في سبيل البعث : مقتطفات من ( طموح البعث )

 
 
 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
المعرفة لاتكون صحيحة  إلا إذا امتحنت بالعمل، فالعمل يغنيها  ويصححها.

 

إن نضال الأمة العربية نضال طويل لم يبتدئ مع حركة البعث ولن ينتهي معها. وكل ما في الأمر أن هذه الحركة خرجت من حاجات امتنا في مرحلة معينة لتستفيد من التجارب السابقة، ولترفع مستوى النضال إلى الحد الذي يتكافأ مع عظم قضيتنا وعظم أهدافها ومع عظم الأخطار المحدقة بها، ومع روح هذا العصر، فكانت محاولة صادقة نرى اليوم إنها أثمرت بعض الأثمار. إن طموحنا كبير طموحنا هو طموح الإنسان وطموح كل الشعب أصيل شاعر بشخصيته فقدر لمعنى وجوده الإنساني، طموحنا لايقتصر على دفع الأخطار والتخلص من الأعداء ومن ظلمهم الذي لحق بنا زمنا طويلا. طموحنا لايقف عند حدود السلبية والرفض والتخلص وإنما هو في أعماقه طموح ايجابي بناء في أن نعمل وان نسترجع من جديد تجاوبنا الصادق مع الحياة، وان نسام في بناء الحضارة ونساهم في إخصاب القيم الإنسانية وفي الدفاع عنها وفي تجسيدها تجسيدا صادقا في حياتنا وسلوكنا.


عندما  طلع علينا الاستعمار مؤخرا بنظرية الفراغ، قائلا إن بلادنا فيها فراغ يستدعي أن يملا بالاستعمار والاحتلال، خطر لي_ بالمقارنة_ إن الفراغ قائم فعلا ولكن ليس في شعبنا وبلادنا، وإنما في هذا القسم من العالم الذي مسخ القيم وزيفها ووصل النفاق إلى  حد التناقض مع ما يدعيه من مبادئ. ويخطر لي دوما أن ثمة في العالم فراغا مخيفا، ولا يستبعد أن تكون امتنا من بين الأمم التي ستطالب  بان تملاء الفراغ في وقت اقصر مما نظن.

 

إن حضارة المستعمرين تنذر بالانهيار والفشل طالما تتجنى على الشعوب الضعيفة مثل هذا التجني.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٧ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م