الإصلاح السياسي من أين يبدأ

 
 
 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد

بين يوم وليلة أخذ السيد جواد المالكي عفوا" نوري المالكي رئيس حكومة الاحتلال الرابعة اخذ يكثر من  الشعارات  الهادفة إلى الإصلاح السياسي في العراق ولا ندري أهي صحوة ضمير أم  بداية للحملة الانتخابية  التي تتطلبها انتخابات مجلس النواب القادمة واستهلاكا" ظرفيا" لمقاومة مجمل الوسائل والأساليب المعتمدة من حلفاء الأمس غرماء اليوم والتي فجرتها نتائج الانتخابات المحلي واكتساح قائمة ائتلاف دولة القانون لها وتهميش الدور الذي كان المجلس الأدنى اللااسلامي الإيراني الذي يبتغيه في تنفيذ مخطط تفتيت العراق وتمرير قانون الأقاليم والفدرالية بإسناد ودعم الحزبين الكرديين العميلين وتواطىء الحزب اللااسلامي الذي يتربع على المصالح والجاه اللاوطني

 

نعم إن شعار إصلاح العملية السياسية  ومغادرة القيود التي حجمت عمل الحكومة وحسبما يتقوله  السيد رئيس الوزراء هو مطلب عام وطالب به كل العراقيين الغيارى  المؤمنين بوحدة التراب العراقي  والدور الوطني الذي لابد وان يلعبه أبناء العراق الحقيقيين وان لا يكون موطئ قدم للغرباء في الحياة السياسية  العراقية ، ومن هنا نتوجه بالسؤال  إلى الســـــــــــــيد رئيـــــس وزراء حكومة الاحتلال الرابعة ( هل حددت مواطن الإصلاح والأســبقيات  ؟   وهل أنت صادق بتوجهاتك ؟  وما هي العوائق التي تسقط كل خطوة تخطوها للتغيير كما تدعي  ؟  ) وانطلاقا من روح المواطنة  وبالرغم من الاختلاف الجذري فيما بين ما أؤمن به وما هو عليه ولغرض الوصول إلى نقطة يلتقي فيها المتناقضون إن توفرت الإرادة الصادقة والإقرار بالانتماء  للأرض ألا وهي العراق وسلامة ترابه ووحدته أرضا" وشعبا"أقول  البداية السليمة  والخطوة الأولى التي لابد منها الاعتراف المباشر للشعب العراقي  بان ما حصل في العراق منذ عام 2003 ولحين القول الجريء ما هو إلا مؤامرة امبريالية صهيونية فارسية  الغرض منها دمار العراق وتفكيك كيانه الوطني وزرع الفتنة  وإخراجه من محيطة العربي ليكون سبة لكل ما يلحق بالأمة العربية  والمسلمين من تدمير وتقسيم وهيمنة أجنبية قاتله ومن هنا فان كل ما حصل في العراق  غير شرعي وغير قانوني ولابد من مغادرته  ، ولغرض إتمام العملية الإصلاحية للذات أولا" وإعطاء مصداقية لصحوة الضمير لابد من الإجراءات التشريعية  والتنفيذية التي تمهد للعملية بأهدافها التي ارتجفت  فرائص كل الإطراف المشاركة في ما يسمى بالعملية السياسية منذ لحظة الحديث بها بالرغم من اليقين القاطع عندهم بعدم إمكانية القيام بها لان مجلس النواب المكون تكوينا" طائفيا" عرقيا" توافقيا" ومصلحيا" وما تحقق من تحالفات على حساب حقوق الوطن والمواطنين سوف يكون المعطل الأول والقامع الأول لأي مبادرة للتغير في مسار العملية السياسية والتركيبة الحكومية وآلية التعامل مع المواطنين ، وان هذا التعارض موجود أساسا في تركيبة حزبه أو التيار الذي يقوده في حزب الدعوة الذي ثبت باليقين القاطع والملموس عمالته وخيانته للتراب الوطني  لان ما يسمون بالكوادر موزع ولائهم مابين تجنسهم بالجنسية الأجنبية وولائهم لمصالحهم ومن تفرس وأصبح فارسيا للعظم وأكثر حرصا على مصالح بلاد فارس من الفرس ذاتهم

 

كما إن الغازي المحتل مازال جاثما على ارض العراق و هو الأمر والناهي وهناك من يعمل بكل ما أؤتي من قوة لإبقاء التواجد الأمريكي في العراق كي يبقون لان بقائهم ببقائه وحال مغادرة الغازي المحتل سيكون الشعب  هو المقتص منهم  لأنهم جلبوا له الدمار والهلاك والحرمان والقتل والتهجير  وغيرها من الممارسات الديمقراطية الفريدة وهنا سيكون السوط الأمريكي مؤلما وسيكون أكثر من كلب يمر عليه السيد رئيس الوزراء المطالب بالتغيير كي يأذن له بالدخول إلى المنطقة السوداء التي يراها خضراء  ليمارس واجباته المحددة سلفا من أسياده الأمريكان وهنا لابد من الانتباه خشية القبض عليه متلبسا  بالجريمة التي أعدها وهيئها  المستشار القانوني للســــــــفارة الأمريكية وهي العصا الغليظة التي يلوح بها ممثل الإدارة الأمريكية بين الفينة والأخرى  ،  وبعد الاعتراف للشعب وكشف المستور الذي التقى من جاء معه و مع المحتل عليه كأداة من أدواة الغزو والاحتلال أن يطلب من الشعب الصفح عنه وان التغير سيكون هنا جماهيريا وليس من خلال المؤسسة الاحتلالية والذين يمثلون روح وجوهر التغير الجماهيري القوى الوطنية والقومية والإسلامية التي التقت وتوحدت في  القيادة العليا للجهاد والتحرير اى أن يكون أي السيد نوري المالكي أول المعترفين بشرعية المقاومة العراقية وهي التي تمثل إرادة العراق والعراقيين ولا يوجد غيرهم  مؤديا" لهذا الدور  وهنا كلامي واضح وأتمنى أن يكون مفهوما من طرفه لان ستراتيجة التحرير والبناء التي طرحتها القوى الوطنية والقومية والإسلامية والمتجسدة  بالأسبقيات والأولويات التي تعمل بموجبها من حيث قيام النظام الديمقراطي ألتعددي البرلماني المؤمن بالانتقال السلمي للعملية السياسية وهذه الثوابت جميعها  تؤدي إلى وحدة الشعب ووحدة المقاتلين وحتى الذين  اخطؤا بحق الوطن والشعب وهو منهم أمامهم الفرصة التي تجعلهم بمكان من أداء الدور بعد التكفير عن الذنب بالاعتراف وهذا  ما أكد عليه  ويؤكده دوما ديننا الإسلامي  والسنة النبوية الشريفة  ومنهج الأولياء والصالحين  ، وعلية لابد من التوجه إلى القوى الصادقة برفض الغزو والاحتلال والعاملة على طرد المحتلين من ارض العراق من خلال  مصداقية  شعار المصالحة والانفتاح على  أهل العراق الذين انكوت أجسادهم بجرائم الشعوبيين والغازي المحتل وتعرضوا ويتعرضون للتصفيات الجسدية والملاحقات اللاقانونية عقابا لهم على وطنيتهم وحمايتهم ارض العراق وتأريخه ، وان تمد يدك مطهرة لهم  وهنا سيكون  الذي يتمناه كل خير وشريف وسينهزم الغازي المحتل وتتساقط الوجوه الكالحة المسمومة لان السيل بلغ الزبا والشعب لن ولم يتحمل  والأيام القادمات حبلى بكل المفاجئات وليكن بعلم من لا رؤية له أن الإرادة تحطم القيود وهنا مهما تم التلويح بالقيود والتصفيات وغيرها من أساليب البطش لا ولن تثني الرجال الرجال من صولاتهم وعزمهم وإصرارهم إن انتصروا فإنها أمنية الصادقين الصابرين المحتسبين لله الواحد الاحد وان استشهدوا فإنها أعلى مراحل الجود بالنفس والحياة الأبدية لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون الخلود والأثر الطيب والدلالة الوطنية والأسمى الجهاد ببعده الإيماني الإنساني

 

بعد هذه المقدمة بإشاراتها لابد من الوقوف أمام المقيدات التي وضعتها القوى الأجنبية والعميلة في  طريق أي عملية تغيرية يراد منها تحرير العراق ومن أولاها الدستور الجريمة المرتكبة بحق العراق لما يتضمنه من ألغام ناسفة  للوحدة الوطنية ومشجعة على النهب والسلب والنخاسة التي يراد منها تحويل العراق القوي إلى قوى متنافرة متناحرة ولخير دليل  ما يقوم به ألصفوي أمال الهر ما يسمى بمحافظ كربلاء وتوجهاته الطائفية التي يراد منها الاقتتال بين أبناء  البلد الواحد بل المدينة الواحدة  وثانيهما التركيبة الإدارية لعموم  مؤسسات الدولة والتي بنية على المحاصصة والتوافق اللامشروع والأنظمة والقوانين التي تم إصدارها ضمن هذه  الأفكار  والسلوكيات  وعلية لابد من  العزم على إلغاء كل ما نتج من جراء الاحتلال على أن تتوفر الأرضية التنفيذية التي  تتحمل المسؤولية الوطنية النزيهة لتنفيذ ما يتم الإقدام عليه وهنا نكرر القول بان هذا لا يمكن أن يتم والقوى العراقية الأصيلة التي يشهد لها التأريخ والمواقف نقاوتها وأصالتها مغيبه ومطاردة  ضمن آلية القانون الجريمة الاجتثاث و الأبشع منه ايذاءا" المسألة والعدالة  وان العواء الذي يطلقه الغرباء والمتفرسين وأيتام الغازي المحتل  سوف لن يثني والنشامى من جهدهم وجهادهم كي يتحرر العراق ويتعافى من ألامه والشرر الذي لحق به وهنا سيكون الإصلاح الحقيقي  والواقعي الذي ينعم في أجوائه العراقيين بالأمن والأمان والخدمات التي حرموا منها خلال السنين العجاف الماضيات التي ينطبق عليها قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الســـــــــلام (( ويهدمون الحصون ويظهرون اللصوص ويقتطفون النفوس ويفتحون العراق ويظهروا الشـــــــقاق بـدم يـراق ))

 

ألله أكبر             ألله أكبر                  ألله أكبر

 

العزة للعراق واهله

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م