخاطر المرحلة. وقد ادرك الاعداء خطورة الثورة على مصالحهم الاستعمارية في العراق والوطن العربيى فاستنفروا من اجل القضاء عليها كل الوسائل الممكنة , فبدا التآمر عليها مند ان اعلنت عن اهدافها التنموية والتحريرية, وكان بيانها الثوري الصريح بجعل فلسطين كل فلسطين في قلب سياستها الداخلية والخارجية  اندارا للغرب بجدية الثورة وواقعية تطلعاتها الثورية مثل واقعية تطلعاتها التنموية .

 

ولم يكن عداء الغرب الامبريالي لهاته الثورة العروبية البعثية خافيا على مؤسسيها طالما تقاطعت الاهداف بين الطرفين , فكثيرا ما قرانا في كتب الرفيق صدام حسين التي كنا نحصل عليها مجانا من السفارة العراقية التي كانت بنايتها قريبة من كلية الآداب بالرباط في السبعينيات من القرن الماضي , قرانا اقواله المفعمة بالتحدير من مكر الاعداء والخونة الدين يتربصون بالثورة واهدافها الوطنية والقومية, خاصة في سياق قرار التاميم العظيم , اكبر واعظم منجزات الثورة.

 

وادا لم تخني الداكرة فقد صرح الشهيد في احدى كتبه الثورية ان العراق صار مستهدفا مند 1975 بشكل مباشر, اي بعد ثلاث سنوات من استعادة العراق لثروته النفطية . لقد فجر التاميم المواجهة بين الثورة والعالم الاستعماري , المواجهة التي اتخدت اشكالا كثيرة واستخدمت فيها وسائل عديدة .

 

فرادة اخرى لهاته الثورة العظيمة وهي مواجهتها في كل فصول الصراع للعالم الدي ناصبها العداء وحيدة بدون ناصر لها الا رب العالمين . وهي بدلك صححت الكثير من المغالطات التاريخية : فاول حرب عالمية كانت في سنة العدوان على العراق 1991 ولم تكن كما في المناهج والكتب المدرسية العالمية سنة 1914 , وتبعا لهدا المنطق الصائب فان اول ثورة انسانية معاصرة هي ثورة 17ـ30 من تموز الخالدة , وان الثوار الحقيقييين على مستوى العربي والعالمي هم من فجرها على قواعد النبل والكرامة والانسانية . لدلك يحق لكل عربي ان يفخر بها وبمنجزاتها. وان يفخر بحبه للشهيد الكبير صدام الدي سهر ورعى هاته الثورة حتى استشهد من اجلها. افتخر بهدا الشهيد الكبير كمغربي عربي لمشاركته في المسيرة الخضراء سنة 1975 لتحرير الصحراء المغربية من الاستعمار الاسباني. وهدا مثال واحد على كرمها القومي.


عاشت ثورتنا التموزية الخالدة
المجد والخلود للرفيق الشهيد الامين على الثورة
الرحمة لشهدائها الكبار خاصة الرفاق طه ياسين رمضاز والتكريتي والبندر وابناء الشهيد
تحية للمجاهد الكبير رئيس جمهورية العراق عزة ابراهيم الدوري
 والله اكبر

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٩ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / تمــوز / ٢٠٠٩ م