إشراقات ودلالات في كلمة شيخ المجاهدين

الرفيق المناضل أمين سر القطر المهيب الركن عزت إبراهيم الدوري

القائد الأعلى للجهاد والتحرير (حماه الله )

بتاريخ ٩ / ٤ / ٢٠٠٩

 
 
 

شبكة المنصور

إعداد قيادة فرع الرباط الجهادي

العهد والصبر والصدق في عين شيخ المجاهدين

 

 

استهل كلمته بقول الله تعالى ... بسم الله الرحمن الرحيم ... ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) ...

 

المتأمل لهذه الآية الكريمة وما تحمله من إشارات بينة المعاني حيث أكد من خلال معاني الآية الكريمة في بداية كلمته المباركة على أهمية العهد والوفاء به رغم المحن وحجم التحدي وتكالب قوى الباطل والشر كله على خندق الحق والإيمان كله لذا لابد من زاد يقوي ذلك العهد إلا وهو الصبر والتقوى خير معنيين على تحمل كيد الأعداء ومن والاهم وان العاقبة للصابرين المتقين رغم الضرر الذي لحق بأهل الحق والمبادئ الثابتين على عهدهم سائرين في طريق جهادهم الذي عاقبته رضا الله أولا ورضا المبادئ والقيم السامية .

 

الإعلام مثل ميدان القتال ولا يقل أهمية عنه

 

يشيد شيخ المجاهدين بالإعلام الثوري الاقتحامي للبعث وحلفائه ويثني عليهم خيراً لأنه بات واضحاً زيف ودجل وكذب ادعاء أهل الباطل وإعلامهم المفبرك وانكشف كذبهم ولم يعد ينطلي على أصحاب العقول النيرة بعد مضي هذا الزمن على احتلال العراق . ويخاطب الرفيق القائد   ( حماه الله ) أحرار العراق بتحية العروبة المؤمنة الثائرة وبتحية الإسلام الحنيف يخاطب بهذه التحية جمع المثقفين الثوريين الواعين لدورهم في هذه المرحلة المهمة من نضال شعبنا المجاهد الصابر على إعلام العدو ومخابراته الذي من خلاله يحاولون يائسين خيب الله مسعاهم في تغييب وطمس لدور حزبنا المناضل ودوره الرسالي في مسيرة العراق الجريح والأمة كي يصيب الأمة وجماهيرها حالة من اليأس والإحباط من خلال إعلامهم ألمخابراتي المفبرك ولكن هيهات لهم ذلك لقد أصبح بعد هذا الزمن وصراعنا  مع المحتلين وأعوانهم من خونة الأمة وعملاء الصفويين العنصريين كل شيء واضح ومكشوف ولم ينطلي على احد بعد هذا الزمن يشير الرفيق شيخ المجاهدين ( حماه الله ورعاه ) إلى قدر الأمة وإرادتها القوية التي لا تلين ويؤكد أن البعث هو روح الأمة وقلبها النابض .

 

إن أعداء الأمة وأعداء العراق ينسون ويتناسون تاريخ البعث المجيد الحافل بالمئاثر والقيم وان دوره الطليعي في مسيرة الأمة الناهضة على امتداد أكثر من ستين عام . من الكفاح البطولي الملحمي وما قدمه البعث من تضحيات شاخصة في سفر تاريخها وتضحيات البعث وفرسانه لم تكن مجرد أقوال بل صارت شواهد معمدة بعبق الشهداء من رجال البعث الذي لم يبخل يوما في التضحية من اجل النهوض الحضاري والإنساني لأمة العرب وإلا ماذا يعني هذا الحقد وهذا العدوان الذي جمع له أعداء الأمة والإسلام ليشنوا أقذر حرب عرفها التاريخ القديم والحديث ولم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية سوى حقيقة واحدة لا ثانية لها وهي إن العراق وحزبه الرسالي هو الصخرة التي حطمت عنجهية الريح الصفراء واليوم تتحطم عليه أقوى إمبراطورية للشر في العالم وان هذا الإقرار وهذا الضعف والحيرة والخور الذي أصاب القوى الامبريالية والرأسمالية العالمية وفي مقدمتها رأس الأفعى أمريكا .

 

 

في ذكرى تأسيس حزب الرسالة

 

ترحم شيخ المجاهدين على الرفيق احمد ميشيل عفلق وذكر التعريف المختصر للقومية العربية حيث قال في معرض رده ( حب قبل كل شيء ) ولنا أن نتأمل في هذه العبارة لأن من لا يحب لا يؤمن ومن امن حق الإيمان كان من البديهي أن يكون محبا صادقا معطائا لقوميته وللإنسانية إذا علمنا إن معنى القومية ( هو حب قبل كل شيء ) إذن فأن هذا يقودنا حقاً إن البعث إيمان ورسالة روحية إنسانية وعشق لمعاني غالية تلامس القلب وتشغف بها الروح لأن مسيرة الأمة وتاريخها الإنساني مبني على المحبة والتضحية والفداء .

 

امة العرب امة مختارة لتبليغ الرسالة

 

في ثنايا كلمة شيخ المجاهدين ( حفظه الله ) يؤكد مخاطبا أحرار العراق والأمة بحقيقة ثابتة راسخة وهي إن حزبنا ولد من رحم هذه الأمة بعد عسر مخاض شديد عانت الأمة من ذلك المخاض حتى ولد البعث ليحمل أعباء المسيرة ويكون حزب الطليعة ويمثل كل القيم والمعاني الخالدة من محبة وتسامح والشهامة والنخوة والوفاء والكرم وهذا المنهج وما يحمله من معاني ربانية التي جاء بها نبي الرحمة سيدنا ومقتدانا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) من خلال ما تقدم نخلص إلى نتيجة بأن البعث ورجاله المؤمنين الصابرين المخلصين أصبحوا اليوم حقا وريثين لهذه الأخلاق وهذه القيم التي في جوهرها ما جاء به سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وان الحقيقة التي يجب أن نسلم بها اليوم إن كل بعثي لم يكن متمسكا بخلق وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو غير مؤمن لذا يتوجب على كل من اختار طريق البعث منهج يجب أن يكون قدوة في محيطه ومجتمعه كي يسمو بخلق أصحاب المعاني والمبادئ والقيم الروحية والإيمانية وإذا ما ذهبنا إلى ابعد من ذلك وأخذنا من باب القراءة المتأملة في دعوة الرفيق أمين سر القطر شيخ المجاهدين ( حفظه الله ) بقوله الذي أكد فيه على معاني ودلالات ذات مغزى وقيمة تربوية نوجزها بالاتي :

 

1.    وحدة الصف .

2.    الجماعة وان يد الله مع الجماعة .

3.    الإبداع وأهميته .

4.    المبادرة وضروراتها .

5.    الإتباع وتطبيق المبادئ قولا وفعلا .

6.    الابتعاد عن الابتداع والخلط .

 

ثوابت البعث والمقاومة وشروط اهل الحق

 

رسخ البعث حق العراق الإنساني والشرعي في تمسكه بإنسانيته ومبادئه الأخلاقية لحفظ شرف القيم والأخلاق العليا حيث أكد على شروط التفاوض وما تحمله  من الحق الطبيعي تقره كل الشرائع لأن ما لحق بالعراق وشعبه لم يشهد تاريخ الحروب في العالم حيث أراد الأعداء المحتلين أن ينهو حضارة شعب وأمة ويأبى الله أن يضيع شعب العراق وأمته التي هي امة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكانت شروط المقاومة مشتملة بالاتي :-

 

أولا- انسحاب الغزاة المحتلين بدون قيد أو شرط وبدون تأخير .

ثانياً- الاعتراف بالمقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المسلحة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي العظيم .

ثالثا- إن الاحتلال باطل وباطل ببطلانه كل ما جاء به وما أحدثه في بلدنا ويزول فوراً بزوال الاحتلال .

رابعاً- يعتذر الغزاة لشعب العراق المجيد عن خطيئتهم وجريمتهم بحقه والتي اعترفوا بها اليوم قبل غيرهم .

خامساً- إطلاق سراح جميع المعتقلين والمسجونين والأسرى بدون استثناء وعلى رأسهم أعضاء القيادة والكادر الحزبي المتقدم عسكريين ومدنيين .

سادساً- يتعهد العدو بالتعويض المادي والمعنوي الكامل لكل الخسائر التي حصلت بسبب الاحتلال .

سابعاً – إعادة الجيش وقوى الأمن الوطني إلى الخدمة وفق قوانينها وتقاليدها التي كانت عليها قبل الاحتلال .

ثامناً- لا يجوز التفاوض مع العدو إلا بعد الاعتراف بهذه الثوابت إنها حق للشعب العراقي .

 

 

تأمل في شروط التفاوض

 

لو تأملنا ما أشرت إليه الشروط الثمانية نصل إلى الحقيقة التي نستنتج من خلالها عن عمق الإيمان بقضية الشعب وإعادة كرامته التي أهدرها العدو ومن تحالف معه سواء من الخارج أو الداخل يقودنا كل ذلك إلى إن القيادة تحيى حياة وواقع العراق وشعبه وتعي معاناته وهمومه وإنها ليست بعيدة عن هم كل عراقي . وتحس بكل مفردة تحيى وتتذوق الم تلك المرارة والمعاناة وان القيادة صابرة محتسبة كما هو حال العراق وشعبه حتى يأذن الله بنصره ويحكم وهو خير الحاكمين .

 

إذن علينا بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى ان ننطلق في قضيتنا الوطنية من جملة من الحقائق التي تمثل جوهر الصراع الدائر اليوم على ارض العراق بين الشر كله والخير كله حتى تنهل من معانيها ما يزيدنا إيمانا بدورنا القيادي الطليعي في هذه الملحمة ولكي لا يزاود الآخرين على البعث في هذا الدور وهذه الحقائق هي :-

 

 

الحقيقة الأولى

 

إن الصراع الدائر اليوم على ارض العراق يمثل صراعا تاريخيا عاليا بين قطب الشر والرذيلة وقطب الخير والفضيلة كله في الأرض فهذه الحرب هي حرب شاملة لم تشهد مثلها البشرية قبلها لأنها ليست محدودة في أرضها ولا في زمنها لأن قضيتنا أيها الإخوة قد انفردت لوحدها في مسيرة التاريخ الإنساني الطويل لأن في ارض العراق وفي شعب العراق سر بقاء الأمة ونهوضها وتجددها وسر بقاء الإنسانية وحريتها كما يشهد بذلك التاريخ ويشهد عليها اليوم الحاضر وان انتصار العراقيين في هذه الحرب هو انتصار للإنسانية في كل مكان وسيخبو إن شاء الله نجم القوة الغاشمة .. قوة الشر والرذيلة في الأرض وان خسر العراق هذه المعركة لا سامح الله فستخسر الأمة وسيبقى الاحتلال والاستعباد إلى ردح طويل من الزمن وستخسر الإنسانية وسيمتر الظلم والعدوان إلى كل شعوب العالم .

 

الحقيقة الثانية

 

إن المعركة في العراق اليوم تمثل معركة المصير بالنسبة لكل العراقيين وكذلك العرب إذا أردنا أن نحيا كشعب حضاري ونمارس دورنا الإنساني والتاريخي في صنع الحياة ونوصل رسالة السماء التي أوكلها الله سبحانه وتعالى لنا إلى البشرية جمعاء حتى يسود العدل والسلام ربوع الأرض أو أن نتخلى عن دورنا الرسالي هذا ونتراجع فيعبث بنا وبأرضنا العابثون وينهب خيراتنا ويسلب حرياتنا ويدمر مستقبل أجيالنا إلى ردح طويل من الزمن وحاشا لله أن يخذل امة القرءان الكريم وأمة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ( وكذلك جعلناكم أمتا وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) وقال جل شأنه ( وانه لذكر لك ولقومك فسوف تسألون ) .

 

 

الحقيقة الثالثة

 

لقد اجتمعت في غزو العراق كل قوى الشر القديم والحديث فألأمبريالية الأمريكية وحلفائها ومحيطها الشرير والصهيونية العالمية اجتمعت مع الصفوية الفارسية بكل ما تحمل من أحقاد وأضغان على الأمة وخاصتا شعب العراق الذي حطم إمبراطوريتها ومسح تاريخها ودمر تراثها الوثني لقد اجتمع معها أيضا كل العملاء والخونة والمنافقين والمرتدين في العراق وخارجه وجاءوا جوقة واحدة .

 

الحقيقة الرابعة

 

إن ممثل قوى الخير والسلام في هذا الصراع التاريخي هو حزب البعث العربي الاشتراكي وثورته وشعبه نيابتا عن الأمة والإنسانية وهذا ليس فخرا وإنما هي إرادة الله سبحانه وتعالى أن يتصدى لحمل رسالة الإيمان والجهاد إلى الإنسانية كلها ولهذا لازلنا نقول إن عقيدتنا ومبادئنا قومية إنسانية إيمانية وان منهجنا شعبي تقدمي إنساني مؤمن وان هذه المبادئ تمثل جوهر وروح رسالة السماء التي أودعها الله سبحانه وتعالى في خاتمة أنبيائه رسولنا الكريم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام لتنقذ الإنسان العربي أولا ثم الإنسان في كل مكان من الجهل والتخلف والضياع والعبودية الى نور الايمان والهدى الى نور الحرية والعدل والحياة الحرة الكريمة .

 

الحقيقة الخامسة

 

هي أن العدو المحتل وكل المتآمرين معه من قريب أو بعيد استهدفوا حركة البعث ولم يستهدفوا أي حركة أخرى في العراق أو في المنطقة فاستهدفوا البعث الثوري ولم يستهدفوا الأحزاب الثورية واستهدفوا البعث القومي ولم يستهدفوا القوميون الآخرون واستهدفوا البعث الإيماني ولم يستهدفوا الحركات الدينية ولهذا أرادوا اجتثاث البعث ووضعوا له قانون سمي بقانون ’’ اجتثاث البعث ’’ السيئ الصيت ولكن لم يحاولوا أن يجتثوا أي حركة قومية أو ثورية أو دينية أخرى والسبب في ذلك يعود إلى إن البعث الثوري القومي والإيماني الإنساني كان هو المطلوب تصفيته لأنه انشأ تجربة لم تستطع حركات أخرى أن تنشأ مثلها في المنطقة وأصبح لهذه التجربة مريدين كثيرين ومؤيدين في المنطقة وكان هذا البناء شامخا عاليا ، بنى جيشنا وصنع أسلحة وانشأ جسورا ومد طرقا وانشأ مستشفيات ومدارس وجامعات وهيئ علماء وأطباء ومهندسين وشق انهر وجداول وأمم نفطاً كان يذهب ريعه إلى شركات أجنبية لهذا جاء الغزو الانكلوامريكي  وبتواطئ فارسي صفوي لأرضه وسمائه ومياهه وتم تدمير كل شيء وتمزيق الهوية الوطنية والعربية و إيقاف دوره التاريخي المشرق في قضايا امتنا العربية والإسلامية وسرقة ممتلكاته ونهب ثرواته وتحويل ساحته الوطنية الى ميدان لصراعات إقليمية ودولية وتصفية علمائه ورموزه السياسية والاجتماعية والدينية وتوسيع دائرة الفقر ونشر البطالة التي تجاوزت 70% من قوة العمل العراقية كذلك فقدان الحاجات الأساسية لمعيشة المواطن اليومية وازدياد عمليات النهب المبرمج وتهريب معامله ومصانعه إلى دول مجاورة وتسليط الجهلة وفاقدي الهوية العراقية على مقدراته السياسية والاقتصادية والانكى من ذلك أن يتم تقسيم الشعب إلى طوائف وقوميات ويوضع له قانون يقوم على محاصصة طائفية وعنصرية بغيضة لتهديم الوحدة الوطنية وتقسيم ارض الوطن إلى دويلات .

 

لابد لنا ان ندعو وبشدة إلى التمسك بالثوابت الوطنية العراقية المؤمنة وإننا نؤكد هنا إن المقاومة العراقية هي مؤسسة عراقية وطنية شريفة وهي حق مشروع أقرته جميع شرائع الأرض والسماء وان الشعب الذي يقاوم المحتل هو شعب حي وشجاع وان مقاومة العراقيين للاحتلال هو جهاد من اجل طرد المحتل وتحرير للأرض والأمة وهي بريئة من أعمال التخريب والقتل العشوائي والسلب والنهب التي يراد بها تشويه حقيقة المقاومة العراقية الوطنية الجهادية .

 

 

الحقيقة السادسة

 

إن الصراع بين محور الشر والرذيلة ومحور الخير والفضيلة المتمثلة بالبعث وكل القوى الخيرة العاملة على ارض العراق سيبقى ويستمر وعلينا أن لا نستكين ونطمئن إلى قوة غير قوة الله سبحانه وتعالى وان نبقى نطور إمكاناتنا وقدراتنا بالشكل الذي يؤدي إلى تحقيق النصر وتحطيم العدو ودحره . ولا بد لنا كمناضلين وجاهدين ان نتمسك بثوابت الحق حتى يزهق الباطل وان نعض على هدفنا بالنواجذ لأن النصر مع الصبر وإن السلاح الأمضى والأقوى في هذا الميدان هو في وحدتنا وتحالفنا مع قوى الخير والجهاد والرفض الأصيلة في شعبنا المعطاء .

 

الحقيقة السابعة

 

إن العمل المستقبلي للبعث كقائد للمسيرة لعقود عديدة وهو صاحب التجربة الغنية فالعمل مستقبلا يجب أن يتركز على النقاط الجوهرية الآتية :

 

أ‌-   استيعاب كل قوى الشعب والأمة الخيرة المقاومة المجاهدة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في عمل جبهوي بهدف التحرير وبناء استقلال البلد استقلالا ناجزا .

 

ب‌- أن يقوم هذا التحالف على أساس الديمقراطية الشعبية والشرعية المستمدة من الدستور والقائمة على التعددية في كل مفاصل الدولة وميادينها الأساسية .

 

ج- يجب أن يقوم هذا التحالف على قاعدة من المحبة العميقة للآخر وليس القبول به فقط وهذا هو الطريق الحق والكفيل بتحقيق النصر الحاسم على الغزاة المحتلين وعملائهم .

 

د- التأكيد على إن المسيرة الوطنية القومية الإنسانية الإيمانية هي وحدها الكفيلة لإعادة البناء الحضاري النهضوي الذي دمره العدوان وتحقيق الأهداف الكبرى لوطننا وامتنا في التحرر والتوحد وتحقيق كل ما تصبو إليه الأمة من عز ومجد وحياة كريمة  .

 

هـ - إن أي انفراد أو تفرد في قيادة هذه المسيرة وبأي حجة كانت ستقتل الآمال الكبيرة والأماني العزيزة التي يتطلع إليها شعبنا وكفانا من التجارب ويكفينا مزيد من التقاطع والاستخفاف بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق البعث فقد بصرتنا تجارب الماضي المرير وزادتنا قوتاً وجلادة .

 

و - علينا كلا من موقعه أن نشرح لرفاقنا وإخواننا في الجهاد والمقاومة وقوى الرفض عن الحقائق التي تحدثنا عنها فأنهم لا يعلمون عنها شيئا ولو علموا تلك الحقائق عن أصل عقيدتنا ومنهجنا وأهدافنا وسيعلمون حتما فسيعودون إلى البعث ليضعوا أيديهم بيده في مسيرة الجهاد المقدس لتحقيق الأهداف الكبرى للأمة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) ونحن في هذا الصدد نذكر قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما اشتد عليه أذى قومه قال رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا وصبر وكان عندما يأتيه المدد من السماء لينتصف له من قومه يقول صلى الله عليه وسلم ( ارجوا الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ) وعندما كان صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أذى قومه ويشجون وجهه الكريم يمسح الدماء ويقول ( اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون ) ولهذا لو يعلم هؤلاء الإخوة تلك الحقائق التي نتحدث عنها لما وسعهم إلا التحالف الاستراتيجي الشامل مع البعث حامل رسالة العرب الكبرى .

 

الحقيقة الثامنة

 

عندما يشعر العدو إن خسارته في بقائه أكثر من ربحه وان استمرار بقائه في العراق يهدد كيانه الامبريالي من الأساس فأنه سيرحل حتما وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالمقاومة المسلحة الدائمة والمتصاعدة .

 

الحقيقة التاسعة

 

إن العملية السياسية هي مشروع المحتل الأساسي والذي حقق بها ما لم يحققه عسكريا طيلة السنوات الست الماضية وقد وصل الغازي المحتل اليوم إلى طريق مسدود وقد تلاشت خياراته بما فيها العمل العسكري أعلن الانسحاب ولم يبق بيده إلا مشروع العملية السياسية المخابراتية يعول عليها وعليها يبني آماله وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فقاتلوها بكل الوسائل المتاحة وادعوا وشيموا كل من في قلبه ذرة خير وذرة وطنية للانحياز إلى شعبهم المقاوم الرافض للاحتلال ومشاريعه وعملائه .

 

ومرة أخرى نعود ونخاطب المثقفين سواء في الإعلام أو الفن أو الشعر ونخاطب كل المناضلين والمجاهدين وكل الخيرين في شعبنا الأبي ونقول لهم حينما تحتل الأوطان وتضيع الكرامة وتفقد الشعوب عزتها لا يبقى أمامها بعد ذلك إلا واحد من طريقين لا ثالث لهما ، فأما أن تقبل تلك الشعوب بالذل والمهانة والخضوع فتفقد قيمتها كشعوب وتتحول إلى قطيع من الحيوانات المنفذة لإرادة الغير ولم يعد من حق احد في هذه الشعوب أن يدعي الإنسانية ، و أما أن تنهض وتنتفض من اجل حريتها وكرامتها وشرفها ودينها وقيمها وأخلاقها فترفض الاحتلال ومن يلتف تحت عباءته فتصبح هذه الشعوب رمزا للبطولة والتحرر والإنسانية ولو عدنا إلى تاريخ امتنا العربية وبحثنا في جوانبه المشرقة لوجدنا إن الدور القيادي للطليعة يمتد مع امتداد حياة الأمة وهذا يعني إن دوركم أيها الفنانون والشعراء والمفكرون والإعلاميون والكتاب ووجهاء القوم ليس دورا ماديا أو مرحليا أو تشريفيا إنما هو دور مسئول متواصل عبر الحياة بلا توقف لكنه يتوقف عندما تتخلى هذه النخب عن بعض القيم أو كل القيم . والأساسيات التي لو تخلو عنها لا سامح الله تخلت عنهم وسحبت منهم دورهم ومهمتهم ، وان ظروف عراقنا الصابر المجاهد المحتسب اليوم هي المحك الحقيقي لدورنا العربي والعراقي الأصيل وواجبنا نحو أنفسنا ونحو عشيرتنا ونحو وطننا .

 

نعم إن المحنة اكبر .. والمؤامرة اخطر .. ولكنها ليست اكبر من إمكانياتنا وقدراتنا ان العراقيون النجباء بالرغم من إن الأعداء يتكالبون من كل حدب وصوب لتمزيق أوصال العراق وخنق الحياة فيه مما يجعل واجباتنا كبيرة للنهوض بمسؤولياتنا الكبرى لتمزيق الأقنعة المزيفة العميلة التي تديم وجود المحتل على أرضنا وفوق صدورنا ، وان من أهم عوامل نجاح أبناء العراق الاصلاء الذين لم تتلوث أيديهم بحمل معاول تهديم الوطن . هي أن يلتف بعضهم على بعض ويشدوا أحزمتهم على بطونهم وينهضون نهضة رجل واحد بعيدا عن المصالح الذاتية والأنانية لتخليص العراق أولا ومن ثم يأخذ كل شريف غيور فرصته الشرعية في أداء واجبه تجاه الوطن الحبيب الذي سوف لن يبخل على احد من أبناءه الشرفاء القادة منهم والمضحين الآخرين .. ومن يؤدي واجبه كما يجب أن تؤدى الواجبات سيسجل له ذلك في اللوح الأعلى عند العادل العظيم خالق السموات والأرض وسيذكر له التاريخ بأحرف من نور وسيبقى مفخرة أصيلة لأبناء شعبه جيلا بعد جيل على العكس تماما من أولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان من اجل حفنة من المال الحرام أو منصب ذليل مؤقت فهؤلاء سيبقون وصمة عار يعاني منها أبنائهم جيلا بعد آخر .

 

ختم شيخ المجاهدين كلمته بالآية الكريمة ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وذكر أيضا في خاتمته المسك ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) .

 

نستشرق ونتأمل على الخاتمة المعبرة عن روحه القيادية المؤمنة بالله والواثقة بأن الله لن يخذل امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لذا يطلب من سلك سلوك أهل العرفان أن يضع نصب عينيه الحقيقة التي لا يتحقق النصر إلا بها ومن خلالها ألا وهي ( العودة إلى الله بالكلية ) وان نستشعر رقابته ونخشاه كما هو حال أهل الإحسان أن نعبد الله كأننا نراه فان لم نراه فهو يرانا إذا تمسكنا بهذه الخاتمة العطرة كان الله في معيتنا ولا يخشى في الله لومة لائم من كان الله معيته .

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

 

إعداد
قيادة فرع الرباط الجهادي
أواخر نيسان / ٢٠٠٩

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٥ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م