العراق يحتل المراكز الاولى في العالم الان لكن بماذا ....؟

 
 

شبكة المنصور

شهد الجراح / كاتبة واديبة عراقية
يبدو ان من مميزات العراق المحتل (عفوا المحرر كي لايغضب الوصف هنا من ساهموا في عملية التحرير الجبارة) ان يحتل المراتب الاولى في السوء وللأسف الشديد و حسب مانراه على ارض الواقع ومانشاهده ونسمعه في وسائل الاعلام لكن بذيل القائمة , ابتداءا من النهب والسرقة والاعتداءات والكذب والتضليل والقتل والاجرام والبطالة والفقر ...الخ


واليوم نعلم ان العراق هو اخطر بلد على الصحفيين وهذا اكبر دليل على خزعبلات الحكومة المملوكة وتلفيقها عن تحسن الوضع الامني وموشح الحرية والديمقراطية المتوفرة الان ( وبكثرة ) في العراق تحديدا وهذا ثاني خبر نسمعه خلال اسبوع بعد خبر قلق منظمات حقوق الانسان لما يحصل في العراق من اهدار آدمية الفرد العراقي وبشكل ملحوظ ومتعمدبشكل اكيد ولهذا نجد ان العراق في هذه الحالة هو محل جدل بالنسبة للاجيال القادمة فالتميز هو سمته بشتى العصور لكن تناقضات هذا التميز هي من تثير الغرابة .

 

بعد ان كان العراق رائدا للثقافة والعلم والنهضة والرخاء والتكافل الاجتماعي في اغلب مراحل تاريخه القديم والحديث وبعد ان انهارت مقوماته وحل البلاء فيه وتراجع الى اسوء حال وبفضل الاحتلال وقردته المهرجين عديمي الكرامة وهذا مايضع بالحسبان ان العراق حل به ماحل لانه بلد قوي وذي ركيزة اساسية في الامة وهذا لايخفى على كل واعِ وعاقل وهذا مايدفعنا للتساؤل مجددا عن الوقاحة التي يظهر بها المسؤولون للتباهي بالانجازات العظيمة التي تحققت خلال السنتين الاخيرتين على وجه التحديد وخاصة فخرهم بتحسن الوضع الامني بشكل واضح اكثر من السنين التي قبلتها بعد ان كان المئات من الابرياء يسقطون يوميا بلا ذنب سوى انهم عراقيين و بعد ان نسوا مدعيّ هذا الانجاز ان المحتل هو المسؤول المباشر عن حماية البلد بما فيه وهو المسؤول عن تدهور حالته بالمقابل ونسوا ايضا ان الوضع تحسن الى حد ما بفضل اختباء جرذان ايران في حجورهم لطول تلك المدة بعد ان كانت لهم اليد الطولى في تدهوره وبأوامر امريكية صهيونية صفوية على حد سواء وليس كما يحاولوا ان يظهروا للعيان عن تحمل البعثيين والقاعدة كل مايحدث بالعراق الان .. والمثير للدهشة هو تضارب تلك التصريحات نفسها لقائلها .. فكل من ذاق طعم السلطة بالعراق بعد الاحتلال نراه تارة يتباهى بأن الحكومة قد هدمت اركان القاعدة ومحت فلول البعثيين ولم تبق لهم من أثر يذكر وتارة اخرى نراه يكيل الاتهامات لهم .. وتارة يدعي ان الحكومة لن تسمح اطلاقا للبعثيين بتولي اي منصب في الحكومة وتارة اخرى نراه يدعي ان البعثيين اخترقوا الوزارات السيادية مثل الداخلية والدفاع وهم الان من يعذبون المعتقلين في السجون وكل مسؤول يظهر على شاشة التلفاز اليوم يجب ان يتحدث عن النظام العراقي ومافعل من جرائم وووووو وكانه ظهر ليبث سمومه ويفرغ حقده لااكثر


ولا يمر يوم حتى تكتشف جريمة وحشية شنعاء ارتكبها هذا المسؤول بعينه
السؤال المطروح الان وبدقة .. هل تكذب الحكومة على نفسها وتصدق كذبتها..؟
ام انها تتلاعب بالالفاظ ظنا منا انها تستطيع ان تخلي مسؤوليتها عما يجري من فضائع امام الشعب العراقي والرأي العام ..؟


والى متى ستستمر هذه المهازل المملة والشعب العراقي هو من يدفع الثمن بعد ان تدهورت حالته بشكل مرعب
واين الشعب من كل هذا الذي يحصل اهانت عليه نفسه ورضى بالصمت حتى صار لايعرف عدوه من صديقه ام ان هم المعيشة اليومي هو المسيطر على فكر العراقيين فقط ..؟

 

لااعتقد فالعراقي يتنفس الكرامة تنفساً ولا يستطيع النوم على ضيم وهو ثائر ومتمرد بطبعه والدليل هو مقاومته الاسطورية للغزاة وعملائهم من بعد ثاني يوم بعد الاحتلال وهذه سابقة ومؤشر على شجاعة شعبنا وكفاحه سواء بالقلم كما نفعل نحن وهذا ضعف الايمان وبالبندقية التي يرفعها النشامى بوجه المغتصب الخائن , فمتى سيصحى ضمير المسؤولين ويتحملون مسؤولية افعالهم قبل اقوالهم ويكفوا عن الكذب المفضوح الذي يمتهنوه كواجب مقدس ومن سيتحمل مسؤولية انحداره حتى احتل المراكز الاولى بكل ماهو سيئ ومرفوض لايقبله دين ولا عرف ولا انسانية فهل هذه هي مكافأة العراق المحرر من الديكتاتورية كما يدعي ويتباهى البعض الان ام لأن العراق كان مصدر اشعاع للأمة بالكامل وحائط الصد لكل العرب يعاقب بهذا الشكل ..؟


سؤال يحتاج لوقفة تاريخية عميقة واعادة نظر جادة في ما جرى ويجري وسيجري مستقبلا مادام ان الصمت هو التعبير لدى الاغلبية الان

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٩ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م