في سبيل البعث : مقتطفات من '' خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب ''

 

 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
لننظر ما هي حقيقة هذه النظرة (خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب) وما نصيبها من الصدق وبالتالي ما هو أثرها في حياتنا وإنشاء مستقبلنا؟. ينظرون إلى الحياة نظرة سطحية تأخذ بالمظهر، فيرون إن الإنسان يبدأ صغيرا في جسمه وفي عقله فيرون ان الصغر هو النقص وان الكبر هو الكمال. ولكن  إذا تعمقنا قليلا فإننا واجدون أن الإنسان في سن الشباب يحتوي على اعلىدرجة  واكبر طاقة من الفضائل الحية، وانه إن  كان لايستطيع التعبير عنها باللفظ والكمال وبالحكمة والرصانة فما ذلك إلا لأنها  فضائل حية متقدمة لاتترك لها حيويتها مجالا لان تصاغ في الكلام، الكلام الحكيم والأفكار الرصينة، ولا تترك لها مجالا أن تنظر إلى الوراء وتراقب وتشاهد بدل أن تندفع وتعمل، بدل ان تقرر، بدل أن تخلق وتبدع.

 

فما يراه الجيل القديم وذوو النفوس الضعيفة نقصا في الشباب ليس إلا الكمال ذاته، وما يحسبونه كمالا في الشيخوخة ليس إلا نقصا: فالشباب تؤهله الحياة لان يبقى متحررا من شتى المؤثرات النفعية الجبانة الانهزامية لان الحياة تأبى عليه كل ذلك وعندما يجتاز سن الشباب ويبدأ الوسط يعمل فيه تأثيرا وتحذيرا ليهبط به إلى مستوى العجز والخنوع والتشاؤم وليكبله بشتى القيود الاصطلاحية المصطنعة وليجعل منه حيوانا أليفا، عندها يدخلون في روعه انه بدا  يكتمل ويختمر، وانه زاد عما قبل واكتسب شيئا جديدا وهو بالواقع بدأت خسارته وبدأت حيويته ينال منها الضعف وبدأت عفويته تؤسر وبدا ينبوع نفسه المتدفق تلقى  فوقه الأحجار والصخور حتى ينضب فإذا نظرنا إلى حالة الأمة العربية في هذا الظرف الخطير.. إذا عرفنا أن شر ما تبتلى به امتنا هو النفعية والجبن والتخاذل  استطعنا أن نستنتج بسهولة إن صفات الشباب ومميزات الشباب هي وحدها المتلائمة مع حاجات امتنا المتحفزة للبعث والنهوض.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٣٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م