محمد يونس الأحمد مجاهد بالمراسلة ....

 
 
 

شبكة المنصور

أبو محمد العبيدي
لقد سمعنا كثيرا عن وجود جامعات تعطي شهادات إلى منتسبيها المسجلين لديها من خلال قيامهم بالدراسة عن طريق المراسلة, ولكننا لم نسمع عن اكتساب صفة الجهاد, بل وقيادة الجهاد بالمراسلة ,فهل من المعقول أن تجرد هذه الصفة من فرد ولا أقول قيادي أو مناضل أو أي صفة أخرى رغم انه وخلال أكثر من ست سنوات يقود نضال حزب ويقود جهاد شعب ضد احتلال اكبر قوة غاشمة شهدها التاريخ ,وتعطى هذه الصفة إلى شخص لم يقلق يوما في منامه خوفا أو تحسبا من مداهمة أو اعتقال أو قتل أو انفجار صاروخ أو قنبلة أو عندما تنتظر نتائج عملية جهادية أو عندما تفقد احد الرجال الصالحين ,ليس لأنك سوبرمان بل لأنك يعيش في دولة أخرى بعيدة عن كل هذه المقلقات .هل جربت توزيع نشرة حزبية في عكود ودرابين بغداد الحبيبة وأنت محاط بكلاب المهدي وعقارب بدر وثعابين الدعوة, ولن أقول قدت جيش أو عملية قتالية أو غيرها من المهمات الكبيرة فانا أتكلم على قدري ؟


لم أناقش عدم إعطاءك صفة الرفيق لعزة الحق ولم اعترض عليها عندما تسمى بها شخصك محمد يونس الأحمد وتمنعها عنه, ولكن صفة المجاهد التي وصفت بها نفسك ومنعتها من صاحبها والذي هو عزة الدوري,في بداية رسالتك التي أرسلتها في أواسط نيسان توضح انك تريد اخذ ما لغيرك وفي نفس الوقت تمنعها عن صاحبها الحقيقي ,وهذا افتراء صريح مخالف للواقع الذي يعرفه الأصدقاء والأعداء, البعثيون وغيرهم ,الجميع يعلم أين تعيش وماذا يعمل المجاهد عزة إبراهيم فهو يعيش متنقلا أو مختفيا والحقيقة إنني لا اعرف كيف يعيش مثل هؤلاء ,ومن المؤكد إن الملائكة تحرسهم ,والجهاد يرتبط بمن يعيش في العراق ويجاهد ضد المحتل بغض النظر عن فكره ومستواه الحزبي أو مركزه أو أي عنوان آخر ,إذن وبما انك تعيش في سوريا العروبة فبإمكانك أن تطلق على نفسك كل أنواع التسميات التي تريد, إلا تسمية وصفة المجاهد فهي لا تنطبق عليك وهي كبيرة عليك رغم إنها تطلق هنا في العراق على أناس بسطاء من عامة الشعب ربما لا يفهمون أي شيء في سياسة آخر وأول زمان ,ولكنهم يفهمون إن الاستشهاد من اجل الوطن والدين هو واجب .


وقبل أن انتقل لمناقشة ما جاء في متن رسالتك أذكرك بان عدم إتباعك أصول اللياقة في المخاطبات حتى مع أعدائك لا تمت للأخلاق العربية والبعثية بشيء ,وكان الأجدر بك التشبه بالقائد عزة الحق عندما خاطب مجرم القرن بوش بنعته بالسيد الرئيس ,رغم كل إجرامه بحق العراق والأمة والدين والقيم ,ليعطي مثلا عن الأخلاق العربية البعثية السامية حتى مع ألد أعداء الأمة ,فكيف إذا كان المراد مخاطبته رفيق و قائد ومناضل ومجاهد ومؤمن ,فهل إن مجرد خلاف على المناصب يجعلك تنسى أخلاقنا العربية .وربما ستقول إن هذا الكاتب ما هو إلا جاهل لا يعرف الحقيقة,لأنه يتصور أن الخلاف سببه الموقع القيادي الفلاني ,بينما الحقيقة هي شيء آخر وهنا يبدأ التنظير ,ولا ادعي باني اعرف كل أنواع التنظير الذي ستدعيه ولكن وقبل أن تجيب أقول لك, إن الموضوع يخص المركز القيادي ولا غيره حتى لو بررت ذلك بمجلدات,لماذا لأني اعلم إن الشيء الوحيد وبدون استثناء الذي يجبر أي رفيق على التصرف بمثل ما تتصرف به هو خيانة القائد أو القيادة(لا سامح الله) وهذا ما لا يمكن أن تقوله لا أنت ولا غيرك وما عدا ذلك فلا شيء يبرر جريمتك بشق الحزب ولأي سبب أو مبرر,وأقول لك ولكل من سيقرأ مقالتي هذه باني وقبل الاحتلال كنت من المتضررين بالمفهوم التقليدي وكنت على خلاف مع القائد وعموم القيادة ,ولكن هل إن هذا يبرر خيانتي للمبادئ وللشعب وللأمة وللبعث العظيم ومن هو الذي استطيع أن ائتمنه على شرفي ومبادئي غير البعث ومن هو القائد الذي يستحق أن أنفذ أوامره دون نقاش في اللحظة الحاسمة أليس هو المجاهد الذي نذر حياته لهذه المبادئ ولهذا الشعب والوطن ,أم تريدني الهث وراء من هرب وترك المبادئ والوطن والشعب,وبدلا من فسح المجال للآخرين ليقوموا بواجبهم بدأت بوضع العصا في دولاب النضال وبدلا من توجيه سهامنا كلها للعدو تجرنا إلى معارك جانبية لا تنفع إلا أعداء الجهاد والبعث.     


 لقد ابتدأت رسالتك كما يلي (رسالة الرفيق المجاهد محمد يونس الأحمد إلى عزة إبراهيم والرفاق أعضاء القيادة القومية )بكذبة وادعاء غير حقيقي كما بينا أعلاه ,والثانية والتي لم افهمها وهي انك وقيادتك المصون قد أصدرتم قرار بفصل القائد عزة إبراهيم ,فلماذا تخاطبه وأنت لا تعترف به ولا بقيادته ,وكان الأجدر بك أن توجه رسالتك هذه إلى القيادة القومية وليس إلى القائد عزة الدوري ,وحتى هذه لن تكون مقبولة لان هذه القيادة التي توجه لها الرسالة قد سبق واختارت القائد عزة إبراهيم كأمين عام لها وللحزب ,فهل إن اعترافك بها في الوقت الذي هي لا تعترف بك هو محاولة غبية للتفريق بينهما,فلتكن ,ويبدو انك لا تتابع بيانات القيادة القومية والتي سبق وان انتخبت الرفيق عزة الدوري أمين عام لحزب البعث العربي الاشتراكي .


وسنترك المقدمة لنناقش التفاصيل ,لقد بينت إن الهجمة الشرسة لأعداء الحزب والذين يريدون القضاء على البعث فكرا وتنظيما ,ونحن نؤيدك في ذلك 100% كما يقولون ,وهل تتصور إن حجم وتأثير هذه الهجمة الشرسة كما وصفتها تؤثر على الحزب وتنظيمه ومستقبله أكثر مما فعلت من خلال شق وحدة الحزب في فترة لم يشهد لها تاريخ البعث أصعب وأقسى واخطر منها ولماذا من اجل أن تستلم أنت وبعض المناضلين والمجاهدين والأبطال و الثوريين وكل الصفات التي ترغبون بها وانتم جالسين في مقاهي دمشق تنركلون في مقاهيها ؟!! أن تستلموا قيادة الحزب ,منذ متى كان ألبعثي يفكر بمنصب قيادي على حساب الأمة ومصيرها وعلى حساب الشعب ومستقبله وعلى حساب المبادئ والقيم الني ضحى من اجلها عشرات الآلاف من الشهداء ,إن مجرد التفكير بمثل هذه الطريقة تعني انك فقدت صفة البعثية ,وقبلها وبعدها صفة القيادي ,إن من ابسط صفات القائد وأنت عسكري هو تواجده بين جنوده أو قريب منهم فهل بإمكانك ذلك ,على الأقل لتتساوى في هذه النقطة مع الرفيق القائد ,بغض النظر عن كل الأمور الأخرى الشرعية والصفات الخاصة والحزبية والأخلاقية والقيادية.


لقد ذكرت في متن رسالتك ما نصه (ولان المسئولية التاريخية والأخلاقية التي تقع على عاتقنا جميعا للنهوض بدورنا الجهادي لذا نرى أن نؤجل وتجمد خلافاتنا احتراما لهذا الدور الوطني والقومي والتاريخي ....الخ)
وهنا لدينا ملاحظتان هما :_


1_إن من يريد أن يجمد ويؤجل خلافاته مع أي طرف مهما كان ومهما كانت أسباب الخلاف ,أن يبدأ المخاطبة بحد أدنى من الاحترام وهذا ما لم تقم به.مما يوضح انك لا تسعى إلى ما تقول وما هي إلا محاولة لتبييض وجهك ليس إلا ؟


2_ أنت تقول إن المسئولية التاريخية والأخلاقية والوطنية واحترام الدور الوطني والقومي والتاريخي يفرض تجميد الخلافات بيننا ,ولا اعرف ما هي هذه الحلافات التي فرضت عليك ضرب المسئولية التاريخية والوطنية والقومية بعرض الحائط ,فهل يوجد خلاف أهم من المبادئ ,فالمعروف أن الخلاف يعني انه خلاف شخصي وليس فكري أو مبدئي ولا حتى سياسي بل تنظيمي, الغاية منه السيطرة على قيادة البعث ليس إلا ؟!!


وإذا كانت المسئولية التاريخية مهمة إلى تلك الدرجة فلماذا تم افتعال كل هذه المشاكل ومن الذي استفاد منها .من المؤكد إن أعداء الحزب هم المستفيدون بصورة عامة والخاسر هو الوطن والحزب ,وخسارة الحزب لا تتمثل ببضعة أفراد حاولوا سرقة القيادة والحزب بل بالعناصر البعثية التي ربما تكون قد غرر بها لسبب أو لآخر وهذا ما يحزنني شخصيا ,فان خسارة القائمين على هذا العمل هو كسب كبير للحزب ولمسيرة الجهاد ولكن خسارة بعض أفراد القواعد هم الخسارة الحقيقية لأنهم لا يعلمون أو غرر بهم لسبب أو لآخر .


فهل أصبحت المبادئ والمسئولية الوطنية والقومية اقل شأنا من هذه الخلافات الشخصية بحيث أصبحنا نتعكز عليها لإعادة الأمور إلى مجاريها بعد إنهائنا خلافاتنا وهل إن المرحلة تتسع لمثل هذه الترهات والمناوشات التافهة ودماء خيرة شبابنا تسيل على مذبح الحرية والوطن والدين,هل تعلم أيها المناضل المغوار ماذا يعني فقدان ثكلى لولدها , أو   او....هل كل ذلك من اجل أن تتربع جنابكم على كرسي الخلافة .


نحن لا نريد منكم سوى أن تتركونا نؤدي واجبنا تجاه الله أولا واتجاه وطننا وقوميتنا وحزبنا وبعد التحرير إن شاء الله, تعالوا وافتعلوا المشاكل ونظروا وتناقشوا وتماحكوا وطالبوا بعقد المؤتمرات والندوات وأرسلوا مندوبيكم وبرقياتكم ,أما الآن فأكرمونا بسكوتكم ,وان كانت لديكم قدرة فساهموا في جهاد المحتل وعملائه عمليا وليس بالخطابات الرنانة ,فالأوطان لا تحرر بالكلمات بل بالدم والسيف والألم والخوف والدموع والتضحية والإيمان . 


إن من يقرا مقالتي ربما يتصور ,إني احد قيادي الحزب أو أني أتكلم باسم قيادة ما , الحقيقة إنني ليس أكثر من بعثي وهذه أجمل صفة واعز صفة واكبر صفة نلتها في حياتي رغم مراكزي الوظيفية أو الحياتية المشرفة ,وهي التي تجعلني أتكلم بحرية ليس نيابة عن قيادة ما ولكن نيابة عن ضمير البعثيين البسطاء الصابرين المتحسبين المؤمنين بان الله عز وجل قد اختارنا ليوم من أيام معارك العرب والمسلمين الكبرى .


نحن ليس لدينا عقدة اتجاه اسم القائد ولكننا لدينا محددات وصفات, وأول هذه الصفات والتي لن نتنازل عنها هي أن يكون القائد بين جنوده وكل الصفات والمحددات الأخرى يمكن مناقشتها أو القبول بما متوفر منها في شخص القائد حيث لا يمكن أن يكون كامل فالكمال لله وحده ,واقترح عليك إذا كنت حسبما تدعي تريد الحفاظ على وحدة الحزب مقترحا يعيدك إلى موقعك السابق (ولا اقصد هنا الموقع أو الدرجة الحزبية ) بل الاحترام وذلك بتقديم اعتذار إلى القيادة القومية والقطرية عن ما سبق وتقدم نفسك ومن معك لتكونوا جنود لتحرير العراق ,ومن المسلم به إن تحرير العراق من المحتل وعملاءه أهم بكثير أمام الله والتاريخ والشعب والبعث من مركز أو منصب قيادي مهما كبر عنوانه أو صفته ,ولعلمك فنحن متمسكون بقيادة عزة الحق والرفاق الآخرين ما داموا متمسكين بثوابت التحرير ,وطبعا فان القيادة هي التي تقرر وما نحن وكلامنا هذا إلا حرص عليك وعلى من تبعكم من الرفاق حتى لا تخسروا دينكم ودنياكم .
هؤلاء هم جنود البعث وجنود القائد عزة إبراهيم الدوري ما دام على عهد التحرير فهل لديك مثلهم ؟


أما عن مقترحاتك بشان عقد مؤتمر قطري أو تعيين قيادة قطرية مؤقتة أو غيرها من المقترحات فأقول لك دون مناقشة أو تحليل أو تبرير والتي اعتقد إنها تفي بالغرض, أقول المثل العراقي التالي (عرب وين وطنبوره وين ) .


والسلام على من اتبع الهدى .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م