لهذا السبب وغيره أصبحت المقاومة امراً ملحاً آسفة أخي العربي ، العرب غير مرحب بهم في بغداد

 
 
 

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية
عبر هذا الانترنيت اللعين ، نشأت بيني وبين مواطن عربي علاقة صداقة متينة ، فقد صار يعرف كل تفاصيل حياتي ، وصرت (عمة وخالة) لكل إفراد أسرته وأسرة أشقائه وشقيقاته.


وفي كل أيميل يبعثه لي ، يدعوني وأسرتي لزيارة بلده وقضاء فترة استجمام ، عشرات الايميلات الواردة منه ، تضم في داخلها دعوة زيارة موجه لي وفيها أمنيات ورغبات وولع لزيارة بغداد . أما ايميلاتي فخلت من أية دعوة حتى دعوة مجاملة..


وخلت ايميلاتي من إجابة دعوة الصديق العربي وأسرته وتحقيق حلمه بزيارة بغداد .
أهلا وسهلاً بكم في بغداد ...بغداد ترحب بكم..
ديمقراطية بوش حرمتني من إجابة دعوة أي صديق عربي حتى مجاملةٍ..


وديمقراطية أمريكا حرمتني من إعطاء رقم موبايلي لأي صديق عربي.. إذا اكتشفت الحكومة إني احدث مواطن عربي في الموبايل فسأتهم بالإرهاب حتماً إما إذ وجهت دعوة لصديق عربي لزيارة بغداد فسأتهم بالإرهاب ومساعدة الارهابين في التسلل إلى بغداد لان الإرهاب الموجود في بلدي المحتل في وجهة نظر الحكومة العراقية سببه المواطن العربي ..الإرهاب قادم إلينا من دول الجوار العربية فقط والعرب هم الإرهابيون في وجهة نظر ساسة العراق اليوم.


المشكلة الأساسية عندي تكمن في أن الصديق العربي يعرب لي عن سعادته وسروره وفرحته التي لا توصف وهو يشاهد في التلفاز مسؤول حكومي عربي يزور بغداد ويجالس الحكومة العراقية ويشاهد الابتسامات في الوجوه والقبلات ومصافحة الأيدي لبعضها لدرجة يجعله يتصور انه بإمكانه السفر إلى بغداد بدون جواز سفر وتأشيرات الدخول وقصص الفيزة.


كلما زار وفد عربي رسمي بغداد ، أصبح المواطن العربي ارهابياً وتوجه له تهم خراب العراق وكل العراقيين الذين طالتهم خناجر الإرهاب ، العرب هم المتهمون الاساسيون وحدود العراق من الجهة العربية أصبح بابا ونافذة يتسلل منهم الإرهابيون المغاربة والتونسيون والسوريون واليمنيون ، فالإرهاب يصدرّ للعراق من الدول العربية وإيران برئية براءة الذئب من دم يوسف.


والواجب الملقاة على عاتق المسؤول العربي الذي يتجشم عناء السفر إلى بغداد لملاقاة أرباب أمريكا ، ليس نفي صفة الإرهاب عن مواطني بلده وحمايتهم من تهم الإرهاب الموجه لهم وتجريدهم من أية صلة بالإرهاب بل واجبهم الوحيد هو تحسين العلاقة مع الحكومة العراقية لإنجاح تجربة الديمقراطية الأميركية في العراق ودعم مشاريع أمريكا ومخططاتها والتنسيق للحصول على منافع مادية ومعنوية.


ولان الحكومة العراقية نصبت من قبل أمريكا ، فليس بمقدور زعيم عربي أو حاكم أو رئيس دولة عربية رفض صداقتها أو الاعتراف بها .


ثم ماعلاقة الحكومة السورية بالشعب السوري وهل من واجل الحكومة حماية مواطنيها من تهم الإرهاب التي تلصق بهم كل يوم. وهل من واجب ملك المغرب أو رئيس تونس نفي صفة الإرهاب عن مواطنيها ..


تنقلب الدنيا وتقوم القيامة إذا اكتشفت الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية وجود مواطن عربي في مدينة من المدن العراقية والمواطن العربي هذا إرهابي ابن إرهابي حتى وان وجوده في العراق كان حباّ بالديمقراطية وبالحكومة نفسها ومع ذلك تتوافد الحكومات العربية إلى بغداد ويتبادلون الابتسامات والقبلات مع مسؤولين عراقيين يتهمون مواطنيهم بالإرهاب وخراب العراق ..


كيف يمكنني أشعار صديقي العربي انه غير مرحب به في بغداد ،هل يستطيع أن يفهم أن وجوده سيشكل خطراً على حياته وحياتي فاكتشاف وجوده في بيتي أو أي مكان يعود لي كفيل بإصدار حكم الإعدام شنقاً أو اغتيالي حتى دون سماع أسباب وجود العربي في بيتي ، هذا إذا لم تقم الطائرات الأمريكية بقصف العشرات من الدور السكنية وربما بيوت الحي والإحياء المجاورة لها.


بغداد لم تعد بغداد العرب وبغداد بلد كل الأحرار والثوار.فالاحتلال الغى هوية بغداد العربية ولان الشهيد صدام حسين كان يقدس العروبة ويعتبر بغداد بغداد كل العرب والعربي في بغداد هو صاحب الدار والعراقي هو الضيف فمن الطبيعي أن تحاول الحكومة العراقية إبعاد العربي من بغداد بشتى الوسائل حتى وان حملت العربي كل جرائم إرهاب في العراق.
سيجنّ جنوني وربما سأصاب بشلل في المخ وإنا أشاهد تكالب الحكومات العربية رؤساء ووفود بزيارة بغداد في اليوم نفسه الذي يتهم فيه المواطن العربي بالإرهاب واتهام الحكومات العربية بتصدير آفة الإرهاب إلى العراق عبر الحدود العراقية.


هل دار في خلد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد أن كان بإمكان أبناء شعبه زيارة العراق أم لا .هل سئل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مواطنا امارتياً أن بإمكانه زيارة بغداد أم لا.


كم رئيس دولة عربية يشاهد التلفاز ويتابع الإخبار ويرى مواطنون العرب يتهمون بالإرهاب ويشاهد تلك الابتسامة الكبيرة التي تزيين ملامح الضابط العراقي وهو يتفاخر ويتباهى بان الإرهابي الذي قبض عليه والمسؤول عن إحدى التفجيرات في العراق ينتمي إلى دولة عربية .


في بغداد صدام حسين وبغداد حزب البعث ، كان العربي مرحب به ، يدخل متى أراد ويغادر متى رغب . نستقبله في بيوتنا ونفرش له الجفن والعين.


وسترجع بغداد بغداد لكل العرب عندما تحررها المقاومة العراقية من الاحتلالين : الاحتلال الأمريكي والاحتلال الفارسي الصفوي وإتباعها .


عندما تتحرر بغداد ، ستتمكن مواطنة عراقية مثلي أن تجيب دعوة صديق عربي إلى بلدها وتستقبل ضيوفها العرب في بيتها دون خوف ووجل من مداهمة البيت بحجة وجود إرهابي عربي .


معذرة صديقي العربي ، معذرة صديقتي العربية .


لم اعد حرية ، الديمقراطية سلبت مني حق ستقبال الضيوف في بيتي ،
فأن نجحت في تدابير كافة مستلزمات الضيافة العربية فلن اضمن حماية ضيوفي من تهم الإرهاب أن اكتشفت حكومتي الموقرة وجود ضيف عربي في داري.
لهذا السبب وغيره ، أصبح تحرير العراق ملحاً. وأصبحت المقاومة أكثر الحاحاً.
عاشت المقاومة العراقية التي ستعيد كل شي إلى مسارها الصحيح.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م