هل أصبحت بيوت الله منبراٌ للدعاية الانتخابية

 
 
 

شبكة المنصور

أبو علي / الاعظمية

بسم الله الرحمن الرحيم
( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الأخر ) صدق الله العظيم


من المعروف إن للسياسة والسياسيين أماكنهم وساحات خاصة يتحركون عليها في مجال عملهم ، وكما قيل بأن (السياسة ليس لها أخلاق ) تحركها المصالح والمنافع فهي وسيلة لتحقيق رغبات وطموحات أشخاص ونادراٌ ما تسمو إلى تحقيق مصالح عليا للوطن والشعب لأنها حتماٌ سوف تصطدم بقوى متعددة بالضد منها ومثال على ذلك الذي حصل للعراق في عهد الشهيد المجاهد صدام حسين (رحمه الله )عندما أراد إن يسمي الأشياء بمسمياتها ويضعها في أماكنها الصحيحة ، وبوقوفه ضده الباطل وأهله وبجانب الحق المهضوم وعلى مستوى الوطني والقومي والإنساني ،حيث غرس بذور الإيمان والثبات في نفوس الشعوب واثبت لهم بان المواقف التاريخية ضد الظلم والطغيان تبقى شاخصة وعميقة بعمق التاريخ وان تأثيرها يظهر مفعوله مع تقادم الزمن ، وهذا ما حصل في عراقنا المحتل حيث اثبت الشعب العراقي الأصيل بان مسيرته الماضية كانت علامة مشرقة وهي عًبرت عن رضا الرحمن الرحيم والضمير الإنساني من خلال مقاومته للاحتلال ورفضه ،وقد تغيرت مواقف الكثير من المغرر بهم بالعودة إلى النهج والموقف الثابت والمشرف وقد بان هذا الموقف جلياٌ بعد ظهور نتائج ( انتخابات مجالس المحافظات ) .


إما في مجال الدين فالرب واحد والنبي واحد والقران واحد ولامجال لاستغلاله وتسخيره من اجل تحقيق مآرب ومقاصد بعيدة عن تقوى الله وكسب رضاه فهي طقوس خالصة لعبادة الخالق و تطبيق الفرائض والواجبات التي كلف الله بها البشر


قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( ما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون )


وهنا ادخل في لب عنوان موضوعي :


اعتدت أن أؤدي صلاة الجمعة في جامع الإمام الأعظم كباقي أهالي الاعظمية النجباء وعند وصولي إلى الجامع فوجئت بموكب ضخم يحيط بالجامع من سيارات حديثة ذات الدفع الرباعي وسيارات شرطة ( بيكب ) وهمرات مع انتشار كثيف لعناصر الجيش والشرطة مدججين بالسلاح ، وقلت مع نفسي أن هناك زيارة لأحد المسولين الكبار في الدولة الراقية ! وعند الاقتراب من الباب الرئيسي للجامع تم تفتيشي بدقة من قبل هذه العناصر وليس من عناصر حماية الجامع كالعادة ، ودخلت إلى داخل الجامع وكان صوت قارئ الجامع يرتل القران لحين موعد الأذان وفجأة ينقطع صوت القارئ وبدون تصديق اسمع صوت خطيب الجامع يرحب بالضيف ويطلب من الحضور الإنصات إلى كلمة الأستاذ صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد مما أثار دهشة واستغراب المصلين لأنها غريبة ولم تحث من قبل وبعيدة عن سياقات وأصول شعائر صلاة الجمعة المعتادة ، وبعد الانتهاء من كلمته والتي كانت خاوية من معنى أو نفع لأهالي الاعظمية خرجت بخلاصة وجب علي أن أدونها ليطلع عليها الناس ومن هو مسوؤل في الحكومة الراقية وهي :


1- إن المبالغة بعدد إفراد الحماية والسيارات كانت مثار دهشة واستنكار المصلين بحيث أصبح المكان بمثابة ثكنة عسكرية وليس بيت آمن .


2- أن التجاوز على تقاليد وشعائر صلاة يوم الجمعة كان واضحاٌ بحيث تم إيقاف صوت قارئ القرآن ليسمح للضيف أن يلقي كلمته وهي أهم من كلام الله عندهم .


3- المفروض من القائمين على إدارة الجامع أن يبلغوا الضيف بان تقاليد وشعائر صلاة الجمعة تجيز للشخص أن يلقي محاضرته بعد الانتهاء من الخطبة وصلاة الفرض .


4- يعرف الضيف مسبقاٌ بأنه زائر غير مرغوب فيه لأنه لو أجلت كلمته إلى نهاية الصلاة لخرج المصلين وتركوه وحيداٌ مع حاشيته .


5- والغريب في كلمته الموجه إلى أهالي الاعظمية وهم الضحية كان الأجدر به أن يوجهها إلى الجناة وهو يعرف إن من يقتل ويخطف ويداهم هم حكومته من عناصر وزارتي الداخلية والدفاع ومليشيات الأحزاب الطائفية .


6- كانت دعوته إلى أهالي الاعظمية إن بابه مفتوح لهم بتقديم طلباتهم وإبداء المساعدة وحل مشاكلهم شخصياٌ ما هذا الكرم والسخاء الذي اتصف به المحافظ أم أن هناك غاية ومصلحة لقرب موعد الانتخابات .


7- أقول لكل من يعمل في السياسة وفي ظرف الاحتلال إن يبتعد عن استغلال أماكن العبادة لإغراض انتخابية لقد سئمت منكم الناس ومن تصرفاتكم في ظل الاحتلال ودعوا الناس أن تمارس طقوسها الدينية بسلام وأمان فكل شي زائل في هذه الدنيا وما الفوز إلا للحياة الآخرة .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م