من المؤسف حقا أن يتمادى الحزبين الكورديين المتسلطين على إقليم
كوردستان في إثارة المشاكل التي يدفع ثمنها في النهاية أبناء شعبنا
الكوردي في منطقة كوردستان ، فجاء ما يسمى بـ ( دستور إقليم كوردستان )
ليؤكد من جديد هروبهم من الوضع الداخلي الذي يعيشه الحزبان ، فما هو
إلا إسفين في تمزيق وتحطيم عرا الوحدة الوطنية والمتمثلة بالأخوة
العربية – الكوردية عبر التاريخ .
وعلى ضوء ما تقدم فأننا في حزب الحرية والعدالة الكوردستاني نعلن رفضنا
القاطع لهذا الدستور ، الذي جاء ليؤكد ( كلمة حق يراد بها باطل ) ونؤكد
لأبناء شعبنا وتنظيماتنا بأننا مع العراق الواحد الموحد ، والعمل على
ضمان حقوق شعبنا ضمن العراق ووحدته الوطنية القائمة على الأخوة والمصير
المشترك ، وندعو كافة الأحزاب والمنظمات في إقليم كوردستان إلى الإعلان
عن رفض هذا الدستور ، وإدانة كل الخطوات التي من شأنها إضعاف وحدة
العراق وسيادته .
كما جاء هذا الدستور دون اخذ رأي أبناء شعبنا الكوردي ومن معه وبخاصة
الأخوة المسيحيين واليزيديين والذين يشكلون نسبة لا يمكن الاستهانة بها
وتجاوزها ، بل يبدو أنهم اعتادوا ديمقراطية الانفراد ، ومسايرة
ديمقراطية الاحتلال وأعوانه في فرض آرائهم والتلاعب بمصير المنطقة
الكوردية .
وعليه فإننا نحذر القائمين بهذا العمل والعودة لمنطق الحق والعمل على
تمتين أواصر الأخوة العربية الكوردية ، والحفاظ على وحدة العراق والكف
عن التلاعب بمصير الشعب العراقي عامة والشعب الكوردي خاصة ، من خلال
ممارساتهم وأفعالهم الخارجة عن القانون والأعراف ، فهي دعوة للعودة
والتخلي عن الاستكبار والتعصب الأعمى ، بحيث جعل الأحزاب المشاركة في
العملية السياسية في ظل الاحتلال من العراق فريسة سهلة لأهوائهم بعيدا
عن قيم الوطنية والمواطنة الحقة في الحفاظ على وحدته وسيادته .
عاش العراق حرا موحدا ومحررا بإذن الله تعالى .
|