في رحاب خطاب القائد المجاهد المعز بالله الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير

بمناسبة الذكرى السـادسة للعدوان

والذكرى ٦٢  لميلاد البعث الخالد ( حزبنا حب وعشق قبل كل شيء )  

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبــــد
تناولنا في الحلقة السابقة معايير المواطنة التي ركز عليها القائد المجاهد والدور البطولي الذي ينهض به مناضلو البعث العظيم وأبناء العراق انجذابا" للأمة والوطن ، واليوم نتصفح الحقائق التي تمثل جوهر الصراع الذي تخوضه الأمة مع أعدائها ثالوث الشر امبريا صهيونية والفارسية الصفوية على ارض العراق كونها تمثل الخير كله (( أن الملحمة التاريخية التي تدور رحاها اليوم على ارض العراق تمثل صراعا تاريخيا عالميا امميا بين قطب الشر والرذيلة كله وقطب الخير والفضيلة كله في الأرض. فهي حرب عالمية تتميز عن سابقتيها الأولى والثانية وما قبلها من حروب وصراعات. إذ كانت الحروب السابقة إما أن تكون بين أقطاب الشر والرذيلة أنفسهم،وإما بين أقطاب الشر والرذيلة وأقطاب الإيمان والفضيلة. ولكنها كانت جميعها غير شاملة ومحددة الأهداف وغير مصيرية، أي ليس من أهداف إطرافها الاجتثاث للآخر. حتى الحروب الصليبية التي دارت بين قطبي الشر والخير كانت محدودة بسبب زمانها ومكانها وأهدافها، وحتى الصراع بين الأنبياء المصلحين حملة رسالات الخير والمعاندين لهم من الكفار والمشركين والطغاة والظالمين كانت محدودة الزمان والمكان والأهداف. إلا الرسالة الخالدة وحزبها المجيد.)) في هذا المدخل أكد القائد المجاهد أن الصراع الذي تخوضه ألامه من خلال جهاد العراقيين ببعده الإنساني الشمولي لم يكن محدد الأبعاد والآفاق لان المجادين هم بذاتهم مشاريع إنسانية يعملون من اجل هزيمة الكفر كله أينما كان وارض العراق اليوم تشكل القاعدة المتقدمة لطرفي الصراع الإنساني الصراع الحضاري فيما بين الخير ببنائه وتطلعه والشر وإرادة التدمير والهدم والاجتثاث والتي هي أعلى مراحل الحقد والكراهية

الحقيقة الأولى : عدم التناسب فيما بين إمكانيات وقدرات ألامه ومجاهديها والعدو الذي يمتلك كل مقومات الشر والعدوان ، لكن السر الأكبر الذي مكن ألامه من القدرة على مواجهة العدوان والقدرة على الثبات أمامه اقتدارا" وانطلاقا" نحو الهدف الأسمى كونها امة الفضيلة ووعاء الرسالات والحضارات بقيمها الإنسانية التي تقارع الظلم والظالمين والطغاة والعدوانيين القدماء والجدد وان اختلفت أشكالهم ودعواتهم والشعارات التي يرفعونها باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي هي فريستهم الأولى ، ومن هنا فان الترابط جدلي فيما بين الأمة العربية والأمم الأخرى التي تتعرض لذات العدوان والاحتواء وارض المعركة المقدسة العراق هو هزيمة الشــر بأبعاده ومن هنا فان المعركة التي تخوضها ألامه على ارض العراق هي معركة الإنسانية عامه والأمم والشعوب المستغلة وهذا هو نتاج الأفق الإنساني لرسالة البعث الخالد وحقيقة ألامه وان الانتصار في العراق هو انتصار للإنسانية ولكل الشعوب المستغلة والمعتدى عليها وان النصر الأتي إنشاء الله الحي القيوم سوف يكون السندان الذي تتكسر عليه ركائز العدوان والمخططات التي يراد منها اختزال إرادة الشعوب حيث قال القائد (( واعلموا أن انتصار الأمة والإنسانية على جموع الشر والرذيلة والظلم والطغيان والعدوان محكوم بانتصار العراق في هذه الملحمة، فان انتصر العراق فستنتصر الأمة وستنتصر الإنسانية في كل مكان وستنتصر الشعوب المستعبدة والشعوب المهددة بالاستعباد، وسيخبو نجم القوة الظالمة الباغية قوة الشر والرذيلة في الأرض إلى ما شاء الله، وإن خسر العراق المعركة التاريخية الكبرى لا سمح الله فستخسر الأمة وسيطول الاحتلال والتفتيت والاستعباد إلى ردح طويل من الزمن وستخسر الإنسانية وسيمتد الظلم الطغيان إلى كل شــعوب العالم وأممه قهرا واسـتعبادا واسـتعمارا ونهبا للثروات إلى ردح طويل من الزمن. ))

الحقيقة الثانية : الترابط الموضوعي والجدلي فيما بين الدور الذي يقوم به مجاهدو البعث كونهم الأداة الصادقة في الدفاع عن الأمة والعمل على تحقيق مجتمعها الديمقراطي الاشتراكي الموحد والواقع الذي تعيشه ألامه الذي تتجسد فيه كل معاني الرفض لليأس والقنوط والاستسلام والركون وما ولادة البعث إلا دليل عملي لحيوية الأمة العربية وجماهيرها لأنهم الشعب الرسالي المكلف من الله لإحقاق الحق ومحاربة البطل احتكاما" بقول الحق { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بال له } وهذا بعينه عطاء" إنسانيا"لإيصال معاني الرسالة السماوية السمحاء إن كان من خلال الدور الذي نهض به العرب الأوائل في مرحلة التبشير والفتوحات أو النهوض والتصدي لكل أشكال العدوان والهيمنة و العبث بمصير الأمة وثرواتها بعد الحرب الكونية الأولى وهذا أيضا ينطلق من قول الحق { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }

الحقيقة الثالثة : هوية الغزاة المعتدون على العراق وماذا يمثلون من حيث فهم الصراع الحضاري الذي تخوضه الأمة العربية كونها امة رسالة وبناء ، أمة علم ونماء ، أمة تأريخ وأدب ، امة منفتحة على الأمم الأخرى ترعى المظلومين المضطهدين تفتح كل منافذ العلوم والمعرفة لهم كي يرتقوا إلى مصاف أبنائها من علماء ومبدعين ومفكرين ويساهموا معهم في بناء حضارة إنسانية منفتحة متآخية متحابة ترفض الكراهية والبغضاء ، وماهي الأفعال الشريرة التي اتخذها الغزاة المعتدون ومن تحالف معهم بالتقاء المصالح والمنافع والأهداف والغايات حصارا" جائرا" شاملا نال الرضيع والمقعد والمريض ومواطن العلم والدارسين لماذا لأنهم يستهدفون الحياة بشموليتها ويعملون من اجل تجريد الأمة من مقومات النهوض إضافة إلى دفع حلفائهم القدامى الجدد بخوض حربهم بالنيابة عن أسيادهم تمهيدا" للنزول إلى الساحة بالمباشر وهذا الذي حصل في الحرب العدوانية التي شنها النظام الإيراني ألصفوي لثمان سنوات على العراق تحت شعار تصدير الثورة والدور القذر الذي لعبه صهاينة الخليج حكام الكويت كي تنزل أمريكا العدوان والشر والهيمنة بالمباشر إلى ارض المعركة لتنفيذ مخططاتها ضد بؤرة التوثب العربي والاقتدار المستقبلي قيادة وطنية قومية خالصة وشعبا معطاء" أمينا" على مصالح أمته و كل ذرة تراب فيها تحمل حكاية الرجال الرجال الأوائل الذين هزموا كسرى ويزدجر وغيرهم من عتاة الأرض (( لقد قرر رئيس الشر، القائد والمخطط لهذه الملحمة وهو الإدارة المتصهينة للامبريالية الأمريكية أن تدور رحاها على أرض العراق الطاهرة أرض الأنبياء والأصفياء والأئمة الأطهار والأولياء لأن في أرضه وعند شعبه كما قلنا سر بقاء الأمة وسر صمودها وانتصارها كما يشهد التاريخ لشعب العراق وكما يؤيد الحاضر العزيز المجيد وكما تقام على أرضه وعند شعبه أعز وأغلى تجربة حضارية تمثل قاعدة الانطلاق للأمة في مسيرته التاريخية المعاصرة. ))


الحقيقة الرابعة : حزب البعث فكرا" وممارسة نضالية لمجاهدي الأمة منذ لحظة الولادة وللحين وما يشكله من عمق أنساني لحقيقة الأمة العربية واستجابته للدور الذي من الله القوي الحميد على امة العرب أن تقوم به جهادا" وعطاء أنساني (( عقيدتنا ومبادئنا قومية إنسانية إيمانية وان منهجنا قومي شعبي تقدمي أنساني مؤمن ، نقول عقيدتنا ومبادئنا تمثل جوهر وروح رسالة السماء الخالدة ألخاتمه رسالة العرب الكبرى )) ولهذا كانت السهام المتكسرة بإرادة الله موجهة له من كل العملاء والمتخاذلين والمرتدين كي يثنوه عن الدور النهضوي الذي اتخذه انبعاثا" في روح الأمة والذي شكل وبدون منازع القوة العربية الوحيدة التي تمثل الأمة وتعمل على ولادة الإنسان العربي الجديد الذي هو قيمة عليا من القيم الأساسية في بناء الحاضر والمستقبل العربي وهذه المهمة من حيث ولادة الإنسان العربي الجديد الذي هو الغاية والوسيلة التي توصل في آن واحد إلى الهدف الأسمى في إيجاد مجتمع الوحدة والحرية والاشتراكية وهذه الولادة تتطلب القاعدة الجماهيرية الواعية والمتمرسة على أداء الدور الجهادي الأسمى المتجسد في (( إرادة الانبعاث والتجدد ومواصلة دورها الرسالي، ولكي تهتدي الأمم وشعوب الأرض بهديها نموذجا ومثلا للحياة الحرة الكريمة ومعدنا للخيرات تنهل منه شعوب الأرض وأممها بما يحررها وينور دربها ويسعدها في الدنيا والآخرة.))

ألله أكبر  ألله أكبر   ألله أكبر
يامحلى النصر بعون الله

 

يتبــــــع ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٥ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / نـيســان / ٢٠٠٩ م