من خفايا ومآرب الصهيونية

﴿ الفصل الثالث والاخير ﴾

 
 

شبكة المنصور

أبو حمزه الشبيبي
أيها الاحرار أيها المناضلون
ان غاية الصهيونية أن يكون لها في قلب الوطن العربي دولة !! بعد الحلم الذب بدأ مع انطلاقة الشر في أعقاب المؤتمر الفاشي الصهيوني ألاول عام 1899
 

" من شؤون فلسطينية والصادرعام 1981 تموز  يوليو "
السلاح النووي الاسرائيلي

 

الذهنية الاسرائيلية
إن أي تحليل لسياسة اسرائيل النووية لابد من أن يأخذ بعين الاعتبار  ذهنية القادة الذين تحكموا بسياسة اسرائيل الأمنية في المراحل الحاسمة بالنسبة لموضوعنا. وبخاصة دافيد بن-غوريون وتلامذته،وأبرزهم موشي دايان وشمعون بيرس.ان الفرضيات والقناعات الاساسية التي وجهت تفكير هؤلاء القادة في القضايا الأمنية اشتملت على القناعات الراسخه التالية؛ أولا، إن العرب لن يسلموا بوجود اسرائيل إلا إذا اقتنعوا باستحالة القضاء عليها؛ ثانيا ، ان هذه القناعة لن تتولد إلا إذا هزموا في جميع الحروب التي سيشنوها بالتأكيد لتحقيق هدفهم ؛ثالثا، إن "حدود" دولة اسرائيل كما تعينت في خطوط الهدنة خطرة من الناحية الأمنية وينبغي تحين الفرص لتوسيعها بالقوة ؛ رابعا، ان هذا الوضع واحتمالاته يحتم إعطاء الأمن وبناء القوة العسكرية العسكرية أولوية قصوى على جميع الاهداف والاعتبارات؛ خامسا، ان الضمان الأول والأخير لاسرائيل هي قوتها الذاتية،وأية ضمانات دولية مشكوك في قيمتها، ولا يمكن أن تشكل بديلا للقوة الذاتية


وليس المرء بحاجة إلى خيال واسع ليتصور ان هذا النمط من الذهنية  سيرى في امتلاك السلاح النووي، ما دام بالامكان التوصل اليه، ضرورة حيوية لتحقيق أهداف اسرائيل، ودرء الأخطار البعيدة والقريبة المدى

 
انعطافات في السياسة النووية

استكمالا للبحث قد يجدر المرور على الانعطافات التي مرت بها السياسة النووية الاسرائيلية، كما استنتجها الخبراء من التحولات التي طرأت على"لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية" ومن بعض الظواهر الأخرى تشكلت لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية عام 1952، في إطار وزارة الدفاع .وقد ضمت ستة علماء بمن فيهم الرئيس.البروفسور أرنست دافيد بيرغمان.المعروف بأنه من انصار - بن غوريون وقد مرت اللجنة، عام 1957 بأزمة كبيرة .أدت إالى استقالة أعضائها جميعهم باستثناء رئيسها.وبعد ثلاث سنوات. انكشف أمر مفاعل ديمونا وبرز في الجدل الذي ثار عقب هذا الكشف، اثنان من العلماء المشتغلين في نشاطات"لجنة تجريد المنطقة من السلاح النووي" التي تأسست لمعارضة تطوير سلاح نووي في اسرائيل. وفي ضوء الخلاف الدائر آنذاك بين انصار التوجه"الفرنسي" ( بن-غوريون، دايان، بيرس) وأنصار التوجه "الامريكي" في المؤسسة الأمنية استنتج الخبراء ان السبب في المشكلة لابد من أن يكون كامنا في القرارات التي اتخذت بخصوص مفاعل ديمونا،الذي تم بناؤه بمساعدة فرنسية. وقد كانت الولايات المتحده، في تلك الفترة. تصرعلى التفتيش على المفاعلات النووية التي تزود دولا أخرى بها للتأكد من عدم استخدامها للأغراض الحربية بينما كان الموقف الرسمي المعلن لفرنسا هو أن الرقابة على المنشآت النووية تمثل انتهاكا للسيادة القومية

 
وفي الفترة الممتده بين عامي 1964 و1966، أي بعد تولي ليفي اشكول لرئاسة الحكومة، تم التحول من فرنسا إلى الولايات المتحده بالنسبة للتعاون الأمني ومشتريات السلاح. وفي عام 1966، أعيد تشكيل لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية ، فتولى اشكول رئاستها، وزيد عدد اعضائها إلى سبعة عشر عضوا،وسحبت من اشراف وزارة الدفاع ووضعت تحت اشراف رئيس الحكومة.وفي الوقت ذاته،استقال بيرغمان من رئاسة اللجنة وعضويتها . السنة نفسها وقعت الولايات المتحده على اتفاقية لبيع اسرائيل مباشرة سلاحا هجوميا لأول مرة(طائرات سكايهوك)، واعلنت عن استعدادها لدراسة إقامة مشروع نووي مشترك لتحلية مياه البحر. ورافق هذه التحولات انسحاب بن-غوريون وأنصاره من حزب مباي، وتشكيلهم لحزب رافي. واستمر بن-غوريون طوال عام 1966.في مهاجمة اشكول، واتهامه "بتقصير أمني" فادح .يعرض سلامة اسرائيل ومستقبلها للخطر. ولم يجد المراقبون تفسيرا مقنعا لمثل هذا الاتهام الخطير الغامض ألا في اطار الخلاف على السياسة النووية


وفي عام 1967، وفي الفترة التي سبقت حرب حزيران(يونيو)،فرض الجيش على ليفي اشكول تعيين موشي دايان وزيرا للدفاع.وفي عام 1970، تعرقل المشروع النووي الامريكي الرامي الى تحلية مياه البحر، وبدأت المخابرات الامريكيه بتسريب معلومات مفادها ان اسرائيل اختصرت المدة اللازمة لتجسيد خيارها النووي الى الصفر.وقد رأى المراقبون في هاتين الظاهرتين،وظواهر أخرى.علائم تدل على انعطاف آخر في السياسة النووية الاسرائيلية.باتجاه الغاء التجميد المعتقد ان اشكول فرضه على تطوير السلاح النووي.ويمكن ربط بداية هذا الانعطاف بالخبر الذي نشرته "التايم" والذي أشرنا اليه أعلاه بأن موشي دايان أعطى الأمر، بصفته وزيرا للدفاع، بأنشاء مرفق فصل البلوتونيوم عن الشوائب المرافقه له في عهد غولده مئيرالتي تولت رئاسة الحكومة بعد وفاة اشكول. ويمكننا أخيرا إضافة الموقف الاسرائيلي من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية التي أقرتها اللأمم المتحده في عام 1968.واصبحت نافذة المفعول في عام 1970.فقد رفضت اسرائيل. كما كان متوقعا التوقيع على المعاهدة بحجة انها في وضع أمني لايسمح لها بذلك"بسبب تورطها في نزاع يتميز بسباق تسلح كبير لاضوابط له

 
تقارير المخابرات وتصريحات المسؤولين

ليس هناك مايدعوا إلى أيراد"جودة "شاملة بما نشرته كبريات الصحف الامريكية وغيرها .نقلا عن مصادر الاستخبارات الامريكية وموظفين امريكيين كبار، من أن اسرائيل تمتلك السلاح النووي فعلا.وقد يكفي أن نذكر أن مدير الوكالة الامريكية للأشراف على شؤون التسليح ذكر في عام 1975 أنه من المحتمل ان تكون اسرائيل انتجت سرا سلاحا نوويا. ونسبت صحيفة بوسطن غلوب، في الفترة نفسها،الى موظفين حكوميين أمريكيين كبار
قولهم ان اسرائيل بحسب رأيهم أنتجت سلاحا ذريا. ونقلت مجلة"نيويورك" الامريكية في ايلول(سبتمير) من العام نفسه عن مسؤولين أمريكيين وخبراء ذرة قولهم ان اسرائيل أصبحت،منذ زمن بعيد عضوا في النادي الذري،وربما كان لديها عشر قنابل ذرية أو اكثر، بقوة قنابل هيروشيما، وذكرت صحيفة واشنطن بوست، في تموز (ايلول) 1976، ان مسؤولين كبارا في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية قالوا في اجتماع شبه مغلق مع أعضاء المؤسسة الامريكية للعلوم الجوية وعلوم الفضاء وحضره أيضا عدد من الصحافيين.ان لدى اسرائيل عددا يتراوح بين 10 و20 قنبلة ذرية جاهزة ومعدة للاستخدام. واخيرا نشير الى المقال الشهير الذي نشرته مجلة التايم الامريكية، في نيسان(ابريل)1976. والذي ذكرت فيه ان اسرائيل سلحت ، في الايام الأولى من حرب تشرين(أكتوبر) 1973.ثلاثة عشر صاروخا من طراز أريحا(أم د660)بقنابل ذرية قوة كل واحدة " منها 20 كيلوطن.وان هذه القنابل أعيدت الى مخازنها "في مكان مافي الصحراء "عندما حصل انعطاف في مجرى الحرب لمصلحة اسرائيل ويؤكد الصحافي الامريكي راسل ويليام هاو. في كتاب سيصدر قريبا رواية"التايم" ويذكر نقلا عن تقرير داخلي للاستخبارات الامريكية.ان الأمر بتجميع القنابل الذرية وتجهيزالصواريخ بها صدر عن رئيسة الوزراء ،غولده مئير، في ليل 8 تشرين الاول(اكتوبر)،بعد ان أعلمها دايان أن قائد المنطقة الشمالية آنذاك أخطره بأنه لن يستطيع الصمود طويلا أمام القوات السورية المندفعة في الجولان.ويضيف الكاتب ان القنابل تم تجهيزها للاستخدام خلال 72 ساعة.وان طائرة تجسس امريكية اكتشفتها في 12تشرين الأول(اكتوبر) وان الرئيس الامريكي آنذاك.ريتشارد نيكسون.اتصل عن طريق"الخط الأحمر" ببرجنيف. وفي اليوم التالي.اكتشفت طائرات التجسس الامريكية سفينة روسية محملة برؤوس نووية متجهة من اديسا الاسكندرية، وعندها أعلن الرئيس  نيكسون حالة الطواريء للقوات الامريكية، في جميع أنحاء العالم.ولكن الخطر كان قد زال

 
الواجب العربي

لقد راودت الشكوك العرب، منذ فترة طويلة بخصوص امتلاك اسرائيل للسلاح النووي،ومن المعقول الافتراض أن الحكام العرب أدخلوا الأمر في حساباتهم،كخطوة دفاعية.وهنا، يسجل المرء بارتياح أنه لا الجماهير العربية،ولا بعض الحكام العرب المنتمين الى جبهة المواجهة أصيبوا بالذعر نتيجة لذلك. إن امتلاك اسرائيل للسلاح النووي يمنحها،بدون شك، تفوقا عسكريا آنيا على الدول العربية، وهوتفوق حاصل، على أية حال بالاسلحة التقليدية .ولكن هذا التفوق ليس مستعصيا على الحرب الفدائية التي شنتهاالثورة الفلسطينة ضد اسرائيل. ومخاطرة لاتتركز في المدى القصير،حيث لايتوقع أحدا أن تشن دولة، او دول، عربية حربا شامله ضد اسرائيل في السنوات القريبة القادمة. وفي اللحظة التي يمتلك فيها العرب. بدورهم،سلاحا نوويا ستنقلب المعادلة الراهنة للأسباب التي أوردناها أعلاه في سياق البحث.رأسا على عقب، وتفقد اسرائيل حتى ميزة تفوقها في الاسلحة التقليدية


إن خطوة انفراد اسرائيل بحيازة السلاح النووي أوضح من أن تتطلب التشديد وفي ظل الاطماع الاسرائيلية الراهنة والمستقبلية. فضلا عن الاغتصاب الأصلي.يصبح تطوير سلاح نووي واجبا اسمى على كل دولة عربية في استطاعتها البدء بذلك .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٣ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / تمــوز / ٢٠٠٩ م