ما أشبه اليوم بالبارحة

 

 

شبكة المنصور

زامــــل عــبـــــد

الظرف الذي حل بالأمة العربية بعد الحرب العالمية الأولى امتاز بالخبث والخداع والتضليل الذي مارسه الغازي المحتل لأرض العرب من أجل تمرير أجندته وتحقيق أهدافه بخسائر بسيطة كما يراها وهنا نستذكر البيان الذي وجهه قائد القوات البريطانية الغازية للعراق الجنرال مود  إلى أهل بغداد فجر يوم الخامـــــس عشر من شهر جمادي الأولى سنة  1335 هجري الموافق 11 / 3 / 1917  والذي جاء فيه ((    الغرض من معركتنا الحربية دحر العدو وإخراجه من هذه الأصقاع فأتممنا هذه المهمة  ،  وجهت إلي السلطات العليا المطلقة على جميع الأطراف التي تحارب فيها جنودنا إلا إن جيوشنا لم تدخل مدنــــكم وأراضيكم بمنزلة قاهرين أو أعــداء بل بمنزلة محررين  ،   لقد خضع مواطنيكم منذ أيام هولاكو لمظالم الغرباء فتخربت قصوركم وتجردت حدائقكم وأنت أشخاصكم وإسلافكم من جور الاسترقاق  ،  لقد سيق أبنائكم إلى حرب لم تنشدوها وجردكم القوم الظلمة من ثروتكم وبددوها في أصقاع شايعه  ))   وهنا يقصد تحرير العراق من الاحتلال العثماني وإنهاء حكم الخلافة الإسـلامية التي كانت قوام إدارة  الإمبراطورية العثمانية وبذات المبررات الإجرامية والدعوات المضللة برر المجرم المهزوم بوش عدوانه  وغزوه لأرض الرسالة والحضارة العراق وتدمير الركائز الأساسية لهيكل الدولة  وإشاعة روح الحقد والكراهية والانتقام والمؤطرة بالطائفية والمذهبية المقيتة 

الغرض الأساس هنا إيقاف عجلة النمو التي كان عليها العراق بل إنهاء كل برامجه التي كان من خلالها على أبواب امتلاك ألمقومات الأساسية للثورة المعلوماتية التي يرتقي بها إلى مصاف البلدان المتقدمة ويصبح بمكان من تحقيق البرنامج النهضوي الشمولي الطموح الذي من خلاله تكون الأمة العربية المجيدة امتلكت القوة التي تجعلها مقتدرة على مجابهة العدو والمباشرة بإعادة الحق العربي إن كان في فلسطين أو الأراضي العربية الأخرى التي تطاول عليها أعداء الأمة  ، 

 

بذات الدعوات والأباطيل جيش  المجرم بوش جيوشه الغازية المحتلة ولاغرابه بذلك لان  منبع معاداة الأمة ورسالتها وقيمها الروحية هو واحد إن كان عام  1917   أو   2003  لان الأمة إفاقة من السبات العميق الذي أريد لها أن يكون وأخذت تجابه الإحداث الجسام  بجهاد أبنائها وإصرارهم  على  الوصول إلى أمل الأمة وجماهيرها وأخذت الأحداث تتسارع على ارض الوطن العربي بعد أن  انكشف الزيف بالوعود البراقة والأماني  الخادعة فانتفضت الأمة من جديد بفكرها الثوري الثاقب الذي أخرجه رحمها الطاهر ليكون الأمل والمرتجى والعون الأساسي الذي يؤازر هذا الوليد هو الإيمان الذي اطر كل رؤيته  لقضية ألامه وعدالتها ولا حافز لدى الرعيل الأول من المناضلين ومن هم نتاج ذلك الجهاد الروحي غير الأمة بمعاناتها وأملها وارجحية قيمها  ذات الجذور العميقة بالتاريخ الإنساني حيث كان  المناضلين الأوائل ومن لحق بهم  جهادا" وعطاء" لا تفكير عندهم غير العمل والخلاص من مالحق بالأمة  ، 

 

ومن هنا يتبين جليا لماذا  غزو العراق  وماهي الأسباب التي جعلت الحلف الشرير  وعملائهم وخدمهم يرفعون  ويعملون بقانون الجريمة الذي أسموه الاجتثاث حيث أنهم  متيقنين بان  قوة الدفع الحقيقية في الأمة هو فكر حزب البعث العربي الاشتراكي والمؤمنين الصادقين مناضلي البعث الذين ارتضوا إيمانا" وقدرا" بان يكونوا الوسيلة التي تصل بها ومن خلالها الأمة إلى  مواطن الحرية والتوحد والعدالة الاجتماعية التي سوف تعطي ثمارها الإنسانية  من خلال الانفتاح على الشعوب والأمم المضطهدة  والمستغلة  فأشاعوا أن حربهم على العراق لإشاعة الديمقراطية وتحرير أبنائه من الدكتاتورية والحرمان وإعطاء الحقوق لقومياته وأقلياته  والاهم من هذا كله إن حربهم على الإرهاب ولكن الله القوي العزيز خاب ضنهم وانكشف زيفهم فأخذ الكذابون المجرمون يتهاوون واحدا" بعد الأخر معترفين بكذبهم وخداعهم  ،  وتلمس الشعب الذي تعرض لحملة إعلامية ظلامية  هائلة لتمرير الجريمة وتزويق وجوه المجرمين أذناب الغازي المحتل وعملائه وكلابه السائبة الدجل والنفاق من خلال الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب قتلا وتهجيرا" وحرمان من ابسط حقوق الإنسان ألا وهي العيش الكريم وسد الاحتياج اليومي  والتهميش وإلغاء دور الأخر ملوحين بقانون الجريمة الذي أسموه قانون مكافحة الإرهاب الذي يعد سوطا مشــــهرا" بوجه أبناء الشــعب الرافضين للاحتلال وكل مانتج بســــــببه    ،   

 

فكانت  الوقفة الشموخ للرجال الرجال أبناء القوات المسلحة العراقية الباسلة ومجاهدي القيادة العليا للجهاد والتحرير وفصائل الجبهة القومية والوطنية والإسلامية  في ساحة المعركة فانهارت أحلامهم وخسئ الخاسئون ولعق العدو جراحه باحثا" عن طريق الخلاص والنجاة بجلده لما لحق به من خسائر  ولعنة العراق  تدميه يوميا" ، نعم التأريخ يعيد نفسه بفعل الأمة ورجالها  وانتفاضة أهلنا اليوم هي ذاتها عام 1920 ردا مزلزلا الأرض تحت أقدام  الغازي المحتل البريطاني في  الرارنجية والرستمية والنجف وارض الجنوب أصبحت مقبرة  لهم بل العراق من شماله لجنوبه هب هبة رجل واحد وها هو اليوم يعيدها  بأسلوب ملحمي مميز  تتهاوى بفعله كل مخططات الأعداء وينكشف القناع عن الوجوه المجرمة وتتساقط الواحدة بعد الأخرى والشعب الأبي يتماسك  ويكون السياج للامين لقواه الوطنية والقومية والإسلامية  التي ستوصله إنشاء الله إلى يوم النصر  المبين

 

ألله أكبر               ألله أكبر                ألله أكبر

عاشــــت الأمة العربية

عاش العراق بشعبة شعب الذرى

المجد والخلود للأكرم منا جميعا يتقدمهم القائد الشهيد صدام حسين  اسكنه الله فسيح جنانه

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م