رسالة قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

 بمناسبة الذكرى الثانية والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي

 

 

شبكة المنصور

 
بمناسبة الذكرى الثانية والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وجَّهت قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إلى الرفاق البعثيين الرسالة التالي نصها:


أيتها الرفيقات
أيها الرفاق


في كل عام يحتفل البعثيون في السابع من نيسان بعيد تأسيس حزبهم، ولا يمر عليهم نيسان واحد من دون أن يضيف إلى سابقه تراكماً نضالياً يُضاف إلى هرم التراكمات التي سبقته.


وإذا كان تاريخ الأمم يتجدد ما دام هناك مجددون، فإن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي هو المجدد الدائم في حياة الأمة العربية. وهو المجدد الاستراتيجي الذي يتميز رواده بطول الصبر والأناة والنضال الدؤوب المجدد والمتجدد معاً.
لقد بلغت تجربة حزبنا في هذا العام عمرها الثاني والستين، وهي تجربة حافلة بالدروس والعبر، وتضيف في كل عام مدماكاً جديداً ينسج لتاريخ هذه الأمة ملاحم بطولية من البذل والعطاء.


فالبعث الذي اجتاز الصعاب والملمات منذ تأسيسه كان يدرك حجم الكم الكبير والمشاكل المتراكمة التي تعاني منها أمتنا عبر تاريخها المديد، غير أنه كان يصمم دائما على أن يعيد لهذه الأمة عنفوانها الذي كانت تعيشه في مختلف مراحل التغيير وهي تسهم في بناء التراث القومي العربي الذي أعطى للحضارة الإنسانية الشيء الكثير عبر قرون طويلة من الزمن.


وإنه على الرغم مما كان يعترض حزبنا من مصاعب وتحديات كان يخرج منها في كل حقبة أكثر سلامة وعافية مما كان عليه في السابق، وهذا ما يجعله اليوم يخوض أخطر وأشرس المعارك المصيرية في العراق ويواجه أعتى قوة استعمارية غاشمة عرفها التاريخ القديم والجديد، وهو قد صمم على المواجهة بكل كفاءة واقتدار مما جعله يضع مشروع الاحتلال الأميركي للعراق، في العام 2003، أمام الحائط المسدود. وهذا هو الاحتلال يلملم أشلاءه للخروج من بؤرة الهاوية التي وجد نفسه يغرق فيها نتيجة ضربات المقاومة الوطنية العراقية، التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي.


أيتها الرفيقات
أيها الرفاق


لقد كال حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، الضربة القاسية بقوتها، والقاضية بصلابة قرار مناضليها، على المشروع الأميركي – الصهيوني الأخبث في التاريخ. وها هم أبطال حزبنا في العراق يخططون لمرحلة ما بعد الهزيمة الأميركية، وما بعد لحظة إعلان النصر، وهم يصنعون تاريخاً جديداً ليس للعراق والأمة العربية فحسب بل أيضاً للعالم أجمع، فينسجون للأمة العربية ثوباً مطرزاً بالنصر والبطولات وهو ما عجزت عن فعله أنظمة الذل والاستسلام التي سهل عليها خيانة الأمة في سبيل العروش والمصالح الخاصة، متناسية أن جماهير أمتنا تمهل ولا تهمل، وأن وحدة الأمة وحريتها ورفاهيتها هي هدف هذه الجماهير التي ينبثق منها حزبنا والتي وجدت في استراتيجية المقاومة الشعبية الطويلة الأمد الطريق الأسلم لتحرير الأمة وانتصارها.


ولعلَّ في تجربة الحزب في كل من فلسطين، ولبنان، والعراق الآن، درساً لا يجوز إلاَّ أن يبقى ماثلاً في ذاكرة الأمة وفي ذاكرة الجماهير العربية، من أجل توجيه تحذير استباقي إلى كل من تسول له نفسه أن يمارس عدوانيته على أي قطر عربي، وخاصة في السودان اليوم، والعراق المعرَّض لعدوان إيراني بديل في المستقبل القريب. وليس التحذير أكثر من دعوة لهؤلاء الحالمين بأنهم لن يُستقبلوا بالورود، بل بالرصاص والروح والدم في سبيل الأمة.


أيتها الرفيقات
أيها الرفاق


على الرغم من كل الآلام التي يعاني منها شعبنا العربي في العراق وفلسطين نحتفل بهذه الذكرى واثقين بانتصارنا مهما غلت التضحيات. وهذا لن يتم إلاَّ بالمقدار الذي يؤهل كل بعثي نفسه ليس من أجل المشاركة في صنع الحدث فحسب، بل أيضاً من أجل إعداد نفسه للاستفادة منه وتوظيفه لمصلحة الأمة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.


إننا ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والستين لميلاد حزبنا، نتوجه بالتحية إلى أبطالنا العظام الذين سبقونا إلى الشهادة التي عبَّدت لنا طريق الانتصار القادم، ونخص منهم ميشيل عفلق القائد المؤسس للحزب، وصدام حسين الشهيد المتميز بين الشهداء، ورفاقه طه ياسين رمضان، وعواد البندر، وبرزان التكريتي.


كما نتوجه في هذه المناسبة إلى روح رفيقنا راضي فرحات (أبو فادي) بالتحية والإكبار.
وإلى كل شهداء حزبنا على طول مساحة الوطن العربي الكبير.
ونتذكر أيضاً رفاقنا الأسرى في العراق، وفي طليعتهم الرفيق طارق عزيز، وهم صامدون في سجون الاحتلال الأميركي يكابدون كل أنواع التعذيب والإرهاب الأميركي والميليشياوي الطائفي.
وكل نيسان وأمتنا بخير

 

قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
السابع من نيسان ٢٠٠٩

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م