فوضى عراقية خلاقة

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري  / كاتب واعلامي

لاول مرة يصدق رموز الاحتلال الامريكي للعراق المجرمين ( بوش / دك تشيني /كولن باول/ بريمر/ولف ووتز/رايس/ريتشارد بيرل) مجرومو الغزو ومنفذو جريمة تدمير العراق ، بتطبيقهم الخطة الجهنمية واعنى بها الفوضى الخلاقة وقد نجحوا ايما نجاح في نشر هذا السرطان الذي طال كل شي في العراق ما بعد الاحتلال ، فقد اوجدوا حكومات طائفية / عنصرية تقودها ميليشيات حزبية تحمل ثارات انتقامية خاصة بها واجندات خارجية تعمل تحت مسميات منظمات مجتمع مدني وهيئات خيرية انسانية وشركات سياحية وهمية وهي بحقيقتها عناصر مخابرات اجنبية وجيوش بزي مدني ، وسمحت قوات الاحتلال لهذه المجاميع وفرق الموت والاغتيالات ان تعيث فسادا ونهبا وقتلا بالعراقيين، بل ودعمت هذه المجاميع لاشاعة فوضتها الخلاقة على ارض الرافدين، واشعال حرب طائفية بغيضة هدفها تمزيق وحدة وتماسك نسيج شعب العراق بكل اطيافه وقومياته ومذاهبه وتقسيم ارضه وطمس هويته العربية والقومية ، وهذه الاهداف الشريرة لم تكن خافية على العراقيين ، واذا مررت على بعضهم وهم قلة، فان العراقيين يعرفونها قبل الغزو الهمجي بوعيهم وخبرتهم بأحابيل ومؤامرات الاعداءوحدس العراقي الذي لا يخطئ ابدا، ولهم في تاريخهم عبرة وبوصلة ، وهم قبل غيرهم من افشل وهزم اخطر مشروع كارثي كان يهدد الامة العربية بأكملها الا وهو ( مشروع الشرق الاوسط الكبير ) الذي قبره العراقيون لحظة دخول قوات الغزو الامريكي وتدنيسها ارض بغداد العباسية ، والذي يعيد قراءة المشهد السياسي العراقي الان سوف يصل الى حقيقة واضحة لا لبس فيها ( ان الفوضى الخلاقة ) التي ارادها الغزاة تحققت على صعيد ( الحكومات ) فقط ولم تمس شعرة رأس الشعب العراقي العظيم ، انظروا الى الفساد الاداري والمالي والذي يعصف بالحكومة الحالية والسابقة قد طال كل مفاصل الدولة والحكومة ، انظروا الى الجيش ترونه مفكك بلا قيادة تقوده ميليشيات حزبية طائفية متناحرة لاتنفذ امر وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ، انظروا الى( الشرطة الوطنية) تجدون ( الفساد الاداري والتعذيب والقتل والاغتصاب في سجونها) وماطرد (62) الف عنصر من عناصرها من قبل وزير الداخلية الا دليل على فوضويتها وفسادها ، انظروا الى الوزارات الاخرى ماحجم الفساد والمحاصصة الطائفية فيها ، فهذه وزارة تابعة بكل عناصرها ومنتسبيها من الفراش الى الوزير الى الحزب الفلاني وتلك تابعة الى الحزب الفلاني وهكذا جميع الوزارات ، اما النهب والسرقات والفساد والرشاوى فقد تخبركم عنه هيئة النزاهة وما جرى في وزارة التجارة ووزيرها واستجوابه في مجلس النواب الا حلقة متواترة من حلقات الفوضى .

 

فهناك وزارة النفط والنقل والاتصالات تنتظر استجواب وزيرها في مجلس النواب لكشف حجم الفساد والمفسدين الذين تدعمهم الحكومة نفسها وتغطي على فساد وزاراتهم كونهم اعضاء وقادة في احزاب وكتل كبيرة ومتنفذة ، هذا في المركز اما في المحافظات فحدث ولا حرج وما يجري الان في محافظتي نينوى وديالى من خروقات امنية وقانونية تقوم بها احزاب خسرت الانتخابات وتهدد بالانتقام واشاعة الحرب العنصرية بين العرب والاكراد في نينوى اما في محافظة ديالى فكانت الاعتقالات والتهمة جاهزة طبعا( دعم الارهاب ) وما اعتقال رئيس كتلة التوافق الا عملية فوضى تحمل اهدافا سياسية انتقامية لاطراف خاسرة في الانتخابات وهناك امثلة اخرى اكثر ايلاما لما يحصل في محافظات الجنوب من تناحر وتقاتل على النهب والسرقات والمناصب السيادية ورفض القوائم الخاسرة من تسليم المحافظة ومناصبها للقوائم الفائزة ، ناهيك عن تمردات في مواقع الدولة الحكومية ورفض البعض من تنفيذ اوامر حكومية عليا وقرارات وزارية عليا كما حصل مع ( رئيس الجامعة المستنصرية ) الذي يرفض بشدة امر وزير التعليم العالي بأقالته ، وهناك عشرات الاوامر والقرارات الصادرة من الحكومة ولكن بلا تنفيذ على الارض ، اليست هذه الفوضى بأبشع صورها ، اضف الى ذلك تمرد قائم مقامي واقضية ومدراء نواح وموظفون كبار وقادة شرطة وضباط برتب عالية خرجوا عن تنفيذ الاوامر والقوانين وتمردوا عليها متسترين خلف ( احزابهم وكتلهم الطائفية ) القوية المتنفذة في الحكم والتي تحكمها وتفرض عليها عملية المحاصصة الطائفية التوافقية مما يجعلها فوق القانون والدستور ، قولوا لي بربكم كيف تكون الفوضى اذا ؟

 

ولكن من يدفع ثمن هذه الفوضى الحكومية اليس الشعب الجريح ، فهذه جيوش العاطلين تجوب الشوارع بغياب التعيينات المحصورة على الحبايب والاحزاب الحاكمة والمنتمين لها وليذهب الاخرون الى الجحيم ، اذا هي فوضي عراقية خلاقة فرضها المحتل على حكومات انتجها بنفسه لتحقيق اهدافه الشريرة ولكن فاته ان شعب العراق اقو ى واذكى من كل المؤامرات والاهداف التي يحيكها المحتل واذنابه وهو قادر على كشفها ودحرها..... العراق باق الى الابد والفوضى الخلاقة التي ارادها المحتل ماهي الا ورقة بالية احرقها عراقي شجاع ورماها في سلة المهملات انها فوضى عراقية خلاقة تنخر جسد الاحتلال والحكومة معا .......( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )


اشارة ضرورية طبعا :
كلما ازدادت الضغوط الامريكية والدولية على ايران وبرنامجها النووي ازدادت التفجيرات والاغتيالات والفوضى في العراق .... والعاقل يفهم ويتحسب .....

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٧ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م