التعداد العام التجريبي والتكريس الطائفي

 
 
 

شبكة المنصور

زامـــل عــبــد

عدت وزارة التخطيط والتنمية استمارة التعداد العام للسكان المزمع إجرائه  وهذا موضوع اعتيادي تتطلبه أية عملية  إحصائية يراد منها حصر السكان وتحديد الفئات العمرية والتوزيع الجغرافي من اجل وضع الخطط التنموية والمشاريع الإستراتيجية على كافة المستويات من اجل  الارتقاء بالبلد إلى مستوى الطموح وهذه النظرة نجدها في كافة الأنظمة إن كانت ملكية أو جمهورية أو جادة أو دون ذلك  وأرشيف هيئة الأعمار  وبعدها وزارة التخطيط ودوائر الأحوال المدنية والتي كانت تسمى بالماضي دوائر النفوس  يوثق ذلك وبمراحل التعداد العام لسكان العراق منذ الاستقلال على اثر معاهدة لوزان النافذة عام 1923 حيث كان أول تعداد عام للسكان  عام 1927 ولمحدوديته لم يتم الاعتماد عليه فكان تعداد عام 1934 و1947 1957  والتي تم اعتمادها أساس لكل إجراءات الدولة العراقية ذات العلاقة وبعدها تم القيام بعدة عمليات إحصائية كان من أبرزها عام 1977 حيث تم اعتماده أيضا" في كثير من الإجراءات والعمليات الإدارية والتنفيذية لبعض القوانين والأوامر ، وكانت أهم المفردات التي تتضمنها الاستمارة المعدة لها الغرض يراد منها حصر الاسم والجنس والديانة والقومية والمهنة والحالة العلمية  وماله بالحياة الاقتصادية لبيان الدخل القومي للفرد والعائلة العراقية    لكن الاستمارة التي أعدتها  وزارة التخطيط وسيتم طرحها للتطبيق في التعداد التجريبي الذي أعلنت عنه في مناطق منتخبة في بغداد ومحافظات أخرى تختلف جذريا عن سابقاتها كونها تحمل في طياتها  مضمون المشروع التفتيتي للعراق  ألتقسيمي  الطائفي الشوفيني الذي عملت كافة الدوائر الامبريالية الصهيونية الفارسية لتطبيقه في الوطن العربي تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد الذي ينصب أساسا على تقســـــيم المقسم وتكريس الطائفية وتجذ يرها في المجتمع العربي

 

أهم الفقرات التي احتوتها الاستمارة ضمن حقل الدين المذهب وهنا يراد توزيع العراقيين على المذاهب الاسلاميه  وما يقابلها في الديانات الأخرى وبهذه المفردة الخبيثة  التقت إرادة كل الأشرار في الأحزاب والحركات والتيارات الدينية السياسية التي مهدت لقوى الغزو والاحتلال من خلال معلوماتها الاستخبارية التي قدمتها للإدارة الأمريكية المهزومة  وخيانتها وعملها مع قوات الاحتلال ومن خلال هذه المفردة سيكون هناك التكريس الأعمق للتشتت خلافا للقاعدة الدينية التي جاء بها الإسلام كدين توحيدي جمعي ينبذ الفرقة  لان المذهب ووفق قاعدة التقليد التي يأخذ بها الفقه الجعفري إن أبناء هذا المذهب يتبعون المجتهد الذي اتخذوه مقياس لكل تعاملاتهم وعباداتهم ومن هنا والأمر السائد حاليا على ارض الواقع إن الشيعة في العراق هم في واقع التفرق والتمزق وصولا إلى الاقتتال وان ما حصل في منطقة الزركة في محافظة النجف لخير دليل وإشارة لذلك كما إن الإقلال من شأن الآخرين وصولا إلى إثارة الشبهات حول علميتهم ومصداقية اجتهادهم أخذت الحيز الواسع في توجهات الشارع والفعل ورد الفعل وهذا يمكن أن ينطبق على الطرف الأخر كل ضمن المنظور الفقهي الذي يعتمده في عمله ، وبهذا سيتم تكريس الواقع وفق ما تشتهيه القوى المعادية التي تسعى وكما بدأت به تهجير المواطنين انطلاقا من  منهج التجميع وفقا" للمذهبية والطائفية المقيتة لتحقيق أهدافهم الشريرة بإقامة الأقاليم المذهبية التي تمكنهم من إقامة إمارتهم الحكمية التي تكون الامتداد الفارسي ألصفوي إلى عمق العراق والانتشار على حدود أقطار عربية أخرى تمهيدا" لمد مواطئ القدم فيها ومن هنا يكون الحلم الفارسي ألصفوي بدا" يظهر على الأرض بعد إيجاد المكان الفكري من خلال تسميم الأفكار وترســـــيخ الو لاءات الغير مشروعه استثمارا واستغلالا" للدين والمناسبات الدينية  ، ومن الأمور المضحكة المبكية في آن واحد يخرج من يدعي كونه موظف ومعني بالأمر  ويعلن عدم صحة المعلومات خلافا" للحقيقة والواقع ولاغرابه في ذلك لان الفئة المتسلطة على رقاب العراقيين لا تجيد غير الكذب والدجل والخداع والنفاق لان هذه الصفات هي أساس تكوينهم الفكري والسلوكي

 

إن هذه اللعبة وما يلحقها مصيرها الفشل الذريع والرفض القاطع من عموم أبناء العراق بمختلف دياناتهم ومذاهبهم وقومياتهم كسابقاتها التي حاولت حكومات الاحتلال الأربعة القيام بها لتفتيت العراق وشعبه وسيبقى العراق عصيا على كل الأعداء وان يوم النصر المبين آت لا ريب   وان طلائع الشعب تزحف  محروسة بالرحمن الرحيم لأنها  تجاهد عن أصول الدين والأرض والعرض التي انتهكتها قوى الغزو والاحتلال ومن والاهم وسار في ركبهم

 

 

ألله أكبر             ألله أكبر             ألله أكبر

يامحلى النصر بعون الله

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٦ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م