في سبيل البعث : مقتطفات من '' نظرتنا حية للحزب ''

 
 
 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
إن حركة ا لبعث  العربي الاشتراكي أصبحت في بلاد العرب شيئا لايمكن نكرانه. واستطيع أن أقول بان حركتنا أصبحت قدر  العرب في هذا العصر. والحق إننا أمنا  بذلك منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه هذه الحركة. ولعل الشباب الذين دخلوا حديثا إلى الحزب لايستطيعون أن يستوعبوا المرحلة التأسيسية وما رافقها من إيمان وثقة واندفاع، لذلك يحسن بهم أن يعرفوا أن كل ما يقوم به في المستقبل ليس إلا تحقيقا لذلك الإيمان الأول،ذلك الإيمان الذي لن نستطيع الاستغناء عنه  في يوم من الأيام حتى بعد أن يسيطر حزبنا على قدر امتنا، فهو الشرط الأساسي وهو الدعامة المتينة لحركتنا  وجدير بالشباب أن يستلهموا دوما هذا النبع الروحي  وان يعرفوا أن الذين استطاعوا أن يسجلوا شيئا في هذه الحياة، أن يسجلوا شيئا في التاريخ، هم الذين كان لهم إيمان الأبطال واستطاعوا أن يحفظوا في أنفسهم براءة الأطفال وقوة اندفاعهم نحو المثل دون أن يعيروا للمصاعب ولضغط الوسط أي اهتمام.


لقد جاء حزبنا متجاوبا مع يقظة في الروح العربية، مع حاجة عميقة في روح امتنا إلى الانطلاق والى الخلق، فلا يجوز أن ننظر إلى الحزب إلا نظرة حية: انه يجب دوما أن ينطلق ويجدد ويخلق وفي انطلاقته وتجدده وخلقه يستطيع أن يصلح ويطهر ما قد يعلق به من أدران.


إياكم والنظرة الجامدة التي لأتفهم سر الحياة وكنه الحياة، فليس من عمل جدي يؤثر في الواقع ويخلق منه واقعا جديدا إلا ويكون هذا العمل عملا فيه ما في البحر الواسع المتحرك من شوائب، فإذا أردتم عمل حزبكم تاريخيا فليكن كالبحر لا كالساقية الصافية، فمن السهل أن تكون حركتنا ساقية صافية ولكنها لن تروي امة ولنتصنع تاريخا ففي الحزب كثير من النقص، وبين ما تحقق وبينما نرجوا آن  يتحقق فارق كبير، ولكننا نستطيع أن نقترب من مثلنا إذا نحن تابعنا السير، اذاضاعفنا الهمة، فالحياة لاتعرف التوقف وبناء الحياة تيار مبارك طاهر مهما تكن الشوائب التي تعلق به.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م