في سبيل البعث : مقتطفات من ( البعث العربي موقف ايجابي )

 
 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
إن الحركات التي تنشا في مجتمع ما، أما أن تكون سطحية وقتية، وأما أن تكون جدية أصلية، وكلا النوعين لابد أن يتأثر بظروف المكان والزمان المحيطة به، ولكن نوعية هذا التأثير بظروف الزمان والمكان هو الذي يعين نوع الحركة، فإذا تأثرت الحركة تأثيرا منفعلا سلبيا استنفذ كل إمكانياتها  وقواها حتى غرقت في ظروفها ،  اعتبرناها من الحركات السطحية الآنية العابرة، وإذا استطاعت الحركة أن تتأثر بالظروف المحيطة بها دون أن تغرق فيها بل احتفظت بالسيطرة عليها لتوجهها، كانت من الحركات الجدية الأصيلة.


إذا نظرنا إلى يقظة العرب الحديثة، نجد أن الدور الأول الذي مرت به هذه اليقظة تنطبق عليه صفات التأثر المنفعل السلبي. فكل مظاهر اليقظة، سواء في السياسة غاو الاجتماع أو في الفكر، إنما هي رد فعل لما سبقتها من حالة الجمود والانحطاط، فكأنها تقلد تقليدا حرفيا الحالة التي قامت لتنفيها وتتمرد عليها، وهذا أمر طبيعي، أن تستمر اليقظة في سلبيتها وان تبقى رد فعل لما سبقها، وإنها إذا استمرت على هذا الجال يغدو من المشروع أن نعتبرها يقظة مخفقة لاحتوي في نفسها بذور الحياة، إذا لاحياه مع السلبية وإذا عددنا مختلف الحركات الوطنية التي قامت في الأقطار العربية جوابا على الاستعمار الأجنبي_ والحركات الفكرية والاجتماعية التي قامت كجواب على أمراض المجتمع العربي( كالإقطاعية والطائفية والإقليمية والرجعية الفكرية وغير ذلك) وأمعنا النظر في هذه الحركات جميعا، وجدنا صفة واحدة  تجمع بينها على اختلافها وتباينها وهذه الصفة هي: السلبية.


ونقصد بالسلبية إنها لاختلف في الجوهر عن الحالة التي قامت تلك الحركات لنقصها، فالحركات الوطنية تقلد الاستعمار وأساليبه، والحركات الفكرية المتمردة الثائرة تقلد حالة الجمود في إطلاقها وفي تعصبها وفي شططها، والحركات  الاجتماعية التي ثارت على الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتخلف في البلاد العربية حملت بذور السلبية. اذ خرجت عن نطاق الأمة التي تعمل لها وشطت في البلاد في أهدافها وغاياتها حتى خانت رسالتها والقصد من وجودها. لو اكتفينا  بالنظر إلى برنامج الحركات والأحزاب القائمة في العالم  العربي لخرجنا بنتيجة تشاؤمية، نحن نثق بان جوهر الشعب سليم متقبل للعمل الايجابي المبدع، ولكن نحن نثق بان جوهر الشعب سليم متقبل للعمل الايجابي المبدع، ولكن متى انتبهنا إلى خطر الأفكار الموجهة له، علينا أن نعلن  ذلك وان نخاطب الشعب لنفهمه الصواب من الخطأ.

 

إن الذين تتبعوا حركة البعث العربي في الناحية الفكرية على الأقل، وذلك فيما يصدر عنها من كتابات، يستطيعون أن يلاحظوا منذ بدا الحركة اهتمامنا البالغ بان نجعل من حركة البعث الخطوة الايجابية التي يجب أن تأتي بعد الخطوة السلبية .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م